دأب عبدالفتاح السيسي على الخروج على المصريين من آن لآخر؛ لإلقاء خطاب جديد من المفترض أن يصب في مصلحة الشعب أو يشفي غليلهم بخصوص الأزمات التي تمر بهم، إلا أنها لا تكون سوى فصل جديد من فصول الكوميديا السوداء الخاصة بالسيسي.
ظلت خطابات السيسي وجبة دسمة من السخرية للمصريين، ونرصد أبرز تلك التصريحات خلال عام 2016:
صبح علي مصر:
وفي 24 فبراير 2016م، دعا السيسي المصريين للتبرع بجنيه واحد يوميًا من خلال هواتفهم المحمولة، وذلك خلال كلمته في احتفالية ” مصر 2030″، التي عقدت بمسرح الجلاء، وقال خلال كلمته: “إجمالي المبلغ الموجود في صندوق تحيا مصر 4.7 مليار جنيه، منها مليار جنيه من الجيش، ولو كل واحد صبح على مصر بجنيه من الموبايل هنجمع 4 مليارات في السنة”.
وأوضحت المصرية للاتصالات، في بيان لها، آنذاك، أنها سارعت إلى تفعيل هذا الرقم لعملائها تنفيذًا لمبادرة رئيس الجمهورية، حيث يستمع المتصل إلى رسالة صوتية تشكره على مشاركته في المبادرة، ثم يتم تحصيل جنيه واحد عن المكاملة، وتحويله كاملاً إلى صندوق “تحيا مصر”، دون تحصيل أي رسوم أو ضرائب.
ولاقت هذه المبادرة سخرية النشطاء رغم الدعم الإعلامي لها، ولم تحظى أيضًا بالدعم المطلوب، رغم الحملة الإعلامية الضخمة التي صحبت هذه الحملة أيضًا.
تجميع الفكة :
أثارت مطالبة عبدالفتاح السيسي مسؤولي البنوك المصرية بإيجاد آلية تتيح الاستفادة من “الفكّة”كإحدى طرق دعم الاقتصاد، سخرية المصريين.
وأطلق السيسي مشروعًا جديدًا عبر تجميع “الفكة” من المصريين، في مقترح يراد له أن يوفر تمويلاً لم تكفِ له عشرات المليارات من المساعدات، ولا القروض التي أثقلت كاهل البلاد.
وقال السيسي في كلمته، خلال تسليمه عقود شقق تمليك لأهالي غيط العنب بالإسكندرية: “يعني مينفعش نأخد معرفش تعملوها إزاي، الفكة الخمسين قرش والجنيه في المعاملات تتحط في حساب لصالح المشروعات والخدمات”، وأضاف: “يعني بصرف شيك بـ1255.50 ولا بـ 80 قرش، مقدرش أخد الفكة دي نحطها في مشروعات زي كده، الناس في مصر عايزة تساهم بس الآلية فين؟ يعني أوصل اللي عايز أقدمه إزاي.. مش عارف”.
وتابع: “فيه آلية أقوى، بنتكلم في معاملات لـ 20 أو 30 مليون إنسان لو الفكة جنيه و90 قرش، ممكن يبقوا رقم، لو سمحتم أنا عايز الفلوس دي، إزاي ناخدها أنا معرفش”.
أبيع نفسي:
قال إنه لو ينفع للبيع لعرض نفسه للبيع من أجل مصر، وذلك خلال إطلاق إستراتيجية مصر للتنمية المستدامة “رؤية مصر 2030”.
وبدا السيسي خلال إلقائه لخطابه، غاضبًا من انتقاد المعارضين لأداء الحكومة، فقال : ” اللي بيتكلم نفسي أمسّكه الوزارة وأشوفه هيعمل إيه”، وانفعل مضيفًا: “حسن خلقي لن يدعني أصمت على من يريدون بمصر شرًا”، وأضاف، أن مصر تمر بأزمة حقيقة، قبل أن يقول غاضبًا : “والله العظيم أنا لو ينفع اتباع لاتباع… علشان أجيب فلوس للمصريين، أنا مستعد لبيع نفسي من أجل تحصيل المال للمصريين”.
الثلاجة فاضية:
قال السيسي في مراسم افتتاح المؤتمر الوطني للشباب: “والله العظيم أنا قعدت 10 سنين ثلاجتي كان فيها مية بس، ومحدش سمع صوتي، 10 سنين، ثلاجتي كان فيها مية بس، ومحدش سمع صوتي، وأنا من أسرة غنية جدًا، وأنا آسف أنني أقول كدا عن نفسي، عزة النفس وعفة النفس، ده ما بيجيش بالسهل، أنك أنت تعتمد على نفسك بس، أمر مش بالسهل”.
أمي قالتلي:
وخلال كلمته في اجتماع الأسرة المصرية، دافع السيسي عن اتفاقية إعادة تعيين الحدود بين مصر والمملكة السعودية، والتي بموجبها تنازل السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة، قائلا:”امي قالتلي ماابصش في ايد الناس”
اللي يقدر على ربنا:
وفي كلمته خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، قبل أيام، قال عبدالفتاح السيسي: “إذا كان حد هيقدر على ربنا، هيقدر علينا”.
ووجه حديثه إلي أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قائلا: “بحبك وبحترمك وبقدرك”، متابعًا:” إياكم فاكرين غير كده تبقى مصيبة، أنا بحب الإمام، وعارف دور الأزهر ومقدره كويس في مصر والعالم كله، وهو القلعة المستنيرة اللي ممكن نعتمد عليها لأنها هتحيي صحيح الدين”.
مستطردًا:”رغم غُلبنا وضعفنا لكن إحنا شعب عظيم وإنتوا ما وقفتوش جنبي إنتوا وقفتوا جنب مصر”.
وأضاف السيسي، مبررًا سبب كلامه: “غضبة في الله لا يليق والله بهذا المقام أن يقدم للناس ويبقى الخراب والدمار في كل حتة على أنه نصر للعظيم ربنا، لا والله والله لن يقوم أبدا بناء على الهدم والقتل والتدمير”.
وعلق السيسي علي عدم خروج المصريين في احتجاجات على غلاء الأسعار وتدهور الأوضاع خلال الفترة الماضية، قائلاً “الناس دي ماتحركتش؛ لأن الشعب عظيم، رغم غلبنا وضعفنا أنا مابجاملكمش”، قائلاً “إذا كان حد هيقدر على ربنا، هيقدر علينا”