يعاني المواطن المصري كثيرا جراء تعامله مع الهيكل الإداري للدولة، إذ تبدأ رحلة عذاب المواطن مع موظفي الحكومة من الكسل لتعطيل مصالح المواطنين، ويتطور الأمر إلى الطرد من الهيئة بسبب إقامة عيد ميلاد.
كان المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، قد أكد مؤخرًا أن كل أجهزة الدولة طالها الفساد، ولا توجد مؤسسة فوق المساءلة بما فيها الأجهزة الرقابية التي من بينها الجهاز المركزي للمحاسبات.
ونستعرض لكم أبرز المقولات التي يتعامل بها الموظفون مع المواطنين:
1. فوت علينا بكرة
“فوت علينا بكرة”، جملة اعتاد المواطن المصري سماعها من الموظفين، وكان آخر ما رصدته الصحافة هو شكاوى المواطنين المتعاملين مع مكتب تأمينات السيوف بالإسكندرية، تفيد انتظارهم لأوقات طويلة على شباك خدمة المواطنين الذي يقدم خدمة الاستفسار والتأكد من بياناتهم عبر جهاز الحاسب الآلي.
2. الكمبيوتر عطلان
“الكمبيوتر عطلان”، كثيرًا ما يقولها الموظفون وهم على مكاتبهم أثناء أوقات العمل، فلن يتم إنهاء أمورك في تلك الحالة، والغريب أن في كل مصلحة مهندسا لصيانة الأجهزة لكنه لا يظهر.
3. حفل عيد ميلاد
قد تدخل مصلحة حكومية وتجدها قاعة أفراح، فلا تتفاجأ، فالبفعل هي المصلحة الحكومية، لكنها معطلة لتنظيم حفل عيد ميلاد أحد موظفي مصلحة ضرائب شرق الإسكندرية، يظهر خلاله حفل وزينات ولمبات كهربائية وبالون هوائي، وتصدح الأغاني الشعبية لتملأ المكان.
4. كمِّل ورقك وتعالى
تلك العبارة التي يسمعها المواطن وتعد بالنسبة له صدمة عندما تصل إلى الموظف بعد معاناة طابور وإجازة يوم من عملك، فأغلب المصالح الحكومية لا تضع بيانا بالأوراق المطلوبة.
5. البطاقة منتهية
لا تقترب من التعامل مع الهيئة الحكومية إذا مر على بطاقتك 7 سنوات، لأنه حينها ستضطر إلى خوض معركة أكبر في طوابير السجل المدني.
ويعد السجل المدني من أخطر المهمات التي يقبل عليها المواطن جبرا، فيبدأ الأمر مع إصدار بطاقة رقم قومي، وعليك أن تحضر معك والدك أو والدتك، ويزداد الأمر صعوبة مع إصدار القيد العائلي.
وللسجل المدني مراحل عديدة وطوابير، فيبدأ بطابور إصدار استمارة ملء البيانات، ثم طابور استخراج شهادة الميلاد أو الزواج، وبعده طابور لتقديم الأوراق، وبعده طابور للتصوير، ثم تأتي بعدها بـ15 يوما لاستلام البطاقة وأيضًا تقف طابور.
6. كل سنة وإنت طيب
بمناسبة أو دون مناسبة، تسمع هذه العبارة، كسبيل من الموظف للحصول على “الإكرامية” فمن الوزير إلى الغفير، تجد العديد ممن يتلقون الرشاوى لتخليص مصالح مواطنين حسب درجة الموظف، وأبرز المشاكل التي تواجه المواطنين لدفع الرشاوى هو إدارة المرور.
7. عندنا اجتماع
مقاعد الموظفين الخاوية، ظهر ذلك في مصلحة الشهر العقاري لمدينة ومركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، وتردد المواطنون على تلك المصلحة لمدة أربعة أيام دون إنجاز مصالحهم.
وفي منطقة قليوب، أغلق مكتب تابع لوزارة التموين الباب أمام المواطنين، وقاموا بإلقاء بطاقات التموين لهم من الشباك.
8. اطلعوا بره دلوقتي
أرسل أحد المواطنين لشبكة “رصد” صورا ترصد قيام موظفي إدارة المراقبة بالمجمع، بمعاونة أمين الشرطة الموجود بالدور الثاني من المجمع، بطرد كل العملاء من صالة الانتظار المخصصة لهم وذلك بعد تعطيل العمل بالإدارة بدءا من الساعة 11:00 إلى الساعة 11:20 لأجل عمل حفل عيد ميلاد أحد الموظفين.
وفي تمام الساعة الحادية عشرة فوجئ العملاء بأمين الشرطة وبعض الموظفين يطردونهم من الممر دون إبداء أسباب واضحة.
في الوقت نفسه، قامت بعض الموظفات بتجميع الطاولات بجانب بعضها ووضع (تورتة عيد ميلاد) على الطاولة، واتضح لجميع المتواجدين الذين تجاوز عددهم 100 شخص على الأقل أن الطرد من الممر ليس إلا لعدم إزعاج السادة الموظفين أثناء احتفالهم.
– تفشي الفساد
وفي تصريح لـ”رصد” قال الدكتور صبير الشبراوي، خبير الإدارة، إن الموظفين المصريين تحولوا بفضل البيروقراطية المصرية، من موظفين كسالى، إلى فاسدين، بفضل التسيب الذي ظهر عليهم خلال عشرات السنوات لعدم وجود رقيب عليهم.
وأشار الشبراوي إلى أن الموظفين المصريين يتسببون في تكبد الدولة خسائر تفوق رواتبهم بسبب الإهمال وتعطيل الوقت والمصالح، فقد تفشت فيهم سلوك اللامبالاة والاستهتار، إذ إنهم يتعاملون بمبدأ “هقبض آخر الشهر”.