وجهًا طفولي ملائكي ينازع الموت، يذكر الله ويستعد لملاقاته، يصرخ.. يتألم.. أطباء ملتفون حولها.. غير قادرين على وقف النزيف أو وضع حد لآلامها.. فحالتها كانت تتطلب نقلها إلى مستشفى قريب، لإنقاذ حياتها، لكن لا يوجد مستشفي توافق علي استقبال مصابي رابعة العدوية، فكان الموت أقرب إليها حتي تصبح أيقونة الثورة المصرية، وأيقونة لأكثر المشاهد دموية في تاريخ مصر، أنها الشهيدة أسماء البلتاجي صاحبة الـ17 ربيعًا ونجله القيادي ألإخواني محمد البلتاجي.
تعتبر أسماء البنت الوحيدة للدكتور محمد البلتاجي ولها 3 من الأشقاء، وكانت تدرس في الصف الثالث علمي لحظة وفاتها وذكرت أنها تحلم بدخول كلية الطب والالتحاق بنشاطات الإغاثة العالمية.
شاركت في ثورة 25 يناير، كما شاركت أيضاً في أحداث شارع محمد محمود، رغم أن جماعة الإخوان رفضت المشاركة في تلك الأحداث لكن أسماء البلتاجي ووالدها أخوتها أصروا علي المشاركة في تلك الأحداث، كما شاركت أسماء في اعتصام رابعة العدوية عقب الانقلاب علي الدكتور محمد مرسي، وكان أخر ما كتبته عبر صفحتها علي فيس بوك: "هم بيتونا بالوتير هجداً، وقتلونا ركعاً وسجداً، وهم أذل وأقل عددا، فادع عباد الله يأتوا مدداً..في فيلق كالبحر يجري مزيداً".
تروي إحدى المشاركات في اعتصام رابعة العدوية أنها شاهدت أسماء قبل ساعة من مقتلها، أثناء فض الاعتصام في 14 أغسطس 2013، وأن أسماء كانت تقوم بتكسير الطوب وتجميعه، قبل أن تذهب لمتابعة الجرحى وإسعاف المصابين.
روت مصادر مقربة منها أن آخر ما نطقت به كان "أثبتوا فأن النصر قريب، ولا تتركوا الثورة للعسكر".
تقول سناء عبد الجواد والدة أسماء أن أسماء تكتب دائما في دفترها "يا إما نحول أمتنا إلى جنة أو نذهب نحن إلي الجنة فلما اسماء لم تستطع أن تحول الدنيا والأمة لجنة ذهبت هي وتركتنا نحن نتجرع المرار بعد فقدها لكننا نحن علي العهد وننتصر".
ورغم موت أسماء إلي أن الانقلاب يخشي حتى من اسمها الذي أصبح صوت الحق والثورة، حيث يرفض الانقلاب وضع أسم أسماء علي قبرها بحسب سناء عبد الجواد والدتها.
وتقول والدة أسماء: استكثروا وضع رخامة صغيرة علي قبر الشهيدة نكتب فيها هنا قبر الشهيدة أسماء البلتاجي وبعد ساعات قليلة شالوها، وعندما ذهبت زميلاتها للكتابة علي قبرها عبارة (في الجنة يا أسماء هنا قبر الشهيدة) فلم يتحملوا ودهنوا المكان بالكامل ليزيلوا أي معالم أن هنا قبر الشهيدة أسماء".