شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

غدا.. الليبيون يسعون لصناديق الاقتراع أملا في وقف رصاص الحرب

غدا.. الليبيون يسعون لصناديق الاقتراع أملا في وقف رصاص الحرب
وسط أجواء من الاضطراب السياسي، ومخاوف الانقلاب العسكري، يبدأ غداً أول أيام اقتراع الانتخابات البرلمانية...
وسط أجواء من الاضطراب السياسي، ومخاوف الانقلاب العسكري، يبدأ غداً أول أيام اقتراع الانتخابات البرلمانية الليبية، بين أجواء من الترقب المحلي والإقليمي والدولي، فعلى أصوات طلقات الرصاص، وقذائف المعارك الدائرة بين قوات اللِّواء المتقاعد خليفة حفتر، والقوات المؤيدة للمؤتمر الوطني الليبي، يتجه الليبيون إلى صندوق الاقتراع غداً الأربعاء في ثاني انتخابات برلمانية عامة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي قبل نحو ثلاث سنوات في ظل اضطرابات أمنية تعصف بالبلاد آملين في استحقاق انتخابي نزيه يوقف نزيف الدماء في البلاد.
 
وقد بدأت الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى مقاطعة الانتخابات النيابية، يقودها دائرون في فلك حزب "تحالف القوى الوطنية" بقيادة محمود جبريل المقيم في دولة الإمارات منذ أكثر من عام. وتهدف هذه الخطوة إلى إعطاء أكبر فرصة ممكنة لحكومة تسيير الأعمال بقيادة عبد الله الثني للاستمرار أطول فترة ممكنة، في ظل اتهامات بالفساد توُجَّه إليها وسابقتها برئاسة علي زيدان، وهو ما قدّم ديوان المحاسبة تقريراً مطولاً بشأنه للمؤتمر الوطني العام.
 
وتمثل حكومة الثني تحالفات عدة داخل المؤتمر الوطني وخارجه، إذ حاربت كتلة "الرأي المستقل" بقيادة الشريف الوافي، بالتحالف مع رجال أعمال مقربين من حزب "التحالف الوطني"، من أجل إسقاط حكومة أحمد معيتيق المنتخبة من قبل المؤتمر الوطني دستورياً. كما ترتبط هذه الحكومة بكتائب مسلّحة، في مقدّمتها "كتيبة الصواعق" و"القعقاع"، التي يُقال إن زعماءها يرتبطون بعقود بملايين الدولارات مع علي زيدان.
 
ويخشى هؤلاء جميعاً ألا تستمر حكومة الثني في حال نجاح الانتخابات المقبلة، واختيار حكومة جديدة، وبالتالي خسارة ميزانية تبلغ 58 مليار دينار يمكن توزيعها وفق منطق المحاصصة والفساد الإداري بين الشركاء.
ويتنافس في هذه الانتخابات أكثر من 1700 مرشح على 200 مقعد، وسيجري الاقتراع في 13 دائرة انتخابية موزعة على 75 دائرة فرعية تغطي كـلّ أنحاء ليبيا.
 
وأكد عماد السايح، رئيس المفوضية العليا للانتخابات أن 1.4 مليون ناخب فقط سجّلوا أسماءهم في اللوائح، من أصل 3.4 ملايين شخص في سنّ التصويت
 
وأوضح رئيس مجلس المفوضية أن جميع الترتيبات قد اتخذت للبدء في عملية الاقتراع المقرر عقدها يوم غداً الاربعاء من الشهر الجاري، حيث ستفتح 1626 محطة اقتراع موزعة على 4468 مركزاً انتخابياً في ثلاث عشرة دائرة انتخابية حددها القانون الانتخابي، مشيراً إلى أن عملية الاقتراع سوف تمتد ليوم واحد فقط بدء من الساعة 8 صباحا إلى غاية الساعة 8 مساءً.
 
وأوضح في هذا السياق أن اليوم الإثنين الموافق 23 يونيو 2014 هو آخر أيام حملات الدعاية الانتخابية، وسيكون يوم غد الثلاثاء 24 يونيو 2014 هو يوم الصمت الانتخابي حيث لا يجوز للمرشح بأي شكل من الأشكال ممارسة أي نوع من أنواع الدعاية في أي قناة فضائية، وفي حالة مخالفة ذلك سوف يتعرض المرشح إلى عقوبة الحبس أو بغرامة لا تتجاوز 5000 دينار ليبي وبالحرمان من الترشح لمدة 5 سنوات حسب ما جاء بالمادة رقم 37 من القانون الانتخابي.
 
