تحوَّل نظام عبدالفتاح السيسي إلى ما يشبه “المداح”؛ نظرًا لأسبقيته في تأييد قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي بدأها بأول بيان رسمي من حاكم دولة ليهنئ ترامب ويدعوه رسميًا إلى زيارة مصر، إلى بيان أشادت فيه الخارجية بالانتقادات التي وجهها ترامب للإعلام بالتغاضي عن هجمات إرهابية، وسبق ونفذت القاهرة أوامره في حظر سفر مواطني 7 دول عربية وإسلامية من السفر إلى أمريكا؛ فيما رأى خبراء أن ترامب لا يحتاج إلى مصر، بل نظام السيسي هو الذي يتودد إلى ترامب عبر إعلان الولاء له في كل مناسبة للحصول على دعم.
تهنئة ترامب
كان عبدالفتاح السيسى أول “رئيس دولة” يهنئ ترامب عقب فوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية، كما أعرب عن أطيب تمنياته له بالتوفيق والسداد في أداء مهامه والاضطلاع بمسؤولياته لتحقيق آمال الشعب الأمريكي “الصديق” وتطلعاته، بحسب بيان التهنئة، ومتطلعًا إلى توطيد أواصر الصداقة وتعزيز العلاقة الاستراتيجية الخاصة التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية على المستويات كافة.
إشادة ببيان ترامب
وأشادت وزارة الخارجية أمس في بيان لها بانتقاد دونالد ترامب للإعلام الغربي، قائلة: “انتقاد البيت الأبيض لتجاهل الإعلام الغربي لـ78 اعتداءً إرهابيًا على مستوى العالم يستحق الإشادة”.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أحمد أبو زيد، أن “موقف الإدارة الأمريكية في هذا الشأن يتفق مع الدعوات المتكررة التي أطلقتها مصر بضرورة تبني المجتمع الدولي لاستراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب تتسم بالاتساق وعدم الانتقائية في جميع مكوناتها الأمنية والسياسية والثقافية والإعلامية وغيرها”.
واتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين الماضي، وسائل الإعلام “غير النزيهة” بالتغاضي عن هجمات ارتكبها “إرهابيون إسلاميون متشددون”، من دون أن يقدم أي دليل على ما يقول.
ووزَّع البيت الأبيض بعدها قائمة بـ78 هجومًا قال إن تنظيم الدولة الإسلامية “نفَّذها أو كان ملهمها”، وقال إن معظمها لم يتلق التغطية الإعلامية اللازمة.
تلبية قرار ترامب بحظر مواطني 7 دول من السفر إلى أمريكا
وكانت شركة “مصر للطيران” أول من نفذت قرار حظر مواطني سفر 7 دول إلى أمريكا؛ حيث قالت الشركة في بيان لها تعليقًا على ما “تناولته بعض المواقع الإلكترونية والمحطات الفضائية بشأن منع سفر عدد من الركاب الذين ينتمون إلى جنسيات عربية وإفريقية على رحلات مصر للطيران المتجهة إلى نيويورك” بأنها تقوم بإجراء “معتاد”.
ومنعت الشركة المالكة لمطار القاهرة الدولي أسرة عراقية من السفر من القاهرة إلى نيويورك غداة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضَ قيودٍ على سفر مواطني سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة، بحسب مسؤولين في مطار القاهرة.
ووقع ترامب الجمعة الماضية مرسومًا عنوانه “حماية الأمة من دخول إرهابيين أجانب إلى الولايات المتحدة” يقضي بمنع سفر مواطني سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة (هي إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن) لمدة ثلاثة أشهر؛ حتى لو كانت بحوزتهم تأشيرات دخول.
مجلس الأمن
وأجّلت مصر تصويتًا في مجلس الأمن كان مقررًا على مشروع قرار يطالب بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية بعد أن حث رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكي المنتخب واشنطن على استخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار.
وأمر السيسي البعثة المصرية لدى الأمم المتحدة بتأجيل التصويت الذي كان سيجبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الاختيار بين حماية إسرائيل بالفيتو أو الامتناع عن التصويت وتسجيل انتقاد أمريكي للبناء على أراض محتلة يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم المستقلة عليها.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين مطلعين أن السيسي أرجأ التصويت بعد طلب من إسرائيل.
السيسي هو من يحتاج ترامب
وفي تصريح لـ”رصد”، قال أمين إسكندر، عضو برلمان 2012، إن “السيسي بالفعل يكاد يكون (مداح ترامب)؛ فلم يتحرك ترامب إلا وصاحَبَه دعمٌ رسمي من مصر، وذلك لأن السيسي هو من يحتاج تقديم التأييد لدونالد ترامب الرئيس في كل مناسة وتقديم قرابين الطاعة والولاء من أجل ضمان الحصول على المساعدات والتأييد السياسي فيما بعد”.
وأضاف: “السيسي يحاول تعويض ما خسره في آخر سنوات باراك أوباما؛ حيث شهدت العلاقة بينهما توترًا؛ فقد كان أوباما مقتنعًا أن السيسي جاء بانقلاب عسكري وليس بانتخابات، وحاول السيسي مرارًا مقابلة أوباما في زيارة رسمية؛ لكن الأخير رفض، وكانت المرة الوحيدة التي تقابلا فيها كانت أثناء اجتماع الأمم المتحدة ولم تستغرق سوى نصف ساعة”.
