شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الذين “خانوا” السيسي!

الذين “خانوا” السيسي!
  "كل هؤلاء خذلوك يا سيسي"، بهذه الجملة صدرت إحدى الصحف الموالية للانقلاب...
 
"كل هؤلاء خذلوك يا سيسي"، بهذه الجملة صدرت إحدى الصحف الموالية للانقلاب العسكري إحدى صفحاتها واصفة غير المشاركين في الانتخابات الرئاسية التي أقامتها سلطات الانقلاب العسكري بأنهم توائم الخيانة؛ خاصة من تلك الفئات المؤيدة للانقلاب تقليديا، ووصفت السيسي بريتِشارد الذي خانه أصدقاؤه وقت الحرب.
 
واعتبر مؤيدو السيسي أنه في قاموس الانتخابات، "المقاطعة هي توأم الخيانة"، وإذا كان حلفاء ريتشارد قلب الأسد خانوه وقت الحرب لينتصر السلطان صلاح الدين الأيوبي في الماضي، فإن المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي في الحاضر، يعيش لحظة مؤلمة أمام مشهد خلو معظم لجان الانتخابات الرئاسية من الناخبين، بعد أن كان يطالب ويتوقع خروج نحو 40 مليونا.
 
العديد من تلك الفئات التي "باعت" السيسي يوم الانتخابات –بحسب وصف مؤيدين للسيسي- غابت تماما مظاهر حشدها أمام لجان الانتخاب، ولم يظهر الكثير من أعضائهم وربما أساطينهم فضلا عن مؤيديهم وكتلهم التصوتية التقليدية.
 
"السيسي" الذي تخلى عنه الكثيرون، حاول عدد من المحللين السياسيين تبرير مشاركة الناخبين في التصويت في الانتخابات الرئاسية بتلك الصورة الهزيلة، بارتفاع حرارة الجو، ومنهم من رأى، وبالتالي عزف الناخبون عن التصويت، ومنهم من قال إن الكثير من أنصاره واتباعه قد "خانوه" في المعركة الحاسمة.
 

الحزب الوطني

 
يأتي على رأس تلك الفئات التي غاب حشدها بالصورة المعروفة سلفا، رجال الحزب الوطني المنحل، الذين كان يتم النظر إليهم قبيل بدء الانتخابات على أنهم فارس الرهان، لما لهم من سابق خبرة في التعامل مع الانتخابات، لكن على أرض الواقع الأمر اختلف تماما، وخرجوا من المشهد طواعية، ما يشي بأن هناك شيئا ما جرى خلف الستار، بالرغم من ظهور في عدد من محافظات مصر ولكن بشكل ضئيل.
 
ويقول مراقبون إن ثلاثي رجال الأعمال والحزب الوطني والإعلام قرروا توجيه ضربة استباقية للسيسي قبل تنصيبه، فالجميع داخل مصر وخارجها كان يعلم أن السيسي سيفوز في الانتخابات، لكن هناك فرقا شاسعا بين أن يدخل قصر الاتحادية عبر انتخابات نزيهة تشهد إقبالا كبيرا، وبين أن يحقق فوزا هزيلا يجعله يتخلى عن أوهامه عن حب الشعب له وجماهيريته الجارفة المزعومة.
 
وقال نادر بكادر –المتحدث الاعلامي لحزب النور- إنه لم تكن هناك حملة للمشير على الأرض لكي يكون هناك خلاف معها، وعدد كبير من الشخصيات التي كانت ضمن الحملة لم تعمل بالفعل، وبعض القوى التي أعلنت تأييدها للسيسي لم تتحرك لدعمه في الانتخابات، وقياداتها لم تنزل الشارع، وتركت انتخابات الرئاسة ومسؤوليتها، وكانت تنظر إلى تحقيق مصالح شخصية والاستعداد لانتخابات البرلمان ومحاولة الهجوم مبكرا على المنافسين المحتملين فيها.
 
وأكد "بكار" ،  خلال حوار صحفي له ان  رجال الأعمال ورموز الحزب الوطني المنحل تراجعوا عن دعم السيسي ، مؤكدا انهم لم يقوموا بالحشد في الانتخابات، موضحاً ان هناك من تعمد إحراج السيسي أمام الشعب والرأي العام العالمي، وشارك في ذلك بعض وسائل الإعلام، مشيراً إلي ان هناك علامات استفهام على الأداء الإعلامي الذى حاول تصدير الذعر للمواطنين من نتيجة الانتخابات ونسبة المشاركين فيها، على عكس ما حدث في الاستفتاء على الدستور، حيث كان الأداء الإعلامي ممتازا للغاية، وإعلان السيسي عدم تحمله فواتير لأحد في حال فوزه هو السبب الرئيسي فيما حدث.
 

ثلاثي القوى

 
فيما قال الكاتب أحمد الليثي – ان من أبرز أعمدة الدولة العميقة في مصر، ثلاثي رجال الأعمال بقوتهم المالية الهائلة، وقادة الحزب الوطني المنحل بقواعدهم الشعبية، وأباطرة الإعلام الذين يملكون عشرات القنوات الفضائية يشكلون بها وعي الشعب.
 
