شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تفجير غازي عنتاب.. زعزعة للداخل التركي

تفجير غازي عنتاب.. زعزعة للداخل التركي
مدير شبكة رصد التركية 7 قتلى وما يقرب من 100 مصاب هي حصيلة انفجار عربة مفخخة  أمام مركز...

مدير شبكة رصد التركية

7 قتلى وما يقرب من 100 مصاب هي حصيلة انفجار عربة مفخخة  أمام مركز للشرطة في مدينة غازي عنتاب "جنوب تركيا" وهي من المدن الحدودية مع سوريا، تحول المكان إلى بركة من الدماء بسبب العدد الكبير من المصابين، وتضررت العديد من المباني والسيارات بسبب الحادث، وهرعت عربات الإسعاف إلى مكان الحادث وتوافد العشرات من المواطنين للبترع بالدم في مستشفيات الحي الذي وقع فيه الانفجر.

و تجمع عدد آخر من المواطنين للتظاهر والتنديد بالحادث وبحزب العمال الكردستاني المتطرف وقام البعض بإلقاء الحجارة وحرق مبني حزب السلام والديموقراطية الكردي "التابع لحزب العمال" فيما دعا مسئولو منظمات المجتمع المدني ورجال الإعمال المواطنين إلى التحلي بالهدوء حتى لا يحدث ما تتمناه العناصر المتطرفة من إحداث فتنة طائفية في البلد وزعزعة الأمن. 
 
تفجير ارهابي
وأعلن بشير أتلاي نائب رئيس الوزراء أن رجب طيب أردوغان سيصل إلى المدينة غدا، للمشاركة في مراسم التشييع التي ستقام لضحايا التفجير، دون إبداء أية تصريحات.
وفي أول تعليق للحزب الحاكم أكد عمر جيلك رئيس العلاقات الخارجية في العدالة والتنمية أن التفجير الإرهابي نفذه أعضاء حزب العمال الكردستاني ،ذلك المنظمة الإرهابية الذي يعمل على إيجاد حرب طائفية في تركيا ويأس من ذلك فقام بالهجوم على المدنيين مباشرة.  وأوضح جيلك أن عناصر حزب العمال الكردستاني تستهدف المدينين مباشرة لتحريض المواطنين بعضهم على بعض، ودعا المواطنين إلى التحلي بالسكينة تجاه الحدث. 
وأوضح حسين جليك نائب رئيس حزب العدالة والتنمية في تقريره عن التفجير أن الحادث تم بتفخيخ سيارة وقفت ببعد 25 متر من مركز الشرطة وتم تفجيرها عن بعد من قبل العناصر الإرهابية التي نفذت الحادث، وتوفى في الحادث سواق و2 من حراس المركز، وتوفى من أثار التفجير 3 من المواطنين الذين كانوا في أتوبيس عام، ومات طفل متأثرا بالحرق الذي أصابه في ظهره، وعدد المصابين وصل لــ 64 مصاب عدد منهم في حالة حرجة. 
مع ذلك، نفى المتمردون الأكراد أي علاقة بهم بهذا التفجير ونقلت موقع وكالة فرات للأنباء على الانترنت المقربة بيان لحزب العمال الكردستاني قال فيه "مقاتلونا ليس لهم صلة على الإطلاق بهذا الانفجار".
ويرجع أصل المسألة التركية – الكردية وقيام حزب العمال الكردستاني باستقطاب للشباب الكردي وأدى سوء التعامل "العسكري" السابق في المناطق الكردية والسياسات الفاشلة للحكومات المتعاقبة في التعامل مع الأزمة إلي تفاقمها. 
كما ساعدت التصرفات التي كان يقوم بها الجيش التركي لظهور الكثير من النماذج العنصرية "وكان للجيش التركي مصلحة في عدم انتهاء الأزمة لتعزيز موقفه ضد المدنية الحاكمة".
 
ضد المدنيين.. لأول مرة
اللافت للنظر في هذه العملية أن التفجير وقع هذه المرة "ضد المدنيين" حيث أنه في العادة ما تكون عمليات حزب العمال ضد جنود في الجيش التركي والتي كانت كحرب عصابات من كر وفر أو ما تقوم به من الهجوم على أقسام الشرطة أو حرق مباني حكومية وحزبية وقطع طريق. 
هذا يبين أنها مرحلة من مراحل تطور الصراع في المسالة التركية – الكردية في تركيا التي تعد من أعقد المسائل في تاريخ تركيا الحديث. لقد رفع حزب العمال الكردستاني شعار "حرب الشعب الثوري" حيث بدأ في استهداف المدنيين وإحداث المذابح والوقيعه بين المواطنين الأتراك والأكراد.  
 
