بعدما انتشرت تسريبات عن ضغطٍ شديدٍ مارسته الأجهزة الأمنية على السيد البدوي، مالك قناة الحياة ورئيس حزب الوفد، وتعرّضه إلى حملة تشويه وترهيب نفّذتها الأذرع الإعلامية لهذه الأجهزة من أجل بيع مجموعة قنوات الحياة؛ أعلنت مجموعة «تواصل»، المملوكة لشركة فالكون، اليوم الثلاثاء عن شراء شبكة قنوات الحياة الفضائية.
وفي الأشهر القليلة الماضية، أسست مجموعة فالكون شركة «تواصل» للعلاقات العامة، التي تعد أحدث شركات المجموعة العاملة في مجال العلاقات العامة.
وبحسب بيان لشركتي سيجما للإعلام، المالكة لمجموعة قنوات الحياة، وتواصل؛ اُنتهي من إتمام المفاوضات بينهما، ونصّ اتفاق البيع على شراء تواصل شبكة قنوات الحياة وأصولها بالكامل من «سيجما»؛ ومن المقرر أن تتسلم «تواصل» استوديوهات الحياة الأسبوع المقبل لمباشرة الإدارة الكاملة للشبكة.
وقّع عقد الاتفاقية الإطارية الدكتور السيد البدوي، رئيس مجلس إدارة سيجما، وشريف خالد رئيس مجلس إدارة «تواصل» ووكيل سابق للمخابرات الحربية، وأشرف عليها الدكتور هاني سري الدين والدكتور محمد بكري بالتنسيق مع شركة «سي آي كابيتال»؛ باعتبارها المستشار المالي للصفقة.
من «التأمين» إلى «الإعلام»
تأسّست شركة «فالكون جروب» عام 2006، وسيطرت منذ تأسيسها على سوق الخدمات الأمنية المتكاملة؛ نظرًا للمزايا التي تحصل عليها بصفتها تابعة للمخابرات.
تمتلك الشركة 14 فرعًا في المحافظات المصرية، وتخطّط حاليًا لافتتاح فرع لها في دولة عربية.
يترأّس مجلس إدارة «فالكون» اللواء خالد شريف، وكيل سابق للمخابرات الحربية ورئيس قطاع الأمن في اتحاد الإذاعة والتلفزيون سابقًا.
تتركز أعمال الشركة في الأساس في الأمن والحراسات ونقل الأموال، وفقًا لما هو مرخص لها، ووفقًا للقانون المنظم لعمل شركات الأمن والحراسة بمصر؛ وهو ما يثير الاستغراب عندما تسعى إلى شراء مؤسسات صحفية وإعلامية.
وشاركت «فالكون» في تنظيم مئوية نادي الزمالك، ورعاية حفل «أعلى سارية في العالم» وتنظيمه وهي تحمل العلم المصري بجوار برج الجزيرة، التي دخلت موسوعة «جينيس»، كما تؤمّن بنوكًا للقطاعين الحكومي والخاص وقنصليات وسفارات هامة ومكاتب للأمم المتحدة وشخصيات دبلوماسية، بالإضافة إلى توكيلات وشركات كبرى على مستوى الجمهورية.
واشتهرت «فالكون» عندما أوكلت لها حراسة المنشآت الجامعية، واعتدت على آلاف الطلاب في الجامعات وسلّمت بعضهم للأمن، كما أوكلت لها مهمة تأمين المشير السيسي في أثناء حملته الانتخابية في 2014.
ويتولى عددٌ كثيرٌ من ضباط الجيش والشرطة وأجهزة المخابرات والأمن الوطني السابقين مناصب المديرين والمشرفين في الشركة، كما أنّ أفراد «فالكون» وحدهم يمتلكون رخصة البندقية الخرطوش في مصر والشرق الأوسط.
وفي مجال الإعلام، تمتلك المخابرات الحربية مجموعة قنوات «DMC» برأس مال 30 مليون دولار، بجانب توجيهها رجال أعمال محسوبين عليها لشراء قنوات وصحف؛ مثل استحواذ أحمد أبو هشيمة على صحيفة «اليوم السابع» وموقعي «دوت مصر» و«صوت الأمة» وقنوات «ON TV».
كما تسيطر مخابرات السيسي على مجموعة قنوات «CBC»، المملوكة لرجل الأعمال محمد الأمين، وقناة «صدى البلد» المملوكة لرجل الأعمال محمد أبو العينين؛ وهما من أشد الداعمين للسيسي.