وأكد "الليثي " ان ظهور السيسي في حواراته التلفزيونية التي سبقت انتخابات الرئاسة واثقا بنفسه أكثر من اللازم، مستغنيا عن مساعدة الدولة العميقة، حتى أنه أفصح أكثر من مرة أنه سيضغط على رجال الأعمال الأثرياء لتحصيل مبالغ مالية كبيرة يحتاجها لمشروعات عملاقة، كما أنه طالبهم بدعمه اقتصاديا وتقليل أرباحهم بشكل بدا للكثيرين أنه ليس اختياريا، وهو ما أقلق رجال الأعمال، وجعلهم يشعرون بأنه ينوي التقرب من الشعب على حسابهم، موضحاً تنكره لدور الإعلام في تمهيد الأرض له قبل الانقلاب – بتأليب الناس على الرئيس المنتخب محمد مرسي، حيث قال – في حوار تلفزيوني – إنه لا يدين بالفضل لأحد، بل هاجم الإعلام وقال إنهم سبب انقسام المجتمع المصري.
 
وأشار الكاتب إلى ان السيسي، حينما أكد أنه لا عودة لأوضاع ما قبل ثورة يناير، قاصداً الحزب الوطني وشدد على أن حملته لا تضم أحدا من نظام مبارك، وهو ما أغضب كوادر الحزب الوطني الذين كانوا في صدارة المشهد يوم 30 يونيو وبذلوا جهدا بارزا لحشد الناس ضد الإخوان.
 

إدارة الكنيسة

 
أما المسيحيين فكانت مشاركتهم بشكل فردي، وسط تغيب من القساوسة ولجان الدين على غير العادة، كما غاب عن هذه الانتخابات مشهد نقل المسيحين إلى لجان الاقتراع في أوتوبيسات من داخل الكنائس، وكذلك مشهد الراهبات أثناء تنظيمهن الصفوف خاصة في تلك المناطق التي تشهد كثافة مسيحية كشارع شبرا بالقاهرة على سبيل المثال.
 
ورغم وجود مصوتين مسيحيين، فإن مشاركتهم كانت فردية، واكتفت إدارة الكنيسة بالتوجيه العام عبر رسائل موبايل وبانرات تدعو لانتخاب السيسي للقضاء على الإخوان، دون أن تقوم بالحشد المنظم كعادتها في انتخابات ما بعد ثورة 25 يناير، حيث ظهر ذلك الحشد جليا في انتخابات مجلس الشعب 2011 وانتخابات الرئاسة 2012.. لكن غاب في رئاسيات الانقلاب.
 
 

خيانة ما بعد 30 يونيو

 
وأكد الدكتور وحيد عبد المجيد، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن حلف 30 يونيو لم ينهار في الانتخابات الرئاسية، وإنما انهار بعد أسابيع قليلة من 30 يونيو، ولم يعد قائما، وأصبح من التاريخ، لافتا إلى أن ذلك ظهر للمرة الأولى في الاستفتاء على الدستور الجديد، في يناير الماضي، حيث لم يتجاوز عدد المشاركين 20 مليون ناخب، وهي نسبة منخفضة قياسا بحجم الحلف الذي ضم مختلف القوى السياسية والحزبية.
 
وشدد عبد المجيد على أن انخفاض نسبة المشاركة في الاستفتاء جرس إنذار لصانع القرار بأن 30 يونيو تسير عكس الاتجاه المأمول، وتم الانتباه جيدا إلى هذا الجرس، والاستماع إلى دقاته، حيث اجتمع مجلس الوزراء لمناقشة تداعيات تراجع نسبة المشاركين، منوها إلى أن الجميع حذر من عودة الحيتان الذين نهبوا مصر إلى صدارة المشهد مجددا، وهذه العودة كفيلة بإخراج القوى الثورية من خارطة الطريق ولجوئها إلى الميادين، خاصة أنها سعت من وراء عودتها إلى الانتقام من قوى ثورة يناير.
 

النور وتمرد

 
أما حركة تمرد -الداعم الرئيسي لعبد الفتاح السيسي- فقد رأى عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أن الحركة فشلت، لأن المهمة مختلفة مقارنة بحشدها في 30 يونيو، حيث كانت المهمة سهلة من خلال جمع استمارات يصلون من خلالها للمواطنين في قراهم ونجوعهم، بينما تستدعى الانتخابات إخراج المواطنين، في ظل الهالة الإعلامية التي أحبطت الناخبين، وجعلت الانتخابات مخيبة للآمال.
 
ويشير مراقبون إلى أن أكثر الأحزاب الداعمة للسيسي جهدا في الحشد هو حزب النور، الذي حاول بكل جهده الحشد بمختلف الأشكال، وهو رغم فشله في الحشد لم يدخر وسعا، واستأجر سيارات وتكاتك وظهر أعضاؤه –أو من تبقى منهم- أمام اللجان في محاولة للحشد
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023