الدولة العميقة
الواضح أن الدولة العميقة في تركيا تستمر في عملياتها لزعزعة الوضع التركي وإشغالها بالشأن الداخلي عن ما يحدث في باقي العالم الإسلامي "خصوصا المسألة السورية" وذلك بعد وصول الأسد لطريق مسدود حتى الآن وكثرة الانشقاقات ضد الأسد وتضييق الخناق العالمي على نظام الأسد، ودور تركيا الحساس في الأزمة السورية والتي ينبع من موقعها الجغرافي مع سوريا والدور التركي البارز في المنطقة. 
لا يستبعد ضلوع إيران وسوريا مع حزب العمال الكردستاني في هذه المذبحة؛ العلاقة الوطيدة بين حزب العمال الكردستاني المتطرف بسوريا وإيران تسمح بهذا؛ كذلك العلاقة المتأصلة بين حزب العمال والكردستاني والصهاينة و "الدولة العميقة"  حيث أن هذه العملية تفوق إمكانيات حزب العمال الكردستاني المتطرف من حيث الأداء. 
 
علاقات وطيدة
ومن المعلوم أن حزب العمال الكردستاني يتمتع بعلاقات وطيدة بكثير من الدول مثل أمريكا إسرائيل روسيا إنجلترا فرنسا ألمانيا إيطاليا هولندا بلجيكا اليونان رومانيا وسوريا وإيران وحتى في السعودية وفلسطين، وكأن هذه الدول وجدت حليفاً لها ضد تركيا ويحظى كذلك بدعم استخباراتي أمريكي إسرائيلي معروف، وأعلنت إسرائيل عن دعمها الرسمي لهم، و إسرائيل هددت تركيا بشكل واضح أنها ستستخدم الورقة الكردية ضدها.كذلك أثبتت التقارير أن أوجلان مؤسس حزب العمال الكردستاني له علاقات وطيدة مع تنظيم "أركنكون" العسكري أو ما يعرف بـ "الدولة العميقة أو الخفية" التي سعت لقلب الحكم في تركيا وتم اكتشافها.
ويرى المحللون الأتراك أن هناك استراتيجية جديدة يعمل بها حزب العمال الكردستاني في الفترة الأخيرة حيث وقع في الأشهر الأخيرة عدة عمليات توحي بذلك، يأتي على رأسها تعرض وزير الداخلية التركي نعيم شاهين للهجوم في مدينة حقاري (جنوب شرق تركيا)  يوم العيد ومقتل شقيق عضو مجلس الأمة التركي في مدينة شرناق (جنوب شرق تركيا على الحدود الإيرانية) ،  والحادث الشهير الأخير اختطاف عضو الامة التركي عن "حزب الشعب الجمهوري" العلماني ثم تحريره بعد ضجة إعلامية كبيرة، وقبل شهرين تبين أن عناصر العمال الكردستاني أعطت الأوامر لاختطاف النواب بعد تحقيقات المخابرات.
 
انفراط العقد
و هذه الاستراتيجية التي اتبعت في التسعينات عن طريق العصابات المسلحة حيث الاغتيال والهروب ثم تطورت بالعمليات الكبرى بالهجوم الجماعي المسلح على مواقع عسكرية، أما الآن هناك تغير في الواقع حيث شكل وتطور ما يقوم به عمليات من هجوم على رجال الدولة وقتل المدنيين واختطاف السياسيين وابتزاز الدولة.  كل هذا يأتي لفتح صفحة جديدة من الصراع مع الحكومة التركية التي ترفض حتى الآن فتح أي حوار مع حزب العمال الكردستاني لأنه منظمة إرهابية، ويسعى الحزب لمكاسب سياسية وعلى رأسها جر الحكومة التركية للحوار معه، وتوسيع هوة المشكلة لصالحة. 
يرى كثير من المفكرين الأتراك أن "عقد السيطرة على حزب العمال الكردستاني قد انفك " بعد الإهمال على مدى سنوات متواصلة سواء على مستوى التعامل مع الأزمة أو حلولها.
 ومن جانب آخر الإهمال الاجتماعي وقلة التوعية وفقدان القيم لدى قطاع كبير في المناطق الكردية المعروفة بانتمائها السني أدى إلى انتماء الكثير من الشباب لهذه المجموعات، وهذا ما أراده أعداء الإسلام في هذه المناطق وهي صنع حركة تدافع عن حقوق الأكراد تحت غطاء قومي تجر هؤلاء الشباب نحو العدوانية والكراهية للدولة التركية.
 
 
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023