مهد حمدين صباحي، المرشح بالانتخابات الرئاسية التي تنظمها سلطات الانقلاب العسكري، بساط الحكم لعبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب، معلنًا استسلامه التام لانتخابات العسكر، حيث أعلن رضاه بمؤشرات السيسي ومجريات الأمور على ساحة العملية الانتخابية على مدار الأيام الثلاثة الماضية، الأمر الذي دفع نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى استذكار مواقفه أيام فوز الرئيس المنتخب د. محمد مرسي معتبرين أن هناك اختلافا واضحا وتناقضا بين الموقفين.
ولم يتحرك صباحي وفقًا لتاريخه الثوري ليعبر عن أي انتهاكات بلعبة الانتخابات، واكتفى بالإشارة إلى بعض الانتهاكات التي قال إنها لم تكن لتؤثر على النتيجة، بينما كان صباحي من أشد المعارضين لحكم الرئيس محمد مرسي منذ إعلان إعادته أمام أحمد شفيق، حيث اعترض أنصاره مرارا على النتيجة، ونزل إلى ميدان التحرير، ورفض تأييد مرسي صراحة أمام منافسه الذي يعد مرشح نظام مبارك، وطالب مؤيدوه مرسي بالتنازل ليخوض هو الإعادة أمام شفيق، وحاول مرارا أن يجد مطعنا في النتائج المعلنة.
كما رفض صباحي بعد نجاح مرسي كل المناصب التي عرضت عليه للمساعدة في الحكم، وكان ضمن ركائز "جبهة الإنقاذ" التي شكلتها الأحزاب المعارضة، بينما كان له وجه آخر في الوقت الذي جاءت انتخابات بعد إسالة دماء وانقلاب على رئيس شرعي وبنتيجة لا تعبر عن المسار الديمقراطي بارك صباحي للسيسي وارتضى به رئيسا.
حمادة.. وحمادة تاني خالص
نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبروا مواقف صباحي ازدواجا وفصاما في شخصيته، وعبر أحدهم عن ذلك ساخرا: "ألذ حاجة في حمدين إنه عبارة عن اتنين مالهومش دعوة ببعض خالص، حمدي أيام مرسي دا كان حمادة.. وحمدي أيام الانقلاب دا حمادة تاني خالص".
ورغم الاكتساح -المشكوك فيه على نطاق واسع- الذي حققه السيسي في مسرحية الانتخابات والتي حصل على 25618672 صوت بنسبة 94%، بينما كانت الأصوات الباطلة بالمركز الثاني بنسبة 4% بـ 1080669 صوت، وحصل صباحي على المركز الثالث بنسبة 2% بـ 584464؛ فإن حمدين لم يطعن على النتائج مطلقا.
وتوجه صباحي، منذ قليل بالشكر للشعب المصري، معلنًا قبوله لنتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها عبد الفتاح السيسي، قائلًا: "أقر بخسارتي بالانتخابات".
كما دعا كل المصريين وأعضاء حملته، لأن يفتحوا بابًا للأمل، وأن يبدؤوا في بناء مصر، داعيًا الله أن يوفقهم، وأن يمكّن الرئيس والسلطة من أن يكونوا على قدر آمال المصريين الذين يفرحون، وأن يتمكن الرئيس من القضاء على الفساد والاستبداد، ودعا الله أن يمكّن الشعب لأن يكون عونًا لنفسه؛ حارسًا لأحلامه، وأن يحسنوا العمل وأن يحققوا لمصر ولشعبها ما تستحق منهم، مختتمًا بالقول: "المجد للشهداء والنصر للثورة والسيادة للشعب".
وتابع: أقسم بالله أن أُضحي بنفسي في سبيل منع عودة رموز الفساد والاستبداد والارهاب، قائلًا: "نحن ندرك أن المعركة طويلة، ونأمل في الله والشعب أن نستطيع تقوية نقاط ضعف بعضنا".
كما أعلن حمدين صباحي، تحمله مسئولية أي أخطاء في حملته الانتخابية، كما أبدى اعتذاره عنها، كما وعد بمعالجة أي أخطاء حدثت والتعلم منها مستقبلا.
