قلق وخوف.. إجراءات أمنية مكثفة.. تشديدات وحراسات.. غلق للطرق والميادين.. إجازة رسيمة للعاملين في مؤسسات البلاد الرسمية.. وشلل ووقف حال الدولة، كلها كانت ملامح اليوم الذي جرى فيه تنصيب قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي.
وهو الأمر الذي اعتبره نشطاء ومراقبون ليس بغريب لوضع كل هذه التشديدات، وتعطيل مصلحة الدولة لرئيس جاء على دماء الآلآف، واعتقل أكثر من 40 ألفا، وهو ما اعتبروه أيضا شتان بين رئيس كان قراره هو نزول التحرير لحلف اليمين أمام الشعب، ورئيس يقف وسط اضطراب وقلق على حياته أثناء حلفه لليمين وسط أربع حوائط وتشديدات وحراسات وقوات لا مثيل لها في تأمين حياته.
تعطيل مصالح الدولة
عطلت المصالح الرسمية والحكومية للدولة يوم تنصيب السيسي رئيسا، وأعلن شريف شوقي المستشار الإعلامي لمجلس الوزراء الانقلابي عن أن الحكومة قررت منح العاملين بالدولة أجازة رسمية اليوم الأحد، بمناسبة الاحتفال بتسليم وتسلم السلطة.
وقرر البنك المركزي المصري اعتبار اليوم الأحد أجازة رسمية بالبنوك، بعد أن أعلنت الحكومة أن الأحد إجازة للعاملين في الدولة بمناسبة أداء عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية كرئيس للجمهورية.
الطرق والمرور
كما عطلت حركة المرور فأصبحت الشوارع شبه خاليه أثناء تنصيب السيسي؛ حيث أعلن اللواء حسن البرديسي مساعد وزير الداخلية الإنقلابي عن إغلاق الطرق المؤدية إلى قصر القبة، وذلك لتأمين احتفالية تنصيب الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي، لافتا إلى أن الإدارة وفرت الطرق المناسبة للوفود الأجنبية منذ وصولها مطار القاهرة حتى الوصول إلى القصر الرئاسي يوم التنصيب.
وأوضح أنه سيتم قطع طريق الكورنيش من أمام المحكمة الدستورية العليا منذ الساعة الثامنة والنصف من صباح اليوم الأحد، بعد توجه الطلاب إلى مقر لجان امتحاناتهم، وذلك حتى انتهاء مراسم حلف اليمين.
إجراءات مكثفة
ومن جانبه أكد اللواء سيد شفيق، مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام على وجود إجراءات أمنية مكثفة أثناء تنصيب عبد الفتاح السيسي ثم الاحتفالية الكبرى في قصر القبة.
وقال شفيق خلال مداخلة هاتفية على إحدى الفضائيات إنه "سيتم غلق كورنيش النيل بمنطقة المعادي منذ الساعة 8:30 صباح اليوم الأحد".
حواجز أمنية حول الدستورية
كما تم نصب حواجز أمنية على بعد 3 كيلو مترات من مقر المحكمة الدستورية، إلى جانب غلق طريق الكورنيش المؤدي للمحكمة.
وأمام المحكمة، انتشرت مدرعات الجيش والشرطة، وسط تواجد لجنود الأمن المركزي لتأمين وصول قضاة المحكمة والشخصيات العامة.
إغلاق التحرير
ومن جهة أخرى واصلت قوات الأمن إغلاق ميدان التحرير، ونشر الحواجز الحديدية بجميع أرجاء الميدان، ومنعت مرور السيارات، فيما تم السماح للمارة بالعبور بعد الخضوع للفحص عبر البوابات الالكترونية.
كما نشرت وزارة الداخلية الانقلابية رجال أمن في ميدان التحرير، وبعض الميادين الرئيسية؛ بهدف تأمين المحتفلين، ومنع أي أعمال من شأنها تعكير صفو الاحتفالات، على حد قولهم.
رفع الاستعداد في محطات المترو
ورفعت الأجهزة الأمنية درجات اﻻستعداد في كافة محطات مترو الأنفاق؛ لمواجهة الزحام الشديد المتوقع من المواطنين، بعد إغلاق ميدان التحرير وطريق الكورنيش.
صور مرسي أثناء تنصيب السيسي
مع تزامن تنصيب قائد الانقلاب، انتشرت صور الرئيس محمد مرسي، في التظاهرات المؤيدة له في جميع محافظات مصر، بعد دعوة التحالف لتكثيف التظاهرات يوم تنصيب السيسي.
وقال عمرو عادل عضو الهيئة العليا لحزب الوسط إن "محمد مرسي هو الرئيس الشرعي للبلاد، ونحن لا نعترف بالانتخابات التي جرت، أو بالتنصيب الذي سيتم، ورفع صوره هو عنوان مظاهرات الغد".
وأضاف عادل في تصريح إلى وكالة "الأناضول"، أن "عزل مرسي تم بانقلاب عسكري دموي سقطت فيه الدماء، وسيبقي هو رمزا لهذا الشعب ولتضحياته، ورئيسًا منتخبًا لم يتنازل عنه الشعب بعد".
واعتبر أن "الرئيس مرسي هو مفتاح حل الأزمة، وأن الحراك الثوري النوعي سيتصاعد في إطار أسبوع "العسكر فاكرينها تكية"، وسيتظاهر الشعب المصري في كل محافظات مصر".
