أحيا آلاف البوسنيين الذكرى الـ 21 لمجزرة سربرينيتسا، واستقبلت العاصمة البوسنية سراييفو، اليوم السبت، شاحنة قادمة من مدينة “فيسوكو”، تُقل على متنها رفات جثامين 127 شخصًا من ضحايا مجزرة “سربرنيتسا”، بعد العثور على رفاتهم في مقبرة جماعية، الإثنين الماضي.
وقامت الشاحنة التي تحمل الرفات بالتوقف لفترة قصيرة أمام مقر الرئاسة، في وسط ساراييفو، حيث وضعت عليها باقات الزهور وأقيمت الصلاة على أرواح الضحايا، بحسب ما ذكرت رويترز.
ثم قصدت الشاحنة سربرينيتسا، حيث سيتم دفن الضحايا عند ضريح ضحايا المجزرة بما يسمح لأقاربهم زيارة قبورهم والترحم عليهم.
وشارك آلاف في “مسيرة السلام” التي انطلقت أمس الجمعة، من بلدة “نزوك”(وسط)، إلى مدينة سربرنيتسا، إحياءً لذكرى المجزرة التي ارتكبتها قوات الصربية في 11تموز/يوليو 1995م.
وتجمع أكثر من 5 آلاف شخص في “نزوك”، حيث قرأوا الأدعية ووقفوا دقيقة صمت حدادًا على أرواح ضحايا المجزرة، ثم بدأوا في “مسيرة السلام”، و التي يطلق عليها السكان المحليون اسم “مسيرة الموت”، و التي تنظم للمرة الثانية عشرة.
ويعتزم المشاركون في المسيرة الوصول في إلى النصب التذكاري في مقبرة “بوتوشاري” شمال شرقي البوسنة، يوم 10 يوليو، بعد قطعهم طريقا يمتد نحو 100كم.
وتعد مذبحة سربرنيتسا، أفظع مجزرة تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، و التي ذهب ضحيتها 8000 مسلم بوسني على إيدي القوات الصربية خلال الحرب البوسنية عام 1995م.
وحدثت المذبحة عندما اجتاحت القوات الصربية ملاجيء الامم المتحدة الآمنة، و اقتادت الرجال و الأولاد و بعض كبار السن، و في الأيام التالية قامت بإعدامهم و إلقاء جثثهم في الغابات المجاورة.
وجرى دفن قرابة 6300 ضحية للمجزرة، حتى اليوم، في الضريح المركزي في سربرينيتسا و230 في مقابر أخرى، بحسب ما ذكرت فرانس برس.
و على الرغم أن المذبحة قد حصلت خلال بضعة أيام، إلا أن عمليات البحث عن القتلى و المفقودين استمرت لسنوات عدة، حيث ما زال ما يزيد عن 1000 شخص في عداد المفقودين حتى الآن.
وأدان القضاء الدولي القائد السياسي السابق لصرب البوسنة، رادوفان كاراديتش، بالسجن 40 عامًا لدوره في جرائم حرب البوسنة، كما أدين بتهمة الإبادة في مجزرة سربرينيتسا.