يعيش أهالي مدينة “الفلوجة” بالعراق، في مآسي يومية نتيجة الصراع الدائرة بين “تنظيم الدولة” من جهة والقوات العراقية مصحوبة بقوات من الحشد الشعبي الشيعية من جهة أخرى، إذ يتعرض المدنيون للقتل العمد، والدفن أحياء، مع حصار المدينة ونقص المواد الغذائية، مما ينذر بكارثة إنسانية.
وصرحت ليز جراندي نائبة المبعوث الأممي إلى العراق أمس الإثنين، أن أكثر من سبعة آلاف عراقي فروا من الفلوجة خلال الأيام القليلة الماضية عبر ممر آمن أقامته القوات العراقية التي تعمل على فتح ممر آخر.
وقالت “جراندي”في تصريح للصحفيين، بأن المخيمات التي أقيمت خارج الفلوجة، امتلأت تمامًا، وأن أهل المدينة يفرون من جحيم الحرب بين التنظيم والقوات العراقية، تاركين وراءهم كل ما يملكون داخل المدينة.
وأوضحت جراندي، أن ما يصل إلى 50 ألف عراقي لا يزالون داخل المدينة، وتشهد المدينة نقصاً حاداً في المواد الغذائية نتيجة الحصار الدائم .
وصرحت شرطة الأنبار لوكالة فرانس برس أنه تم القبض على 546 شخصًا لجهاديين، نزحوا ضمن العائلات النازحة، بهويات مزورة، خلال الأسبوعين الماضيين.
وأطلق تنظيم “الدولة الإسلامية” النار على مدنيين كانوا يحاولون الفرار من مدينة الفلوجة، ما أدى إلى مقتل 18 شخصًا بينهم نساء وأطفال، وإصابة آخرين بجروح، بحسب ما أفاد ناجون.
وبحسب تقرير لـ “واشنطون بوست” فإن التنظيم استخدم المدنيين كدروع بشرية للدفاع عن معقله في الفلوجة، وذلك منذ بدء القوات العراقية هجومها في 22 مايو الماضي.
وقال تقرير لمنظمة “هيومين رايتس ووتش”: “إن العمليات العسكرية في العراق، صاحبتها العديد من الانتهاكات”، وأبدت استعدادها للتحقيق في الجرائم التي ارتكبها الجيش والشرطة وقوات مكافحة الإرهاب ومليشياتِ الحشد الشعبي.
اتهم الخبير العسكري العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، القائدَ العام للقوات المسلحة العراقية، خلال تصريحات تليفزيونية، بالمسؤولية عن الانتهاكات التي يتعرض لها النازحون من مدينة الفلوجة، حيث أكد خلال الحوار أن 300 شخص دفنوا أحياء.
كانت القوات العراقية قد شنت هجومًا لاستعادة الفلوجة في فجر 23 مايوالماضي، في محاولة لاستعادتها “الفلوجة” من سيطرة تنظيم الدولة.