انتشرت لعبة “كرة القدم” من انجلترا إلى العالم ، وكان السبب الرئيسي في انتشارها هو أن البريطانيين كانوا يحملون كرة القدم معهم في البلاد التي يمارسون فيها التجارة كالبرازيل وتشيلي والأرجنتين وغيرها. ففي المجر تأسس أول فريق لكرة القدم والذي سمي” Újpest ” سنة 1885 ، في فيينا عاصمة النمسا ، وكانت تلعب رياضة كرة القدم في البداية ما بين موظفين السفارة البريطانية هناك وبقية الشركات والبنوك الإنجليزية . و انتشرت لعبة كرة القدم ولعبت أول مباراة في النمسا رسميًا ما بين “نادي فيينا للكريكت” ، وعمال لعائلة روتشيلد اللتي كانت واحدة من أغنى العائلات وقتها في النمسا وأوروبا عامة في سنة 1894 ، لكن الاهتمام بالكورة زاد جدا مع الوقت لدرجة إن نادي الكريكت تحول في 1911 لنادي “FK Austria Wien” أحد اشهر اندية النمسا والذي كان في مجموعة أتلتيكو مدريد في دوري الأبطال السنة دي والذي حصل فيما بعد علي 24 بطولة دوري و 27 بطولة كأس في النمسا . كما وصلت اللعبة للسويد وهولندا و الدنمارك ، حتى أن الدنمارك أحرزت الميدالية الفضية في الألعاب الأوليميبة في 1908. وبالرغم من ذلك ، لم يكن هناك أي إبداع في اللعب حتى أن الأندية الهولندية مثلا في آخر القرن الـ 19 كان تقلد الانجليز في الملابس والمظاهر . أما في أمريكا الجنوبية و وسط أوروبا كان الوضع مختلفًا بعض الشيء ، لقلة تأثرهم بالثقافة الانجليزية وعدم سيطرتها عليهم ، ومن هنا بدأو في الإبداع في التغيير من خطة المباراة التقليدية إلى خطة 2-3-5، لكنهم ظلوا محافظين على طريقة اللعب ، مع اختلاف الأسلوب تماما. أما عن الإسكتلنديين الذين يعدون أول من بدأ ثورة العالم على أسلوب الانجليزفي اللعب ، فبدأوا بتطوير جزء كبير من قوانين وأساليب كرة القدم ، حيث يعود الفضل لرجل منهم يدعى جيمي هوجان “Jimmy Hogan” .
حيث أثر هوجان في كرة القدم لدرجة أن جوستاف سيبيس “Gusztáv Sebes” – مدرب أعظم جيل في تاريخ المجر في أول الخمسينات- قال: “لعبنا الكرة كما علمنا هوجان .
ولقد كُتب اسم هوجان في تاريخ كرة القدم بحروف من ذهب”. من هو هوجان ؟ في البداية كان التمرين قبل الماتشات ظاهرة غريبة ، فقط كان يمكنك أن تركض لتعلي من مستوى لياقتك ، دون أن تلمس الكرة ، لدرجة أن الجدول الأسبوعي لتمارين نادي مثل توتنهام في 1904كنت ستجد أن “فريق كرة القدم” لم يتمرن بالكرة سوى مرتين في الأسبوع .
لكن هوجان لم يعجبه ذلك و رفض طريقة نادي بيرنلي البدائية التي كان يلعب لصالحهم حينها، وتركهم وذهب لفولهام والتي كان يرأسها شخص له نفس آراء هوجان عن كرة القدم ، ثم قادهم هوجان للفوز بدوري المنطقة الجنوبية في 1906 و1907، حتى وصولهم لنصف نهائي ل FA Cup في 1907. وكان آخر مسيرة لهوجان مع فولهام في مباراة نصف النهائي ، التي انتقل بعدها منه إلى بولتون ، حيث كانت مسيرته سيئة معهم ، ثم ذهب في رحلة تحضيرية للموسم في هولندا ، وهناك لاحظ الطموح والقدرة والرغبة التي كانت عند اللاعبين الهولنديين ووعدهم أنه سيرجع ليعلمهم طريقة اللعب ، ورجع بعد سنة واحدة ، ثم تولى في سن 28 سنة أول منصب تدريبي له في فريق دوردريخت الهولندي. ومما ساعد هوجان أن اللاعبين الهولنديين بالرغم من أنهم هواة إلا أنهم متعلمين ، حيث طبق نظريته عن كرة القدم بعد ذلك ، وكان هدفه أن يعيد الكورة الاسكتلندية القديمة بخصوص التمرير وبناء الهجمة بطريقة جميلة . ولأول مرة في تاريخ كرة القدم ، بدأ في إنشاء الخطط وترتيب أدوار اللاعيبن بدلًا من أن تقال شفهيًا فقط صارت تكتب على سبورة و تباشير ، ثم بلغت شهرته ونجاحه درجة كبيرة لدرجة أنه تولى مهام تدريب المنتخب الهولندي في مباراة ضد ألمانيا وفازت فيها هولندا بنتيجة 2-1.