في الوقت الذي تتعرض له سلطات الانقلاب لضربات موجعة واحدة تلو الأخرى، من الثوار ومؤيدي الشرعية تارة، ومن فشلها وعجزها عن إدارة البلاد تارة أخرى، طالب قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، رجال أعمال الفساد في عصر المخلوع حسني مبارك، بالوقوف إلى جواره، وإنقاذ مركب انقلابهم على شرعية أول رئيس مدني منتخب الدكتور محمد مرسي، قبل أن تغرق بهم، ويكونون وقتها عرضة لانتقام الشعب المصري الذي انقلبوا على إرادته الحرة.
واجتمع السيسي بعدد كبير من رجال أعمال مبارك مساء أمس الأحد، وطالبهم بتكوين تحالفات كبرى "كونسورتيوم"، من أجل الدخول في المشروعات التي سيتم طرحها خلال الفترة المقبلة، على أن تكون هذه التحالفات قطاعية وموزعة بشكل نوعى، مثل القطاع الزراعي والإنشائي وغيرها من القطاعات، بهدف تنفيذ برنامجه الانتخابي الذي أفصح عن أجزاء منه أثناء مسرحية الانتخابات الرئاسية.
وطالب السيسي، خلال الاجتماع، أن تضم عضوية اللجنة التي تدير التحالفات كلاً من صلاح دياب، رئيس مجموعة شركات بيكو ومؤسس جريدة المصري اليوم، ومحمد فريد خميس رئيس مجموعة النساجون الشرقيون، ومحمد الأمين رئيس مجموعة شركات مرسيليا ومالك قنوات سي بي سي وجريدة الوطن، والملياردير نجيب ساويرس.
وشهد الاجتماع حضوراً موسعاً لعدد من رجال الأعمال المعروفين بسرقة أراضي الدولة والدخول في استثمارات مشبوهة، وعلى رأسهم ياسين منصور رئيس شركة بالم هيلز، وعلاء عرفة رئيس مجموعة عرفة القابضة، وأحمد السويدي، ومحمود العربي رئيس مجموعة شركات العربي، ونجله إبراهيم العربي، وجمال الجارحي رئيس غرفة الصناعات المعدنية، وأحمد بهجت رئيس مجموعة شركات دريم، وأحمد هيكل رئيس مجموعة القلعة الاستثمارية، إلى جانب عدد آخر من المشاركين من بينهم الدكتور مجدى عبد المنعم رئيس جمعية مستثمري السادس من أكتوبر.
وقرر السيسي، تشكيل لجنة وزارية تضم عدداً من رجال الأعمال لإدارة أموال تبرعات صندوق "تحيا مصر"، على أن يرأس تلك اللجنة أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وبعضوية ثلاثة وزراء هم، أشرف سالمان وزير الاستثمار وهاني قدري وزير المالية ومنير فخرى عبد النور وزير الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
ويقول الدكتور عمر ياسين، أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، إن التحركات الأخيرة للسيسي، ومحاولته تكوين مثل هذه التحالفات، يدل على عجزه في تحريك الدولة إلى الأمام قيد أنملة، وأنه يدرك جيدًا أن المركب أوشك على الغرق، مشيرًا إلى أن الخطوات التي يتخذها لمواجهة ذلك الموقف الصعب تتسم بالعشوائية والتخبط وعدم السير طبقًا لاستراتيجية واضحة المعالم.