فيما أعلن قسم اعتماد المراقبين بالمفوضية الوطنية العليا للانتخابات أن عدد المراقبين المعتمدين المحليين والدوليين الذين تم قبول اعتمادهم لمراقبة الانتخابات حتى الأحد 22 يونيو 2014 ووصل إلى 7750، من بينهم 726 مراقبا محليا، و81 إعلاميا محليا، و6781 وكيل مرشح، وتم صرف بطاقات الاعتماد لهؤلاء بمكاتب اللجان الانتخابية في نطاق دوائرهم. وأوضح القسم عبر الموقع الالكتروني للمفوضية أن عدد المعتمدين الدوليين 162 معتمدا، منهم 9إعلاميين دوليين، و15 ضيفا، تم تسجيلهم وصرف بطاقاتهم من مقر الإدارة العامة للمفوضية بطرابلس.
 

انقسام

 
وتجري الانتخابات في جو من الانقسام السياسي الذي يخيم على البلاد، في أعقاب قرار المحكمة الدستورية ببطلان تولي أحمد معيتيق رئاسة الحكومة، وعودة عبد الله الثني لممارسة مهامه كرئيس للوزراء، بالإضافة إلى عمليات اللواء المتقاعد الجنرال خليفة حفتر ضد ما يسميه بـ "الإرهاب".
 
ولم تتوقف خطورة الامر عند حالة الانقسام السياسي التي تشهدها البلاد، بل تطور الأمر إلى اغتيال أحد المرشحين للانتخابات البرلمانية، يدعي محمد بدى حسن كواكوي عن الدائرة الانتخابية السادسة سبها الشاطئ، حيث قال الناطق باسم القوة الثالثة، التابعة للجيش الليبي، علاء الحويك، إن "عملية الاغتيال تمت من قبل مجهولين يستقلون سيارة من نوع هيونداي حيث قاموا بإطلاق وابل من الرصاص على المغدور به قبل يومين من انطلاق عملية الاقتراع للبرلمان الليبي المؤقت"، والمقررة غدا الأربعاء.
 
وأضاف أن "الوضع داخل مدينة سبها محتقن حيث طالبت قبيلة التبو التي ينحدر منها كواكوي بمعرفة الجناة وتقديمهم للعدالة".
 
من جانبها، استنكرت قبيلة أولاد سليمان عملية الاغتيال، وقالت إنها مستعدة لتسليم أي شخص متورط تثبت عليه تهمة ارتكاب الجريمة في حال كونه من قبيلة أولاد سليمان، واعتبرت عملية الاغتيال استهدافا لأحد رجالات ليبيا.
 
ومن المتوقع أن يتم نشر أكثر من ثلاثة عشر ألف جندي بالجيش الليبي بكافة مراكز الاقتراع على مستوى الدوائر الانتخابية لتأمين العملية الانتخابية حسب الناطق باسم الجيش الليبي علي الشيخي لوكالة الأناضول في وقت سابق، إلا أن الداخلية الليبية لم تعلن بعد عن عدد عناصر الشرطة  الذين سيتم نشرهم لتأمين عملية الاقتراع.
 
ويرى مراقبون أن الظروف الأمنية الصعبة التي تعيشها مدن مثل بنغازي ودرنة وسبها وسرت ستتسبب في فشل عملية الاقتراع فيها وخلق تحديات تضع نزاهة الاقتراع بالمحك؛ ما يتطلب بذل جهود أكبر للتهدئة بين كافة الأطراف وتعهدهم بحماية صناديق الاقتراع.
 
فيما اشاد" الاتحاد الاوروبي الاثنين بتنظيم ليبيا الاربعاء انتخابات تشريعية، وراى فيها "مرحلة مهمة" في ظرف يتميز بـ "تدهور واضح" في الوضع السياسي والامني. وقال وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي المجتمعون في بروكسل "ان ليبيا تجد نفسها في مرحلة مهمة في عمليتها الانتقالية باتجاه الديموقراطية يمكن عبورها بنجاح إذا التزمت الاطراف كافة بإجراء حوار سياسي بناء".
 
في هذا السياق، يدعو الاتحاد الاوروبي الى تنظيم انتخابات "مفتوحة للجميع وذات مصداقية" تتيح مشاركة "الأقليات والنساء" وذلك "بغرض تشكيل برلمان قادر على تجسيد توافق وطني والقيام بدور في تشكيل حكومة تحظى بدعم سياسي واسع".
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023