لم يكد عبدالفتاح السيسي، ينهي حالة الوفاق مع الكفيل السعودي بعد خلاف على التصويت في مجلس الأمن، حتى انتقل إلى أحضان “طهران” الغريم الشيعي للرياض السُنية، دون حتى أن يراعي شهور عسل “الرز الخليجي”.
وعلى وقع التغيُّر، أطلق السيسي لجان إلكترونية، تغرق مواقع التواصل الاجتماعي بتغريدات تمدح زواج “المتعة” بين القاهرة وطهران، الذي كانت بوابته الأزمة في سوريا، حيث يساند السيسي نظام بشار الأسد ضد ثورة الشعب السوري.
لجان السيسي الإلكترونية دشنت الهاشتاجات التي تبارك خطواته المهرولة باتجاه الحرس الإيراني، الذي يضم محور الشر الشيعي بداية من نظام الأسد وحزب الله اللبناني وانتهاء بجماعة الحوثيين في اليمن، وتنكر السيسي في غمضة عين لداعميه الخليجيين وعمقه العربي.
حرب إعلامية
وعلى رغم السخاء المادي والمعنوي الذي منحته عدد من دول الخليج العربي للنظام العسكري في مصر بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، خرج الإعلام الرسمي والخاص لمهاجمة السعودية والحديث عن ضرورة التقارب مع إيران وعودة العلاقات بين البلدين.
ولم يغرد إعلام السيسي وحده خارج السرب، فالحكومة التي نفى وزير خارجيتها عزم مصر رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران إلى مستوى سفارة، أعلن وزير البترول والثروة المعدنية فيها أنه “ليس لديها مانع من استيراد الخام الإيراني بعد رفع الحظر عنه”.
وأشار إلى أن “خط أنابيب نقل النفط (سوميد) الذي يصل بين البحر الأحمر والبحر المتوسط قد تأثر سلبًا في الفترة الماضية بسبب حظر التصدير على إيران”.
لجان الكترونية
وأطلقت اللجان الإلكترونية التابعة للسيسي هشتاج “#أهلا_بدعم_إيران_لمصر” على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تصريحات تفيد بنية إيران تزويد مصر بالنفط المدعم، إثر توقف شحنات النفط التي كانت تتلقاها مصر من السعودية.
وذكر المغردون بعضًا من مظاهر التقارب مع المعسكر الإيراني، ومنها استقبال حكومة السيسي رئيس الأمن الوطني في نظام الأسد “علي مملوك”، وتأييدها مشروع روسيا بشأن سوريا في مجلس الأمن، وكذلك الأنباء التي وردت بتزويد جنرالات الانقلاب الحوثيين بزوارق عسكرية عززت موقفهم في البحر الأحمر.
لكن حدث ما لم يكن يتمناه السيسي، حيث دخل مغردون معارضون على خط الهاشتاج، وأكدوا أن حكومة الانقلاب بمواقفها تلك عارضت بشكل كامل الخط الذي تمضي فيه دول الخليج وعلى رأسها السعودية، رغم أن التكتل الخليجي هو الداعم الرئيسي لميزانية العسكر المهلهلة.
واتهم المغردون السيسي بأنه تنكر لحلفائه، وضرب بعرض الحائط من دعموه وباركوا الإطاحة بمحمد مرسي، حيث بات يقف عمليًا مع المعسكر الذي يواجه هذه الدول ويتبنى مواقفه بشكل علني وعملي.
مباركة إيرانية
ويأتي هذا الكلام مع احتفاء وسائل الإعلام الإيرانية بالهجوم الذي شنه الإعلام المصري على السعودية والمديح الذي أغدقه على طهران ودبلوماسيتها.
واعتبرت مجلة روز اليوسف الحكومية في مقال تحت عنوان “السعودية باعت مصر” أن “عودة العلاقات المصرية الإيرانية أكثر من ضرورة”.
وتساءلت “ما المانع في أن نبحث عما يحقق مصالح الدولة المصرية؟ وما المانع في إذابة الجليد المتراكم منذ سنوات بين مصر وإيران؟ ولماذا نستمر في اعتبار مسألة العلاقات المصرية الإيرانية خط أحمر لا يجوز الخوض فيه؟ وما الضرر من إعادة العلاقات بين القاهرة وطهران؟”، وسبق روز اليوسف مقال لرئيس تحرير صحيفة الأهرام الحكومية محمد عبد الهادي علام.
وتحول هاشتاج #أهلا_بدعم_إيران_لمصر بعد إطلاقه إلى ساحة شجب لنظام السيسي، الذي هاجم كل القوى التي وقفت معه داخليًا وخارجيًا، ليبشر المغردون بقرب سقوطه نتيجة الأزمات الداخلية الكبرى التي تسبب فيها وتخبطه السياسي الذي أفقده كل حلفائه.
واعتبر مغردون أن السيسي بعدما شبع من الأرز الخليجي، بات يبحث الآن عن الكباب الإيراني، حسب وصفهم، مؤكدين أن السياسة الحالية لا تبالي بالأمن القومي المصري أو العربي وتجعل المكاسب المادية هدفها المقدس.