أثار قرارمحكمة جنح الخليفة المنعقدة بمجمع محاكم زينهم، بحبس الكاتبة فاطمة ناعوت 3سنوات، وغرامة 20 ألف جنيه لاتهامها بازدراء الدين الإسلامي بسبب إحدى تدويناتها على صفحتها الشخصية على موقع “فيس بوك” حالة من الجدل بين السياسين والكتاب ورجال الدين فمنهم من تأسى على محاربة الرأي بالحبس، ومنهم من اعتبر القرار نقطة ضوء.
وتقدم الدكتور شريف أديب، دفاع “ناعوت” اليوم الأربعاء، بطلب الاستئناف على الحكم.
وقال “أديب” فى تصريحات صحفية ،إن الحكم الصادر ضد موكلته هو حكم قاضى جزئي وأول درجة، وتابع حديثة مسترسلا “أنه سوف ينتظر أسباب الحكم للرد عليها فى الاستئناف”.
ولفت الى أنه “قدم للمحكمة رأي رجال الدين وعلى رأسهم العالم الجليل أحمد كريمة، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر حول الواقعة والذين أعطوا رأيهم بعدم صحة اتهامها بإزدراء الأديان”.
وعلقت الكاتبة فاطمة ناعوت، على الحكم الصادر في حقها قائله : “لست حزينة بسبب حكم السجن ضدي ثلاث سنوات بسبب بوست على فيس بوك.
وتابعت” فالكتّاب أمثالنا عائشون في سجن طوعيّ طوال أعمارهم، مسجونون بين دفّات الكتب، محبوسون بين أسوار عوالم افتراضية مع أموات من المبدعين والفنانين قضوا نحبهم قبل قرون”.
وأضافت: “ما يحزنني هو ثورتان عظيمتان أخفقتا أن تضعا مصر على طريق التنوير. ما يحزنني حقًا أن النور الذي كنتُ أراه في نهاية النفق وأدعو قرائي أن يروه معي، غلّلته اليوم غيومٌ وضباب”.
واعتبرت ناعوت خلال مداخلة تليفونية بأحد البرامج الفضائية : أن كل من يقاضي كاتب رأي هو عاجز”.
من جانبها قدمت الدكتورة آمنة نصير أستاذ الفلسفة والعقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر وعضو مجلس نواب السيسي، اعتذارًا للكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت، عقب الحكم الصادر ضدها بالحبس 3 سنوات بتهمة ازدراء الأديان، واصفة مقيم الدعوى القضائية بـ “رجل فتنة”.
واعتذرت “نصير”، لناعوت، قائلة :”إحنا في حاجة إلى الجمل اللغوية الصحيحة، فالمتربصون كثر، وهو أمر مخجل عرفته القرون الوسطى”.
كما عقب النائب ببرلمان السيسي المخرج خالد يوسف على الحكم قائلا”يجب احترام جميع الآراء بما فيها الآراء المخالفة لقيم وتقاليد المجتمع، مشيراً إلى أن الرأي لا يُقارع إلا بالرأي، على حد قوله.
وتابع خالد يوسف في تصريحات صحفية: “تعديل المواد المطاطية بقانون العقوبات سيكون على رأس القوانين التي سأتقدم بها لمجلس النواب خاصة وأن تلك المواد تسمح للقاضي بإصدار مثل تلك الأحكام الصادمة”.
كما أعلنت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عن تضامنها مع الكاتبة فاطمة ناعوت، بعد صدور الحكم عليها.
وقال في بيان صحفي صدر عنها اليوم الأربعاء، اعتبرت خلاله الحكم بمثابة عودة لقضايا الحسبة التي قالت إنها تهدّد حرية التعبير والفكر والاعتقاد وقيم حقوق الإنسان.
وقال رئيس المنظمة حافظ ابو سعدة، وفقاً لما جاء بالبيان “هناك ترسانة من القوانين تقيد وتحول دون تفعيل مبدأ تداول المعلومات، لا سيما وأن قانون العقوبات لا يزال يحتفظ بمواد تعاقب الصحفيين بعقوبات سالبة للحرية، ومواد تعاقب علي التفكير الحر مثل المادة 98 وهي المادة التي استخدمت ضد مفكرين ممّا يقطع بأنها ماسة بحرية الفكر”.
كما أصدرت جبهة الإبداع المصرية، بيانًا، مساء أمس الثلاثاء، تعليقًا على حبس الكاتبة فاطمة ناعوت ، نددت فيه بالحكم الصادر بحبس الكاتبة.
وعلى النقيض ، علق المفكر الإسلامي الدكتور محمد عباس عبر حسابه على موقع “تويتر” على الحكم بقوله ” نقطة ضوء شحيحة”.
فيما طالب الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، خلال إتصال هاتفى ببرنامج مذاع عبر فضائية ، “ناعوت” بالإعتذار، قائلًا: “بلاش مكابرة، والإعتراف بالحق فضيلة”.