النيابة: ما قولك في ما هو منسوب إليك، وفق التحريات والتسجيلات، أنك دعوت على الظالمين والفاسدين وسافكي الدماء وحابسي الشباب وميتمي الأطفال، ليلة السابع والعشرين من رمضان الموافق 14 يوليو 2015، في مسجد عمرو بن العاص الشهير؟
محمد جبريل: نعم. فعلت ذلك، كما أفعل كل عام، في المكان نفسه، في ليالي شهر رمضان الأخيرة.
النيابة: هل فعلت ذلك من تلقاء نفسك، أم هناك من حرّضك وساعدك؟
جبريل: ما حدث نابع من داخلي، وفعلته بدافع شخصي محض.
النيابة: هل هناك شركاء لك في هذه الجريمة؟
جبريل: أي جريمة تقصد حضرتك؟
النيابة: ألا تعلم أنك بذلك عرّضت أمن البلاد للخطر، وأهنت رموز الدولة، وأزعجت السلطات وحرضت عليها؟
جبريل: أي بلاد؟
النيابة: البلاد التي دعوت لشبابها وبناتها، و”حرضت” الله على الانتقام ممن ظلم وقتل وشرد وحبس.
جبريل: أنا لم أسم بلداً بعينه، كما أنني كنت أزاول الدعاء، وليس التحريض، وما كان لبشر أن يحرّض الله عز وجل.
النيابة بعد أن تأمر بتشغيل التسجيلات الخاصة بالحادث محل التحقيق: ألم تطلب من الله أن يكون على من ظلم وقتل وأفسد؟
جبريل: نعم. هذا صوتي، وهذه صورتي، وهذا كلامي.
النيابة: مرة أخرى، أنت متهم بالتحريض على قلب نظام الحكم الفاسد، والخروج على الحكام الظلمة القتلة ومضايقة السلطات القمعية.. ما قولك؟
جبريل: نعم، أعترف وأفخر بأنني دعوت الله على كل هؤلاء، لكني لم أحرّضه، حاشا لله، هو الذي يقول للشيء كن فيكون.
النيابة: إذن، أنت تحاول أن تتملص من التهمة بإلقائها على الله.
جبريل: أستغفر الله العظيم، حاشا لله.
النيابة: أنت متهم من الحكومة، ممثلة في وزارة الأوقاف، بالخروج على قواعد وآداب الصلاة والإمامة والدعاء بمسجد عمرو بن العاص، وأن هذا الأمر جرح مشاعر حكام البلاد، ومؤيديهم من عموم الشعب.
جبريل: أي شعب، وأي بلاد؟ أنا لم أذكر أسماء.
النيابة: ألم تقم بالدعاء على سحرة فرعون؟
جبريل: بلى، دعوت.
النيابة: ألا تعلم أنك تخطب في مسجد مقام على أرض بلاد الفراعنة؟
جبريل: أعلم، لكن السحرة والمفسدين والظلمة والقتلة ينتشرون في أماكن عديدة، من العالم.
النيابة: لا تحاول الإنكار، فالثابت من التسجيلات والتحريات أن مسرح الجريمة هو مصر.
جبريل: كنت في ماليزيا أصلي بالناس في التراويح، وأردد الدعاء نفسه، ولم تمنعني السلطات الماليزية من السفر، ولم تحقق معي، ولم تعتبر أنها المقصودة بدعائي، فما الذي جعل الحكومة المصرية تأخذ الكلام على نفسها، وتشعر أنها المعنية بما دعوت؟
النيابة: لا داعي لهذه الفلسفة الفارغة. القضية واضحة يا أستاذ.. أنت متهم بالدعاء على حكام مصر وسلطاتها.
جبريل: أنفي هذا الاتهام، فأنا دعوت على كل من يظلم ويسفك الدماء ويقتل ويغتصب ويسجن ظلماً وعتواً وفساداً في الأرض. وفي حدود معلوماتي أن هذه البشاعة ليست حقاً حصرياً على أحد.
النيابة: لا تتلاعب بالألفاظ.
جبريل: هل هناك وثائق ومستندات تثبت أن الحكومة المصرية حاصلة على توكيل ممارسة كل هذه الأفعال الوحشية في العالم. أطلب مواجهتي بالمدعين ومقدمي الاتهام ضدي.
النيابة: الثابت من التحريات والتسجيلات أنك قدت تظاهرة ومسيرة، شارك فيها عشرات الآلاف، إلى الله، طالبين منه العون على الحكام والسلطات.
جبريل: تظاهرنا وتضرعنا إلى الله بالدعاء على الظالمين، فهل ترى النيابة الموقرة أن حكام مصر تنطبق عليهم الأوصاف والجرائم الواردة في الدعاء؟
النيابة: أنت هنا لكي تجيب على الأسئلة، وليس من حقك أن تسأل.
جبريل: أطلب مواجهة المتضررين من دعائي.
النيابة: طلبك مرفوض. ما هي علاقتك بالمدعو عمرو بن العاص؟
جبريل: مثل علاقة الحاكم الظالم المستبد بالحاكم بأمر الله.
النيابة: هل لديك أقوال أخرى؟
جبريل: أريد أن أتوجه بتهنئة ونصيحة للمواطنين لمناسبة عيد الفطر.
النيابة: قل وخلصنا.
جبريل: من باب الوطنية: اقسم مصروف العيد النصف لابنك والنصف الثاني للسلطان (من أجل الوطن).
من باب الاعتدال: لا داعي لتهنئة من نوع “أعاده الله عليكم بالخير والبركات” كفاية: عيد سعيد.
من باب الوسطية: لا داعي للتكبير، حتى لا يغضب أحدهم ويقول “لاحظ أن كلامك جارح”.
من باب السلامة: لا داعي للدعاء على الظالمين، قبل أن تقدم كشفاً بالذين تقصدهم بدعائك، حتى لا تقع تحت طائلة قانون النيات.
النيابة: تقرر منع المذكور من السفر، واستدعاء أكثر من عشرين ألف شاهد على ارتكاب فعل الدعاء على الحاكم الظالم، وضبط وإحضار المدعو عمرو بن العاص، للتحقيق في ضلوعه في الجريمة المسندة إلى المتهم الأول.