قالت مصادر سعودية رسمية، في تصريحات صحفية، إنّ الديوان الملكي في الرياض أصدر تعليمات إلى وسائل الإعلام بالامتناع عن مهاجمة إيران والمذهب الشيعي، الذي يعتنقه غالبية أبنائها وتدين به.
وسيشمل هذا المنع، بأيّ شكل من الأشكال، الكُتّاب السعوديين العاملين في الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة، أو المتعاونين معها، وأيضًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
تأتي هذه التعليمات السعودية الرسمية ضمن سياسة المملكة الساعية إلى التودد إلى إيران، بعدما أخفقت في مواجهتها على مختلف الجبهات، و«انتصرت إيران في كل الجبهات، وأيّ سعودي يتوقع أنه سيتمكن من تغيير الأيديولوجية الإيرانية فهو واهم»، كما قال الكاتب والإعلامي السعودي البارز جمال خاشقجي من منفاه في أميركا.
وسبقت هذه التعليمات أربعة إجراءات رسمية أخرى اتخذتها المملكة العربية السعودية لتطبّع علاقتها بإيران بخوات متسارعة؛ نستعرضها فيما يلي:
1- عودة الحجاج الإيرانيين
في مارس الماضي، أعنلت السعودية عودة الحجاج الإيرانيين بعد امتناع طهران عن إرسال وفود في الموسم الماضي؛ بسبب فشل المفاوضات بين مسؤولي الحج في البلدين لتنظيم سفر الإيرانيين إلى المملكة.
ووافقت وزارة الحج السعودية على رفع حصة إيران من 60 ألف حاج إلى 86 ألفًا للموسم الحالي، وإرسال وفود تنظيمية إيرانية مع بعثات الحج؛ وهو ما اشترطته طهران على الرياض أثناء المفاوضات.
2- قناة حج فارسية
في الثلاثين من أغسطس الماضي، أعلنت السعودية بدء بث قناة حج باللغة الفارسية؛ بداعي «إظهار رسالة الحج الخالدة ومعاني الإسلام العظيمة، وتقديم برامج وثائقية ولقاءات ميدانية تتحدث عما تقدمه المملكة قيادة وشعبًا لخدمة زوار الحرمين وضيوفهما»، كما قال هاني الغفيلي، المتحدث الرسمي لوزارة الثقافة والإعلام السعودية.
ومن أبرز المتحدثين باللغة الفارسية دولة إيران، وأيضًا تنتشر شقيقاتها الطاجيكية في طاجكستان، والدرية في أفغانستان، والكردية في كردستان؛ ويقدر عدد الناطقين بها في جميع أنحاء العالم بنحو 130 مليونًا.
3- زيارات دبلوماسية رسمية
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، في الثين من أغسطس الماضي، إنّ عودة التنسيق لآداء مناسك الحج هذا العام للإيرانيين تعتبر فرصة يمكن منها التفكير في سبيل تحسين العلاقات بين السعودية وإيران.
وقبله بأيام، أعلن وزير الخارجية الإيراني أنّ ثمة إجراءات من أجل زيارات دبلوماسية بين الرياض وطهران ستتم عقب انتهاء مناسك الحج.
وأمس الأحد، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية «بهرام قاسمي» إنّ بلاده منحت تأشيرات الدخول للوفد الدبلوماسي السعودي لزيارة إيران، ويتوقع وصوله بعد انتهاء مراسم الحج؛ لتفقد المقرات السعودية الدبلوماسية بعد قطع العلاقات بين البلدين، وفي المقابل سيزور وفد دبلوماسي إيراني الرياض للغرض نفسه.
3- افتتاح السفارة
ذكرت مصادر سعودية رسمية، في تصريحات صحفية، أنّ الوفد الدبلوماسي السعودي الزائر إلى إيران سيبدأ في اتخاذ الترتيبات اللازمة لترميم مبنى السفارة في طهران، الذي اقتحمه متظاهرون إيرانيون وأحرقوه احتجاجًا على إعدام الشيخ السعودي الشيعي نمر النمر في شهر يونيو العام الماضي.
وقالت المصارد إنه من المتوقع إعادة فتح السفارة السعودية في طهران في غضون أشهر، بمجرد انتهاء أعمال الترميم والبناء.