يرجع عدد من روّاد العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد في الولايات المتحدة الأمريكية بأصولهم إلى دول أخرى، بينها بلدان إسلامية قرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حظر دخول مواطنيها أراضي بلاده لمدة ثلاثة شهور.
وأصدر الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب الأسبوع الماضي، قرارا بتعليق استقبال مواطني كلا من سوريا والعراق وإيران واليمن وليبيا والسودان والصومال، معتبرا أن إدارته، بحاجة إلى وقت لتطبيق عمليات فحص أكثر صرامة للاجئين والمهاجرين والزائرين، بهدف حماية الأمريكيين من “هجمات إرهابية”.
وقوبل هذا القرار برفض عارم سواء داخل الولايات المتحدة أول خارجها.
وتبرز أسماء العديد من الرواد، ولدوا لمهاجرين أو وفدوا بأنفسهم إلى الولايات المتحدة، وقدموا لهذا البلد خدمات قيمة لا تزال تعود بالنفع على الأمريكيين، وبينهم ترامب نفسه، حيث حقق الكثير من المهاجرين إلى الولايات المتحدة إنجازات كبيرة في مجالات منها، العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاقتصاد، وقد أسس بعضهم شركات ضخمة.
من بين هؤلاء ستيف جوبز، مؤسس شركة “أبل”، فهو إبن سوري يدعى عبد الفتاح جندلي، هاجر إلى الولايات المتحدة في العشرين من عمره، حيث قام جوبز مع شريكيه ستيف وزنياك ورونالد وايني وآخرين بتصميم وتطوير وتسويق واحد من أوائل خطوط إنتاج الحاسب الشخصي التجاري الناجح، والتي تُعرف باسم سلسلة “آبل”، وصارت اليوم شركة توفر فرص عمل لقرابة 100 ألف شخص.
ايضا يعد جيري يانغ، وهو تايواني الأصل ومؤسس مشارك ومسؤول تنفيذي في شركة خدمات الإنترنت “ياهو”، أحد هؤلاء المهاجرين الذين أبدعوا في الولايات المتحدة الامريكي، حيث أسس شركته العملاقة مع ديفيد فيلو، وهو صديقه في جامعة ستانفورد، ويبلغ عدد مشتركي “ياهو” حاليا أكثر من مليار شخص حول العالم.
كما شارك إدواردو سافيرين، البرازيلي الأصل الذي ترعرع في ولاية ميامي وتخرج من كلية الاقتصاد بجامعة هارفورد، مع زميله مارك زوكربيرغ في تأسيس “فيسبوك”، أضخم وسيلة تواصل اجتماعي في العالم.
وشركة “فيسبوك”، التي أسسها الزميلان سافيرين وزوكربيرغ أثناء دراستهم الجامعية عام 2016، تبلغ قيمتها المالية 355.6 مليار دولار أمريكي.
فيما تأسست “غوغل”، مقدّمة خدمات البحث والتصفح في الإنترنت، على يد الروسي، سيرجي برين، الذي هاجر مع عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية عندما كان في الخامسة من عمره، وأثناء دراسته الجامعية في جامعة ستانفورد عام 1998، تعرف برين على لاري بايج، وأسسا “غوغل” سويا، واليوم تمتلك شركة “غوغل” أكثر من 40 مكتبا تمثيليا في أكثر من 70 دولة، وتوفر فرص عمل لأكثر من 50 ألف شخص في عدد من بلدان العالم.
وأسس “يوتيوب”، الموقع الإلكتروني الذي يسمح لمستخدميه برفع التسجيلات المرئية مجانا ومشاهدتها عبر البث الحي ومشاركتها والتعليق عليها وغير ذلك من ميزات أخرى، عام 2005 على يد الألماني، جاويد كريم، وهو مهاجر من أصول بنغالية، بالمشاركة مع تشاد هيرلي وستيف تشين.
اما فى مجال العلوم، فالعديد من العلماء، الذين حصلوا على جوائز “نوبل”، ومنهم التركي عزيز سنجار، قاموا بإبداعات مختلفة في عدد من المجالات، وقدّموا خدمات علمية قيّمة، وبحسب معطيات مؤسسة الابتكارات وتكنولوجيا المعلومات، ومقرها واشنطن، فإنّ 35.5% من الباحثين والمبتكرين في الولايات المتحدة هم ممّن ولدوا خارجها، مشيره إلى أنّ 10% من الباحثين الأمريكيين يأتون من والد أو والدة أجنبية، وأنّ 17% منهم ليسوا مواطنين أمريكيين.
وبالنسبه لجوائز نوبل، تمكّن 6 مهاجرين، قدموا إلى الولايات المتحدة الأمريكية بهدف الدراسة، من الحصول على جوائز “نوبل 2016” في مجالات الطب والاقتصاد والكيمياء والفيزياء.
ففي مجال الاقتصاد حصد الفنلندي، بينغرت هولمستروم، جائزة نوبل، بينما فاز المهاجر الياباني، يوشينوري أوهسومي، بالجائزة في مجال الطب، ووفق معطيات مؤسسة السياسات الأمريكية الوطنية، فإنّ 40% من الأمريكيين الحاصلين على جوائز نوبل منذ عام 2000 هم من المهاجرين.
وحصل المكسيكي ماريو مولينا على جائزة نوبل في الكيمياء،1995 ثم حصل عليها المهاجر المصري، أحمد حسن زويل، عام 1999، وتمكن التركي عزيز سنجار من الحصول على الجائزة عام 2015.
ووفقا لبيانات المؤسسات الأمريكية الوطنية، أن المهاجرين يمتلكون أكثر من 25% من الشركات والمحال التجارية المنتشرة في الولايات المتحدة، وواحد من كل 10 يعملون في تلك الشركات والمحال التجارية هم من المهاجرين، بحسب المؤسسة، التي أضافت أن عائدات تلك الشركات بلغت 775 مليار دولار في 2011.
فيما أفادِت مجلة “فوربس” بأنّ 40% من الشركات الأمريكية الضخمة تأسست على أيدي مهاجرين، وأنّ عائدات تلك الشركات بلغت 4.2 تريليون دولار عام 2010.