وصل مطار القاهرة الدولي مساء أمس الإثنين جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، في زيارة لمصر يلتقى خلالها قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، وعددًا من المسئولين لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وعدد من القضايا المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة الحرب علي غزة والمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار.
وسبق وصول وزير الخارجية الأمريكية بساعات وصول بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، لنفس سبب الزيارة.
وعقد الأثنين اجتماع بأحد فنادق القاهرة تناول الاجتماع الوضع الحالي في غزة وما يمكن للجانبين القيام به لتحقيق التهدئة ووقف الأعمال العسكرية ومدي أمكانية تعديل المبادرة المصرية في ظل الانتصارات التي تحققها المقاومة الفلسطينية وشروط المقاومة لوقف الحرب.
وتأتى المباحثات الأمريكية الأممية قبيل لقاء ينتظر إجراءه صباح اليوم الثلاثاء بين السيسي ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ومن المتوقع أن ترضخ مصر لشروط المقاومة بعد الأوامر الأمريكية بتعديل الاتفاقية.
ونفى القيادي بحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، أسامة حمدان، وجود اتصالات مع القاهرة في هذه الآونة، مؤكدًا أن الحركة تفتح أبوابها لأي اتصالات مع مصر.
وخلال مداخلة هاتفية إلى فضائية "الجزيرة مباشر مصر"، أوضح حمدان أن آخر اتصال جاء قبل ثلاثة أيام عبر وسيط، تواصل مع رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، دون أي تفاصيل حول تطورات المبادرة التي تقدم بها قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي.
وعن زيارة وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى القاهرة، صرَّح حمدان: "كيري بين أن يكون صادقًا أو منافقًا، ورغم أن ذلة لسانه كشفت انتقاده لإسرائيل إلا أن موقفه يتماشى إلى الآن مع السياسة التقليدية الأمريكية حول أهمية حماية أمن إسرائيل".
وبدا وزير الخارجية الاميركي جون كيري وكأنه ينتقد اسرائيل عندما تحدث خلال استراحة بين مقابلات تلفزيونية اول من أمس من دون ان يعلم ان المايكروفون لايزال مفتوحا.
وقبل المقابلة مع محطة "فوكس نيوز"، سمع كيري يتحدث عن الجنود الاسرائيليين الذين سقطوا في غزة مع مسؤول في وزارة الخارجية تبين انه جوناثان فينر.
وقال كيري "آمل الا يعتبروا ذلك دعوة ليفعلوا اكثر، بل ان يكون تحذيرا لهم".
واضاف كيري المحبط "يا لها من عملية دقيقة"، في اشارة الى حصيلة القتلى المدنيين في الهجوم الاسرائيلي على ما يبدو.
وتابع وزير الخارجية الاميركي: "علينا ان نتوجه الى هناك، واعتقد يا جون انه علينا ان نذهب الى الشرق الاوسط، الليلة، من الجنون الجلوس دون حراك، فلنذهب".
وقال الرئيس الأمريكى أن كيرى لديه مهمة صعبة فى القاهرة وهى التوصل لاتفاق بين الجانبين الكيان الصهيوني والفلسطينى من أجل وقف إطلاق النار.
وأكد أوباما خلال كلمة له ألقاها من حديقة البيت الأبيض منذ قليل، أنه كلف وزير خارجيته بالسفر إلى القاهرة والاجتماع بالمسئولين المصريين لمناقشة الحلول المتاحة لاحتواء أزمة قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تدعم حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها والرد على أى هجمات تتعرض لها، لكنه أكد أيضًا أنه قلق من استهداف المدنيين الفلسطينيين فى غزة وارتفاع عدد الضحايا بينهم.
ومن جانبها، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن كيرى، يسعى خلال زيارته لمصر إلى تحقيق اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، ويستند إلى نفس الاتفاق الذى عقده الطرفان فى نوفمبر 2012.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه خلال الاتصال الهاتفى الذى أجراه الرئيس الأمريكى باراك أوباما برئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، فإن أوباما أشار إلى أن كيرى سوف يسعى لهدنة تستمد على تلك التى عقدت فى 2012.