الموت بالمجان، لا يفرق بين رجل أو أمرة، طفل أو شيخ، مدني أو مسلح، هكذا هو الحال في سيناء، فيوميًا يسقط الشهداء برصاص قوات الأمن، فلا تفرق الرصاصة بين أحد، تعرف طريقها جيدًا، ليسقط القتيل، الذي لم يرتكب ذنبًا إلا انه بأن يعيش في سيناء.
يوميًا يعلن الجيش عن قتل العشرات وهدم البيوت والعشش بحجة محاربة الإرهاب، جميع الأسلحة مصرح بها لمحاربة أهالي سيناء، الطائرات والدبابات والمدافع، يوميًا تقصف سيناء ويوميًا يسقط الضحايا من المدنيين، حتى من الأطفال، وأخرهم مقتل طفلة أول أمس، سبقها مقتل العشرات من أهالي المحافظة الحدودية.
ووصف الدكتور حسام فوزي، رئيس لجنة فض المنازعات بشمال سيناء، إن ما تشهده المنطقة بسيناء من أعمال استهداف وقتل للجنود والضباط بأنه "شغل مخابرات" ، على حد وصفه، مشيراً إلى أن ذلك يهدف إلى إرباك أهل سيناء وإثارة الرعب فيهم.
وأضاف خلال مداخلةٍ هاتفية له على قناة "الجزيرة مباشر مصر": "لا ننكر أن هناك جماعات مسلحة في سيناء ولكن نتحدى أن تكون قوات الأمن قد تمكنت من القبض على أي فرد من هؤلاء المسلحين بل يتم القبض على الأبرياء من أهالي سيناء ويلفقون لهم الاتهامات".
وأشار إلى أن ما يشاع بشأن "جماعة بيت المقدس" عبث، لأنها ليس لها أي وجود في سيناء، موضحًا أنهم كأهل سيناء لم يسمعوا عنها سوي في عهد "عبد الفتاح السيسي" ، قائد الانقلاب العسكري.
وأعرب هيثم أبو خليل، مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان عن حزنه واستيائه من تصريحات المتحدث العسكرى بشأن مقتل 7 مصريين بسيناء بزعم انتمائهم لتنظيمات "تكفيرية"، قائلا: أهالي سيناء مصريين لهم حق كامل للمواطنة … وما يحدث بالقتل للاشتباه جرائم حرب يرتكبها عسكر مصر في حق المواطنين .
وأضاف أبو خليل فى تدوينة عبر صفحته على "فيس بوك": وكأن البؤر التكفيرية عليها يفط ولافتات هنا بؤر تكفيرية تعالي واقتلنا؟، وكأن التكفيريين مكتوب علي وجوههم …تكفيريين.. وكأن رصاص العسكر رصاص ذكي مخصص فقط للتكفيريين .. دون تحقيق … دون محاكمات .. وفي ظل تعتيم إعلامي كامل علي ما يحدث في سيناء بل قطع شبه تام لوسائل الاتصال يومياً .
وأوضح أن :جرائم عسكر مصر في حق أهالي سيناء عظيمة وكبيرة وتشبه جرائم الصهاينة في غزة .. ولكن للأسف في سيناء ليس هناك من يكشف للعالم ما يحدث في سيناء.
وتابع : وكأن خبر قتل واعتقال بل تدمير درجات بخارية وقبل ذلك عشش وسيارات للمواطنين أمر طبيعي وعادي .
وحذر أبو خليل من مغبة هذه الممارسات قائلا: عندما تجد ردة فعل من جرائم أخري ترتكب في حق أفراد الجيش والشرطة فيجب أن تتذكر من الذي أمعن القتل فيهم ومن الذي أشعلها حرب علي المدنيين، متسائلا: من نلوم .. العسكر الذي يقتل أهلنا في سيناء أم الأهالي الذي ينتقمون لقتل ذويهم؟.