شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

رغم الرئاسة ومرور 30 عاما.. قائد الانقلاب التركي يواجه المؤبد

رغم الرئاسة ومرور 30 عاما.. قائد الانقلاب التركي يواجه المؤبد
  تولى الرئاسة بعد قيادته انقلاب عسكري على إرادة الشعب، ورغم مرور 34 عاما أفلت فيها من...
 
تولى الرئاسة بعد قيادته انقلاب عسكري على إرادة الشعب، ورغم مرور 34 عاما أفلت فيها من المحاكمات ولم يمثل خلاله أمام قاض بشأن جريمته، ووفاة من انقلب عليه، يواجه كنعان أفرين قائد الانقلاب التركي في 1980 عقوبة المؤبد في أواخر سني حياته.
 
"كنعان إيفرن" الرئيس التركي الأسبق وقائد انقلاب 1980 العسكري الذي شاركه فيه رفيقه تحسين شاهين قايا، بالرغم من مرور أكثر من ثلاثين عاماً، حكم اليوم عليه وعلى رفيقه قايا بالحبس المؤبد 25 عاماً.
 
وولد أفرين في 17 يوليو 1917، وبعد انقلابه العسكري صار سابع رؤساء تركيا وذلك من 9 نوفمبر 1982 إلى 9 نوفمبر 1989، وقبلها كان يتولى منصب رئيس الدولة بعد انقلاب عسكري وذلك منذ 12 سبتمبر 1980، ثم انتخابه رئيساً للجمهورية في 9 نوفمبر 1982.
 
ويعود انقلاب كنعان إلى عام 1980 حيث كان يحظى باحترام كبير من قادة الجيش، والضباط، الذين نشئوا على فكرة واحدة، وهي حماية المبادئ الأساسية لتركيا والتي وضعها "كمال أتاتورك"، ولاعتقادهم الجازم بأن سبب تدهور الامبراطورية العثمانية واندحارها عسكرياً كان لارتباطها بالأقطار العربية مع الحالة الإسلامية المؤمنة بالقضاء والقدر.
 
وكان من أهم أسباب الانقلاب هو فشل حزب الشعب الجمهوري (علماني متشدد) في الانتخابات، مما اضطر العسكر إلى إعادة من فشلوا سياسيًا في الحصول على تأييد الشعب على ظهور الدبابات لاقتحام المشهد السياسي، فبعد الفشل الذي جناه حزب الشعب أمام أحزاب ذات توجه إسلامي لم يبقَ أمامه سوى التآمر مع العسكر لقلب نظام الحكم، وقاموا بالانقلاب 1980.
 

الحرب على الإرهاب

 
وكما هو في أغلب البلدان التي قام فيها العسكريون بانقلابات على رؤساء شرعيين، كانت حجة الانقلاب حينها هي "محاربة الإرهاب"، حيث جاء في البيان العسكري الأول الذي أذيع في الساعة الواحدة بعد ظهر يوم 12 أيلول 1980 من الإذاعة والتلفزيون من قبل "كنعان ايفرين"، أسباب هذا الانقلاب العسكري وطبيعته وأهدافه، ودعا فيه إلى التمسك بمبادئ أتاتورك وأن يشنوا ما أسماه "نضالاً ضد الفوضى والإرهاب"، وضد الشيوعيين والفاشيين و"العقائد الدينية المتزمتة".
 
واختتم البيان قائلاً: "أيها المواطنون الأعزاء، لكل هذه الأسباب اضطرت القوات المسلحة لانتزاع الـسلطة بهدف حماية وحدة البلد والأمة، وحقوق الشعب وحرياته وضمان أمن الناس وحياتهم وممتلكاتهم وسعادتهم ورخائهم، ولضمان تطبيق القانون والنظام.. وبتعبير آخر استعادة سيادة الدولة بشكل نزيه".
 
وتضمن البيان الثاني للانقلاب حلّ حكومة "سليمان ديميريل" والمجلس الوطني التركي الكبير، ورفع الحصانة البرلمانية عن أعضائه.
 
في حين جاء البيان الثالث متضمناً اعتقال زعماء الأحزاب السياسية؛ "بولنت اجاويد" و"سليمان ديميريل"، و"نجم الدين أربكان"، و"ألب أرسلان توركيش"، إضافة إلى عدد من البرلمانيين والزعماء النقابيين، والذين توفوا جميعا –أو غالبيتهم العظمى- بينما بقي قائد الانقلاب ليواجه عاقبة صنيعه.
 
وشكل كنعان ايفرين وقادة الانقلاب العسكري الأربعة، مجـلس الأمن القومي، وهو الهيئة التي حكمت تركيا لحين الانتخابات العامة في تشرين الثاني 1973.
 
وقام "كنعان" بعد خطابه الذي أعلن فيه "الانقلاب وحربه على الإرهاب" بتعليق الدستور، وأعلن الأحكام العرفية في تركيا، وحكم البلاد مباشرة دون غطاء مدني، وأصدرت المؤسسة العسكرية قراراً بتعليق نشاط الأحزاب ثم حلها، كما أصدرت دستورًا جديدًا في 12/9/1982 مُنح بموجبه رئيس الجمهورية صلاحيات واسعة لم يتمتع بها أي رئيس جمهورية تركية قبل ذلك.
 
وتضمن دستور 1982 نصًا صريحًا في المادة 13 على حظر الأحزاب الدينية والفاشية والاشتراكية، وبذلك تم حظر الأحزاب المناوئة لحزب الشعب والعلمانية، وحاول العسكر بهذه الإجراءات إعادة ترسيم الخريطة التركية جغرافيًا وسكانيًا ودينيًا ومذهبيًا وحزبيًا، وفي المقابل سُرّت أوروبا بهذه الخطوات وكافأت الانقلابيين بدعم لا محدود وقبول تركيا في الاتحاد الجمركي الأوروبي.
 

أهالي ضحايا الانقلاب بمحاكمة أفرين

 
وخلال محاكمة أيفرن، تجمع مئات المتظاهرين أمام قصر العدل استجابة لدعوة العديد من الأحزاب اليسارية الصغيرة للمطالبة بتحقيق العدالة لضحايا الانقلاب، ورفعوا لافتة كتب عليها "ضمير الانقلابيين أمام القضاء"، كما رفع بعضهم صور رفاق لهم قتلوا في السجن في ظل الانقلاب.
 
وعقب انقلاب 12 سبتمبر 1980، تَمّ إعدام 50 شخصًا واعتقال نصف مليون وتوفّي المئات في السجون واختفى كثيرون آخرون خلال ثلاث سنوات من الحكم العسكري، والذي كان ثالث انقلاب تشهده تركيا خلال 20 عامًا.
 
وخضع إيفرين مؤخرًا لجراحة في الأمعاء وذكرت وسائل إعلام تركية أمس الثلاثاء أنّ إحدى ذراعيه كسرت. وقال إيفرن إنّه غير نادم على الانقلاب، مشددًا على أنه أعاد النظام إلى تركيا بعد سنوات من الفوضَى قتل خلالها خمسة آلاف شخص في أعمال عنف اندلعت بين اليمين واليسار.
 
وخلال المحاكمة لم يحضر فيها الرجلان المسنان والمريضان والمتهمان بارتكاب جرائم ضد الدولة في الانقلاب الذي قادوه عام 1980، لكنهم عاشوا ليحاكموا رغم طول الزمن ووفاة من انقلبوا عليهم، وليروا أبناء أربكان وأرسلان وسليمان يعتلون مجددا تلك المناصب التي انقلبوا عليهم فيها، وبتأييد شعبي أكبر.
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023