أثارت حملة ملصقات "هل صليت على النبى اليوم"، وتوعد الداخلية بالقضاء على الحملة ردود أفعال متناقضة، لكن اللافت للنظر أنه بدا واضحا أن الأمر حرب على الإسلام ، فبمجرد رؤية الانقلابيين للافتات ذكر وصلاة على النبي، بث الرعب في قلوبهم،لدرجة أنهم قاموا بحرب معلنة للقضاء على هذه اللافتات وكأنها منشورات لمخططات إرهابية داخل الدولة.
فلا تتعجب أنه بذكرك أو صلاتك على نبيك في هذه الأيام قد يكون سببا فى اعتقالك أو سجنك ،وليس الأمر غريبا أيضا فبعد أن أغلق الانقلاب العديد من المساجد وأحرق البعض منها أيام الاعتصامات،وقتل وشرد ألاف المصريين أن يزيل لافتات ذكر واستغفار …زمن انقلاب
أعلنت وزارة الداخلية الانقلابية على لسان عبدالفتاح عثمان، مساعد وزير الداخلية لشؤون الإعلام، إن الملصقات التي ظهرت منذ أسبوع، وتحمل عبارات "هل صليت على النبي اليوم" سيتم القضاء عليها تماما، مشيرًا إلى أنها تحمل بين طياتها توجيه طائفي.
وأضاف عثمان، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب، مقدم برنامج "القاهرة اليوم"، أن القانون يجرم استخدام أو تعليق أي ملصقات أو علامات بالسيارات، لافتًا إلى أن أي لوحات أو تعليقات داخل السيارة غير لوحاتها سيتم تطبيق القانون عليها وإزالتها.
نشاط ديني
مصادر في الدعوة السلفية قالت إن حملة "الصلاة على النبي" تأتي في إطار النشاط الدعوي وأن الجزء الأكبر من هذه الحملة يتم بصورة ذاتية من خلال مواطنين عاديين أعجبتهم الفكرة فقرروا نشرها ابتغاء الثواب، بسبب حب المصريين للنبي وأل بيته .
بالمقابل نفت مصادر من شباب الإخوان أن يكونوا وراء الظاهرة مؤكدين أن غالبية الشباب مشغولون في مظاهرات ضد الانقلاب أو معتقلون أو مطاردون ، وقالوا ان الأمر لا يعدوا أن يكون فطرة مصرية متدينة بطبيعتها ، فهي تنتشر تلقائيا بين المصريين المتدينين بطبعهم .
ليست ضارة
وفى السياق نفسه قال الدكتور ناجح إبراهيم، المفكر الإسلامي، إن اللافتات التى تحمل نص "هل صليت على النبى محمد صلى الله عليه وسلم اليوم" التى انتشرت فى الشوارع، ليست ضارة وصنعت بطريقة مبسطة، مشيرًا إلى أن بداية هذه الفكرة كانت فى محافظة الإسكندرية، ثم انتشرت على يد متطوعين إسلاميين.
وأضاف ناجح إبراهيم عبر مداخلة هاتفية على إحدى الفضائيات أن هذه اللافتات تهدف للبعد عن الاستقطاب السياسى والسلطة، موضحًا أنها ليست عن طريق منظمة ما.
حرب على الإسلام
وتساءل نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهل انتشار صور السيسي علي السيارات لا يحمل توجه ما ؟ مؤكدين أن ما يجري هو حرب علي الإسلام بدليل غلق محلات (سعودي) و(زاد) التجارية أمس بدعوي أنها تابعة للإخوان ومصادرتها، بينما لم يقوم الانقلاب بإعادة الأموال التي نهبها مبارك وأنصاره ، ولم يعيد أموال الضرائب التي نهبها عائلة ساويرس .
توقيت خاطئ
من ناحية أخرى قال سامح عيد الباحث في الحركات الإسلامية إن حملة وزارة الداخلية في إزالة لافتات "صلي علي النبى"غير مناسبة في هذا التوقيت .
وأكد عيد في تصريحات صحفية أن التيارات الإسلامية يمكنها التسويق بأن الأمر حرب علي الإسلام، وهذا غير صحيح، مشيراً إلي أن هذا الأمر يشكل ضررا علي السلطة في هذة الفترة، مطالباً السلطة بالتحلي بدرجات الحكمة والتأني.
وشدد الباحث في الحركات الإسلامية، علي ضرورة إعادة النظر في هذة القرارات في هذا التوقيت بالخصوص لأنها لم يكن توقيتها الآن لأنه تثير غباراً حول انطلاق السلطة الجديدة في الفترة القادمة، لافتاً إلي أن سيران مثل هذه الأمور التي ستحدث جدلاً داخل الشارع المصري يصعب من الأمور أيضا.
حق يراد بها باطل
ومن ناحية أخرى أكد الدكتور عبد الله النجار، عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر، أن لافتات "هل صليت على النبي اليوم؟" حق يراد بها باطل.
وقال النجار، خلال مداخلة هاتفية على فضائية "التحرير"، إن لافتات "هل صليت على النبي اليوم؟" تركز على الشكل دون المضمون، وأن هذه غايات مجافية للوسائل.
قرفان منها
في سياق مختلف تماماً قال الكاتب الصحفي جمال فهمي في برنامجه التليفزيوني على فضائية اون تى في: أنا قرفان وبستنكر وبستهجن من لافتات اللى انتشرت (الصلاة على النبي)و بقول أن يجب علي أجهزة الدولة أن تقيم القانون .. هذا اللعب في تلك المناطق ممنوع .
الأوقاف تمنعها
بدوره قال وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد الشيخ، محمد عبدالرازق، إن الوزارة تعتزم حالياً لمنع وجود أي ملصقات دينية أو غيرها في المساجد، سواءً كانت بالإيجاب أو بالسلب، مضيفاً: "نريد أن نبرئ ساحة المسجد، من كل هذه الملصقات، من أجل ألا يلتفت المصلى يميناً أو يساراً".
