قالت وزارة الري المصرية اليوم إن فيضان نهر النيل العام الماضي كان الأسوأ منذ 113 سنة؛ ما دفع البلاد إلى سحب مياه من المخزون الاستراتيجي في بحيرة ناصر.
وقال عبداللطيف خالد، رئيس قطاع توزيع المياه التابع للوزارة، في حديث لوكالة “الأناضول” التركية، إن المؤشرات كافة تؤكد أن الفيضان، الذي انتهى في 31 يوليو 2016، أقلّ من المعدل؛ من دون تحديد نسبة التراجع أو كميات المياه التي سُحبت من بحيرة ناصر (جنوبًا).
وأضاف أن هذا النقص لا علاقة له بسدّ النهضة الإثيوبي، الذي لم يبدأ تخزين المياه بعد. موضحًا أن حصة مصر من مياه النيل تبلغ 55.5 مليار متر مكعب فقط، في وقت يبلغ فيه حجم الاحتياجات المائية للبلاد 110 مليارات متر مكعب.
لا تعويض للمخزون
من جانبه، قال الدكتور المهندس محمد حافظ، أستاذ هندسة السدود وجيوتكنيك السواحل الطينية بجامعة “Uniten” الماليزية، إنه مع زيادة تصريفات وزارة الري هذه الأيام لأقصى تصريف (250 مليون متر مكعب) لري المحاصيل الصيفية واستمرار هذا الوضع حتى نهاية يوليو 2017، ومع بداية حجز سد النهضة لمياه النيل الأزرق بداية من يوليو 2017؛ فالأمر في نهاية يوليو 2017 سيكون أصعب كثيرًا من نهاية يوليو 2016، وللأسف لن يكون هناك أيّ تعويضات لمخزون البحيرة.
صورة توضّح انخفاض منسوب مياه بحيرة ناصر في الفترة المذكورة
وأوضح، عبر صفحته على “فيس بوك”، أن بيان هيئة رقابة النشاط الزراعي الأجنبي الأميركية اليوم الأول من يونيو جاء فيه رقم جديد يوضح سرعة انحدار المخزون الاستراتيجي لبحيرة ناصر؛ حيث تبيّن أن منسوب البحيرة ليوم 22 مايو 2017 وصل إلى (-1.10) تحت منسوب المخزون الاستراتيجي (147)؛ أي إن منسوب البحيرة يوم 22 مايو كان يعادل (145.9).
وأضاف: يعتبر الهبوط تحت منسوب التخزين الميت ليوم 22 مايو الثالث المتتالي في شهر مايو؛ حيث بدأ بقيمة (-0.52) ليوم 2 مايو، ثم هبط إلى (-0.86) يوم 12 مايو، وأخيرًا (-1.10) يوم 22 مايو 2017؛ وإذا قارنّا موقف البحيرة في الفترة بين 2 و22 مايو 2017 بالفترة نفسها من العام السابق لو جدنا أن الهبوط في الفترة بين 30 أبريل وحتى 20 مايو 2016 تراوح بين (-0.14 وحتى -0.87).
وقال إن زيادة الهبوط في مايو 2017 إلى قيمة (-1.10) يعني ضمنيًا أننا بحلول يوم 28 يوليو 2017 سنكون في وضع أسوأ بكثير مما كنا عليه يوم 28 يوليو 2016، الذي كان يومًا أسود في تاريخ بحيرة ناصر؛ ففي يوم 24 يوليو صرح المتحدث بسم وزارة الري المهندس وليد حقيقي بأن بحيرة ناصر قد انخفضت إلى أدني منسوب لها منذ إنشائها.
خطر وجود
في الوقت الذي تزداد فيه مخاوف المصريين من التأثيرات السلبية المحتملة فور بدء سد النهضة الإثيوبي عمله، وقلّة الحصة السنوية من مياه نهر النيل، تقول الحكومة الإثيوبية إن السد يمثّل نفعًا له، خاصة في مجال توليد الطاقة، ولن يضر دولتي مصب النيل (السودان ومصر).
يقول الدكتور محمد حافظ إن مصر “في خطر وجود أو عدم وجود”، وتساءل: “من يأتي لمصر بماء معين يعوّض كل هذه الخسائر من المخزون الاستراتيجي؟”.