نشرت وكالة “رويترز”، تقريرًا عن خطاب السيسي الذي ألقاه أمس، بحضور عدد ممن اعتبرهم ممثلي الشعب؛ حيث أوضحت “رويترز” في التقرير الذي كتبه كل من لين نويهد وعمر فهمي، أن الخطاب أثار موجات غضب واسعة بين المصريين؛ بسبب ما تضمنه من انتهاك لحرية التعبير.
وقال التقرير:
“كان الهدف من خطاب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الأربعاء، التصدي للضجة التي حدثت عقب التنازل عن جزيرتين بالبحر الأحمر للمملكة العربية السعودية، لكن توبيخه لأحد الحضور أثار ضجة جديدة حول خطابه.
تم دعوة عدد من أعضاء البرلمان والوزراء ورؤساء التحرير إلى القصر الرئاسي؛ حيث حاول السيسي طمأنتهم والتأكيد لهم أنه لم يبع جزيرتي صنافير وتيران الواقعتين بالبحر الأحمر.
لكن الخطاب المرتجل المتلفز الذي استمر لمدة ساعتين قد استمر لوقت طويل، فاضطر أحد أعضاء البرلمان للاستئذان للذهاب إلى دورة المياه. وفي النهاية، حاول أن يسأل سؤالًا، فأمره السيسي بالسكوت، ورد عليه قائلًا: “أنا لم أعط إذنًا لأحد بالحديث”.
وقام التليفزيون التابع للدولة بقطع البث في الحال بعد غضب السيسي، ما أذهل المشاهدين وتسبب في حالة من الهيجان على مواقع التواصل الاجتماعي حول انتهاك حرية التعبير في مصر التي يحكمها السيسي.
وقد أصبح وسم “#الكلام_مش_بإذن” أحد الوسوم الأكثر مشاركة على موقع “تويتر”؛ حيث سخر المصريون من أن السيسي قد دعا الناس من أجل نقاش عرض فيه وجهة نظره فقط.
وقال أحد المعلقين في تغريدة له: “دي بلد مش مدرسة ودول جزيرتين مش سندوتشين جبنة”، معبرًا عن استياء المصريين من التعامل غير الجاد من قبل الحكومة المصرية تجاه قضية سيادية.
وقد أثيرت ضجة واسعة في وسائل الإعلام المصرية منذ أعلنت الحكومة، السبت، توقيع اتفاق لإعادة ترسيم الحدود البحرية وأعلنت أن الجزيرتين غير المأهولتين تقعان داخل المياه الإقليمية السعودية.
تقع جزيرتا تيران وصنافير بين المملكة السعودية وشبه جزيرة سيناء المصرية؛ حيث تطلان على مدخل ضيق لخليج العقبة يؤدي إلى الأردن وإسرائيل. ويقول المسؤولون المصريون والسعوديون إن الجزيرتين تنتميان للأراضي السعودية، وكانتا فقط تحت السيطرة المصرية لأن السعودية قد طلبت من مصر عام 1950 حمايتهما.
“الرجل الذي باع الأرض”
لقد وضعت هذه الضجة السيسي، الذي كان يتمتع بدعم كبير، تحت ضغط جديد، فرؤساء تحرير الصحف التي كانت تتملقه لم يستطيعوا إخفاء خيبة أملهم؛ حيث انتشرت حالة من الاعتراض جميع القوى السياسية بمن فيهم الإخوان المسلمون والليبراليون والنشطاء العلمانيون.
ويقول متابعون إن الحكومة قد فشلت في التعاطي مع سلسلة من الأزمات بدءًا من انتهاكات الشرطة إلى التحقيق في قضية مقتل الطالب الإيطالي في القاهرة.
وقد تظاهر نحو 30 شخصًا أمام نقابة الصحفيين للمطالبة برحيل السيسي؛ حيث هتفوا “عواد بارع أرضه”، و”عواد لازم يرحل”.
ويتطلب اتفاق إعادة ترسيم الحدود تصديق البرلمان عليه، لكن المصريون قلقون لأنه لم يتم عرض الاتفاق على أعضاء البرلمان قبل توقيعه.
حتى إن رئيس تحرير جريدة “الأهرام” المملوكة للدولة أدان تعامل الحكومة مع هذه القضية؛ حيث كتب أحمد النجار على صفحته على موقع “فيس بوك”: “صنافير وتيران.. مصريتان للأبد”، مضيفًا أنه سوف ينشر مقالًا عن هذا الموضوع في اليوم التالي، لكن المقال لم يظهر على صفحات “الأهرام”.
وعلى الرغم من أنه بدا هادئًا ونبرته ليست حادة، إلا أن اختياره للكلمات قد جعل الكثيرين ينتقدون الرئيس الذي كانت صوره توضع على الكعك في محلات الحلويات.
قال السيسي: “لقد جمعتكم هنا لأطمنئكم على الرجل الذي وثقتم به واستأمنتموه على أرضكم وشرفكم. أنا لم آخذ الأمر على محمل شخصي.. رجاء دعونا لا نتحدث عن هذه القضية مجددًا”.
وقال عضور البرلمان، محمود كلوب، الذي أسكته السيسي إنه لم يشعر بالإهانة، وأن السيسي استمع إلى سؤاله خلف الكواليس. وصرح لرويترز قائلًا: “لقد سألته عن كيفية تواصل أعضاء البرلمان بشكل مباشر مع الرئاسة والتعاون معها”.
انظر الرابط الأصلي على رويترز