قال رئيس الجمهورية التركي "رجب طيب أردوغان" إن بلاده لم تكن طرفاً في أي من الصراعات التي تشهدها المنطقة، وإنها منذ بدء هذه الأزمات كانت دائما إلى جانب السلام والحوار"، مؤكداً أن تركيا لم تقف مع أو ضد أي مذهب أو إثنية في المنطقة.
جاء ذلك في كلمه أدلى بها في حفل افتتاح مجموعة من المشاريع في ولاية "طرابزون" شمال تركيا، مؤكداً أن المنطقة تمر بمرحلة خطيرة وحساسة للغاية، وأن العراق وسوريا تشهدان اشتباكات دامية.
وأوضح أردوغان أن بلاده قدمت المساعدة إلى جميع العراقيين والسوريين، وأنها لم تسمح بالتمييز بين عربي وتركماني وكردي وسرياني ويزيدي وشيعي وسني ونصيري ومسلم ومسيحي ويهودي.
وانتقد أردوغان زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض "كمال قليجدار أوغلو"، لمطالبته بإستصدار تفويض للجيش التركي بشأن مدينة عين العرب "كوباني" السورية، متسائلاً "هل يفعل ذلك من أجل حماية الأسد؟ هل الموضوع فقط كوباني وإخوتنا الأكراد فيها؟ مضيفاً لماذا صمت حزب الشعب الجموري وحزب آخر في البرلمان (في إشارة إلى حزب الشعوب الديمقراطي المعارض) حيال مقتل مابين 200-250 ألف سوري، ما الذي تغير الآن لكي يخرجوا عن صمتهم؟" بحسب تعبيره
وأكد أردوغان أنهم فتحوا أبوابهم أمام اللاجئين الفاريين من الاشتباكات في سوريا والعراق، وسخروا امكاناتهم لاستضافة 1.5 مليون لاجئ، مؤكداً أن هذا نابع من مفهومنا الإنساني والإسلامي.
ولفت أردوغان إلى أن بلاده صرفت حتى اليوم 4.5 مليار دولار من أجل اللاجئين، في حين تشكو الدول الأوروبية لاستقبالها 130 ألف لاجئ، مؤكداً أن هذا هو الفرق بين تركيا والغرب.
وأتهم أردوغان بعض دول الجوار بعمل كل ما بوسعها لحماية نظام بشار الأسد، مؤكداً أن هناك إرهاب على صعيد المنظمات وأن هناك إرهاب دولة، مبيناً أن نظام الأسد مثال على ذلك، إذ قتل نحو 250 ألف من الشعب السوري.
ولفت الرئيس التركي إلى أن موقف بلاده مبدئي وقانوني وثابت حيال قضايا المنطقة، ونمو تركيا الاقتصادي، والخطوات التي اتخذتها في التحول الديقراطي وتعزيز الأخوة والتضامن في البلاد، أزعج بعض الجهات في الداخل وفي العالم بشكل كبير، موضحاً أن تلك الجهات فشلت عقب إطلاق بعض الإشاعات لخلق انطباع لدى الرأي العام بـ"دعم تركيا للإرهاب" وإشاعات ضد الاقتصاد التركي، مؤكدا أن تلك الجهات بدأت الآن تنفيذ طريقة لترهيب الشارع التركي من خلال أدواتهم وعملائهم، مشدداً أن تلك المخططات ستفشل.
وأوضح أردوغان أن الذين عارضوا في البرلمان قرار تفويض الجيش التركي للقيام بعمليات عسكرية خارج الحدود، اليوم يتحدثون عن إرسال الجيش إلى عين العرب، مؤكداً أن بلاده استقبلت 200 ألف لاجئ من كوباني، وتعهدت بتقديم المساعدة الإنسانية لهم.
وانتقد أردوغان حزب الشعب الجمهوري لوقوفه إلى جانب مثيري الشغب الذين أحرقوا العلم التركي ودمروا تمثال مؤسس الجمهورية التركية "مصطفى كمال أتاتورك" والممتلكات العامة والخاصة في البلاد.