طالبت "الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان"، اليوم الجمعة، وزارة الخارجية الجزائرية بإجلاء رعاياها العالقين في ليبيا؛ جراء تردي الوضع الأمني بهذا البلد.
وفي بيان أصدره مكتب الرابطة في محافظة "الشلف"، شمالي الجزائر، ونشرته وسائل الإعلام الرسمية، أعربت الرابطة، وهي منظمة حقوقية غير حكومية، عن قلقها إزاء تردي الأوضاع الأمنية في ليبيا، في حين دعت السلطات الجزائرية، ولاسيما وزارة الخارجية، إلى إجلاء الرعايا الجزائريين من ليبيا.
وأشار البيان إلى "نداء الاستغاثة" الذي وجهته عائلة جزائرية تنحدر من محافظة "الشلف"، وتقيم في ليبيا.
وقال رب العائلة في ندائه -حسب البيان-: "أنا جزائري أنحدر من بلدية وادي الفضة بمحافظة الشلف، أقيم برفقة زوجتي وأبنائي الاثنين، منذ حوالي 22 سنة، بضواحي طرابلس الليبية.. نحن محاصرون في ليبيا، أنا وزوجتي وأبنائي، نموت في اليوم ألف مرة، ونريد العودة إلى الجزائر".
وجاء في البيان أيضا، أن "المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان لمحافظة الشلف -تحت رئاسة السيد هواري قدور- يتابع عن كثب نداء استغاثة عائلة "بن داود"، التي تريد مسكنًا يلمّ شمل أفرادها عند عودتها إلى الجزائر".
وختمت المنظمة بيانها بتوجيه نداء عاجل للسلطات الجزائرية، تطلب فيه "التدخل السريع لتوفير الحماية لمواطنيها في الخارج، ولا سيما في ليبيا، وكذلك التعامل بجدية مع عائلة السيد بن داود، واتخاذ الإجراءات اللازمة لإجلاء هذه العائلة قبل فوات الأوان".
والجدير بالذكر، أن الشهر الماضي، أغلقت الجزائر سفارتها وقنصليتها في ليبيا، كـ"تدبير وقائي"، "بسبب وجود تهديد حقيقي وداهم يهدد الدبلوماسيين، والأعوان القنصليين بهذه الدولة الجارة"، حسب بيان للخارجية الجزائرية في حينها.
وتكفلت قوة خاصة من الجيش الجزائري، وقتها، بإجلاء السفير الجزائري بليبيا، عبد الحميد بوزاهر، برفقة موظفين وعائلاتهم، حسب ما أوردته وسائل إعلام جزائرية.
وفي نفس السياق، أجلت الجزائر أغلب رعاياها من ليبيا على دفعات، مع اندلاع الانتفاضة ضد نظام القذافي العام 2011، ولم يبق سوى عدد قليل من العائلات التي فضلت البقاء هناك، لكن لا توجد إحصاءات رسمية بشأن عددهم.
وتعاني ليبيا منذ يوم 16 من مايو الماضي تصعيدًا أمنيًا خلّف عشرات القتلى، فمنذ ذلك اليوم، تشن قوات بقيادة "خليفة حفتر" -لواء متقاعد- عمليات عسكرية ضد كتائب تابعة للجيش النظامي، ضمن محاولة انقلاب على السلطة.
