نستكمل الحلقة الثانية من الحوار حول الإدارة الإستراتيجية لموارد البلاد,ودورها في زيادة الإنتاجية, وتخفيض النفقات وتحسين الأداء, وتوفير الوقت والجهد والمال مع الدكتور مهندس الاستشاري والقانوني هاني محمود حامد الحفناوي دكتوراه في الإدارة والإنتاجية والتحفيز «PhD» من جامعة إسترلنج بأسكتلندا ببريطانيا 1998.
رصد: كيف نصل إلى مستوى الأداء المتميز؟
الأداء المتميز يتحقق بسهولة عن طريق عاملين هما: التركيز على مؤشرات الأداء الحرجة. والثاني: هو تصفيف الصفوف «Alignment», وذلك باستخدام خرائط الإستراتيجية التي تجعل جميع العاملين شركاء في تنفيذ وتخطيط الإستراتيجية؛ حيث يقوم الكل بالشد في اتجاه واحد, ويبدو ذلك سهلا ولكن تطبيقه لا يكون سهلا في الشركات أو الوزارات أو الإدارات. ولذلك إدارة التغيير ضرورية؛ حيث توجد مقاومة لأي تغيير حتى لو كان للأفضل, والمبدأ الرئيسي الآخر الذي يرتبط بهذه المنظومة إنك لا تستطيع إدارة ما لا تستطيع قياسه «If You Can’t Measure it, You Can’t Manage it».
رصد: هل نحن في حاجة إلى انتظار سنوات عديدة حتى نجني ثمار الإدارة الإستراتيجية داخل أجهزة الدولة؟
لا يعني هذا النظام الإداري المتكامل من تصفيف الإستراتيجية من خلال خطط إستراتيجية أننا سننتظر الكثير من السنوات حتى نجني ثمار هذه الطريقة مثل الأبحاث والتطوير التي تحتاج لعشر سنوات من العمل على مشاكل العمليات كحد أدنى حتى تظهر نتائج الأبحاث للمنتجات والأساليب بل هناك ما يعرف بالإنجازات السريعة «Quick Wins», التي تستطيع توفير بلايين الدولارات من خلال تطبيقها في شركات وإدارات الدولة المختلفة خلال أشهر معدودة.
وقد قامت شركات البرمجيات العالمية مثل IBMو Oracleو SAPوغيرهم بتصميم برامج كمبيوتر تساعد على سرعة تطبيق هذه الطريقة, كما قامت بأبحاث حول تحسن الأداء, وأكدت تحقيق نجاح هائل في جميع الشركات بعد تطبيق النظام خلال عامين أو ثلاثة, وهناك أكثر من 50 شركة تقدم برامج معتمدة لتنفيذ النظام.
كما تسابقت أكبر الشركات الاستشارية العالمية لتقديم تلك الحلول الإدارية بطرق مختلفة.
نظرا لما رأوه من تحقيق إنجازات هائلة في وقت قصير في جميع القطاعات الحكومية والخدمية والصناعية والبنوك والطبية والكهربائية والمرافق والبترولية والفنادق بل غير الهادفة للربح.
رصد: هل توجد نماذج لتطبيق الإدارة الحديثة في قطاعات داخل مصر وما نتائجها المادية؟
هناك سبعة مكتسبات سريعة يمكنها توفير 100مليار دولار في خلال أشهر قليلة, وهي: زيادة إنتاجية الشركات في مصر من 40% إلى أكثر من 100%, وهو ما يعني توفير 60 مليار جنيه وهو نصف الإنتاج الصناعي خلال أشهر قليلة, وإدارة أصول المؤسسات «EAM» يؤدي إلى خفض نفقات التشغيل والتكاليف الرأسمالية في الإحلال والتجديد, كما يجب تكوين نموذج ناجح في كل قطاع صناعي «Vertical Sector» حتى يتم محاكاته في بقية الشركات والهيئات, وقد وجدنا في 800 شركة مصرية في مختلف القطاعات أن النسبة المئوية لاستخدام الأصول «Asset Utilization» يصل من 20% إلى 30% في أغلب الشركات بينما يصل من 85% إلى 90% في الشركات العالمية, وهذا يفسر الإنتاجية الضعيفة للمصانع المصرية, وبالتالي ارتفاع أسعارها, وعدم القدرة على المنافسة والجودة, وقد طورنا نموذجين للصناعات كثيفة العمالة مثل: الغزل والنسيج والبلاستيك والإليكترونيات, والثاني للصناعات كثيفة الأصول مثل الورق والكيماويات والحديد والصلب والكهرباء والبترول والغاز. ونفذنا عدة تجارب أكدت زيادة الإنتاجية من 40% إلى 100% في أشهر قليلة, وذلك في قطاعات مختلفة, وحيث إن حجم الإنتاج الصناعي يبلغ 120 مليار جنيه, وهذه الزيادة تبلغ 240 مليار جنيه – أي 40 مليار دولار -.
علما بأن ذلك الوفر يمثل فقط ثلث إدارة الأصول؛ حيث إن تطبيق الصيانة الوقائية والتوقعية يطيل العمر الافتراضي لأصول الدولة والشركات المصرية, وبذلك يحدث توفير في التكاليف الرأسمالية لاستبدال هذه الأصول, كما يمكن خفض نفقات التشغيل, وهذا البند وحده من المكتسبات السبعة يوفر 100 مليار دولار, وإدارة أصول المؤسسات وحدها تحتاج إلى ورقة عمل منفصلة, وكذلك محاضرة منفصلة, وقد سبق أن قدمتها في حوالي 300 مناظرة في مصر والهند واليابان وإثيوبيا والسعودية وأبو ظبي ودبي وأمريكا وبريطانيا.
رابط الحلقة الأولى من الحوار حول الإدارة الإستراتيجية الحديثة
http://rassd.com/7-33635.htm