أثار تقرير المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، العديد من ردود الأفعال، حيث كشف التقرير عن تضاعف فاتورة الفساد في عام 2015 الحالي، مقارنة بعام 2014 الماضي، ثلاثة أضعاف.

تضاعف أرقام الفساد

وقال “جنينة” إنه يصعب حصر حجم تكلفة الفساد داخل المؤسسات المصرية، مستدركًا: “لكننا من خلال التقارير الرقابية التى يشرف عليها أعضاء الجهاز يمكننا القول إن تكلفة الفساد تجاوزت 600 مليار جنيه (نحو 80 مليار دولار)، خلال عام 2015”.

وكان جنينة صرح من قبل بأن إجمالي قيمة الفساد، التي رصدها الجهاز في عام 2014، بلغت نحو 200 مليار جنيه.

وهاجم الكثير من الاقتصاديين المحسوبين علي النظام هذا التقرير، مؤكدين أن هذة الأرقام مبالغ فيها، في حين أكد آخرون أن نشر مثل هذه الأرقام يضر الاقتصاد المصري ويطفش المستثمر الأجنبي.

القضاء والشرطة سبب تضاعف الأرقام 

وأكد الخبير الاقتصادي ممدوح الولي نقيب الصحفيين السابق، أن الفساد في مصر حجمه كبير جدًا، خصوصًا وأن السوق غير الرسمي كبير، وحجم الفساد به كبير أيضًا ولا يمكن حصره.

وأضاف “الولي” في تصريح خاص لـ”رصد”، تعليقًا على تضاعف حجم الفساد في التقرير الأخير للجهاز المركزي للمحاسبات: “يرجع إلى الحرية التي يتمتع بها هشام جنينة في الكشف عن الفساد”، مشيرًا إلى أنه دخل مجال الشرطة والقضاء للبحث عن الفساد بها، وتحدى هذه المؤسسات وهذا لم يكن يحدث سابقًا.

وأضاف “الولي” ردًا على الهجوم على “جنينة” لنشره هذه الأرقام بدعوى أن هذا يحارب الاستثمار، ويخيف المستثمرين: “بالعكس؛ المستثمر يفضل العمل في أسواق بها شفافية، لأن هذا يسهل عليه حساب تكلفة المشاريع، وحجم الأموال التي سوف يدفعها بطريقة غير رسمية”، مشيرًا إلى أن هناك شركات تهتم بهذا الأمر خصيصًا حتى يتم حساب المدفوعات غير الرسمية، فالمستثمر الأجنبي يفضل أن تكون جميع الأمور واضحة”.

يكشف غياب الأجهزة الرقابية

وذكر الدكتور عمرو هاشم ربيع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ، تعليقًا على ما أعلنه المستشار هشام جنينة، أن حجم الفساد فى البلاد كبير جدًا، ويكشف عن تقصير في مكافحته.

وأشار هاشم ربيع، أن ذلك الرقم يشير إلى أن الأجهزة المعنية بمكافحة الفساد “غير موجودة، وغائبة عن تلك التقارير الرقابية”، لافتًا إلى ارتفاع حجم التهرب الضريبى، والفساد في المناقصات والصناديق الخاصة.

وأعرب الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، عن استيائه من تقارير الجهاز المركزى للمحاسبات، واعتمادها على الأرقام والتجاوزات دون ذكر أسماء الفاسدين.

مطالب بتحديد الفسادة

 ووجه “عيسى”، خلال برنامجه “مع إبراهيم عيسى” المذاع أمس عبر فضائية “القاهرة والناس”، رسالته للمستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، قائلاً: “صلي صلاة مودع، وزور الحاج عبد الرحيم الزرقاني في فيلم حبوب النفاق، وخذ منه حبوب الشجاعة قبل رحيلك في سبتمبر القادم، وقل لنا من الفسدة والفاسدين ولا تقل حجم الفساد فى مصر هذا العام 600 مليار جنيه، وتتوقف عن فضح من أفسد”.

وتابع مستنكرًا:”يعنى شغلتك تسم بدنا وتقول حاجات تفزع وتثير مليون علامة تعجب وتمشى، وتتوقف عن الكلام.. دي جدعنة المركزى للمحاسبات؟!”

 وواصل “عيسى” رسالته لـ”جنينة”، قائلاً:”أخاطب فيك ضمير القاضى، وأطلب منك شجاعة المستشار، وتطلع تقول للمصريين مين اللى سرق البلد ومين الحيتان الكبيرة وإلا نبطل العناوين الكبيرة”.