يرجح بعض خبراء الطيران فرضية تعرض الطائرة المصرية لهجوم، أدى لإسقاطها، أمس الخميس، في مياه البحر المتوسط، بالقرب من الجزيرة اليونانية كارباثوس، أثناء توجهها من مطار رواسي شارل ديجول بباريس إلى القاهرة.
دعم الخبراء فرضياتهم بعدة مؤشرات، منها :
1- يقول جان بول ترودس، رئيس هيئة التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني “BEA”، – حسب هافينجتون بوست عربي -: قد يكون هذا الحادث نتيجة لهجوم، مشيرًا إلى أن فرضية وجود عطل في المحرك أو مشكلة فنية مستبعدة لأنها لا تؤدي إلى وقوع حادثة فجائية، فضلًا عن أنه يرى أن الطائرة المصرية “A320” حديثة وبالتالي جودة السلامة فيها وخضوعها للصيانة يجعلها لا تتأثر بهذه السرعة، وأضاف “نعتقد بقوة أنه قد وقع هجوم على متن الطائرة باستخدام قنبلة أو هجوم انتحاري”.
2- ويضيف خبير الطيران جيرارد فيلدزر للوكالة الفرنسية :”تبدو احتمالات وقوع مشكلة تقنية كبرى، كانفجار محرك، أو انفجار على متن الطائرة ضئيلة”، مضيفًا أن طائرة إيرباص A320 “حديثة نسبيًا” صنعت العام 2003. كما يعتبر هذا الطراز جديرًا بالثقة، وقال “إنها طائرة الرحلات المتوسطة الأكثر مبيعًا في العالم، فهي تحط أو تقلع بوتيرة طائرة كل 30 ثانية”.
3- ويشير فيلدزر الى أن احتمال وجود عبوة على الطائرة مع شخص وضعها في رواسي أو في القاهرة ما زال قائمًا نظرًا إلى صعوبة “السيطرة 100% على الدخول والخروج في أي مطار، حتى لو كان رواسي حيث المراقبة مشددة، هذه ليست فرضية يمكننا استبعادها”.
4- واعتبر فيلدزر فرص سيناريو “أن تكون الطائرة أسقطت أثناء التحليق” ضئيلة، سواء كان ذلك بواسطة صاروخ أرض-جو، كما قيل بشأن الرحلة 17 لشركة الطيران الماليزية فوق أوكرانيا في يوليو 2014، أو صاروخ بحر-جو على غرار الرحلة 655 التابعة لإيران للطيران التي أسقطها طراد أميركي في يوليو 1988، كذلك نظرًا إلى الارتفاع الذي كانت الطائرة عليه “أكثر من 11 كلم” وبعدها الكبير عن السواحل، لم تكن في مدى صواريخ أرض-جو المحمولة التي تملكها جماعات مسلحة مختلفة في الشرق الأوسط.
5- وهناك أيضًا فرضية تمرير قنبلة في مطار باريس، وحسب “هافينجتون بوست”، فإن الخبراء يتفقوا على أن أنظمة أمن المطارات ليست مضمونة، فقد قال خبير الطيران جيرار أرنو، لصحيفة “ليبراسيون” الفرنسية في نوفمبر الماضي :”أي شخص يمكن أن يجلب قنبلة على متن طائرة في مطار رواسي شارل ديجول”.
وقال سيباستيان كارون، الرئيس التنفيذي لشركة استشارات أمن الطيران الدولية ASCT لصحيفة “لوريون لوجور” أنه “في معظم الحالات سواء كانت هجمات أو مجرد محاولات، نحن نتعامل مع تواطؤ يحدث مع موظفي المطار، فحامل الحقائب يمكنه بسهولة بعد فحص جميع الأمتعة أن يضيف حقيبة مفخخة بين حقائب المسافرين”.
6- ذكرت صحيفة “لوفيجارو” أن المتخصصين الأميركيين يشيرون إلى إمكانية إدخال نوع جديد من المتفجرات إلى الطائرات، خاصًة أن المتفجرات غير المعدنية يمكنها اجتياز البوابات الأمنية بكل سهولة، مثل المتفجرات السائلة.
كانت طائرة ركاب من طراز إيرباص، تابعة لشركة مصر للطيران، قد اختفت خلال رحلة بين باريس والقاهرة، من على شاشات الرادار نحو الساعة 2.30 بتوقيت القاهرة، بعد الخروج من المجال الجوي اليوناني. وتقل الطائرة 56 راكبا، من بينهم 3 أطفال، و7 من أفراد طاقم الطائرة، و3 من رجال الأمن، ومن بين الركاب 30 مصريا، و15 فرنسيا وبريطاني واحد.