بمجرد تناقل وسائل الإعلام نبأ مقتل 5 مواطنين أتراك وإصابة 9 آخرين نتيجة سقوط قذيفة هاون عصر أمس (الأربعاء) على مركز "أقتشه قلعه" التابع لمحافظة "شانلي أورفه"، جنوب شرق تركيا، توالت الإدانات الدولية لهذا الاعتداء ووصفوه بأنه خرق للقانون الدولي، في الوقت الذي ذكر فيه نشطاء أن سوريا يقتل بها 5 أشخاص كل ساعتين تقريبا.
من جانبه حذر وزير الخارجية محمد كامل عمرو اليوم من "المخاطر الجمة التي تحدق بالمنطقة بأسرها جراء احتمالات اتساع نطاق الأزمة السورية"، معربا عن تعازي مصر للشعب التركي في مقتل أتراك جراء سقوط القذيفة السورية.
كما دعا الوزير عمرو الحكومة السورية لضمان عدم التعدي على حدود الدول المجاورة، مؤكدا على "مساعي مصر لوقف نزيف الدم في سوريا مستمرة، وذلك من خلال الاتصالات العاجلة التي تجريها مع جميع القوى الإقليمية والدولية في هذا الشأن".
وشدد عمرو على "مسؤولية الحكومة السورية عن وقف إراقة الدماء ووقف دائرة العنف والحيلولة دون اتساعها".
اجتماع عاجل
وفي اجتماع عاجل عقده أمس حلف شمال الأطلسي (الناتو) أدان الهجوم علي تركيا ،العضو في الحلف، و طالب خلاله النظام السوري إيقاف هجماتها التي وصفها "بالعدوانية".
وينص ميثاق الحلف على الدفاع عن أي بلد يتعرض لهجوم يهدد أمنها واستقرارها وفق اتفاقية واشنطن.
في حين حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سوريا من التعدي والهجوم على أراضي جيرانها، مطالبا النظام السوري بضرورة احترام الدول المجاورة.
آلام الشعب
من جانبها أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، عن غضبها الشديد لقيام المدفعية السورية بفتح نيران مدفعيتها على الأراضي التركية، مؤكدة حزنها لوقوع ضحايا، وأضافت "أن حرص النظام السوري على البقاء في السلطة كلف شعبه ألاما لا يمكن وصفها أو التعبير عنها بالكلمات".
كما أدانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" الهجوم، قال جورج ليتل الناطق الرسمي باسم "البنتاغون"، "نحن في غاية الأسف لوقوع ضحايا لحليفتنا القوية تركيا، في الهجوم السوري الذي استهدف بلدة تركية على الحدود بين البلدين".
وتابع ليتل قائلا: "إن الهجوم الذي شنته المدفعية السورية عصر اليوم على بلدة "أقتشه قلعه" الواقعة على الحدود التركية السورية، والذي أسفر عن مقتل 5 أتراك، يعد دليلا واضحا وصريحا على ما يتسم به النظام السوري من تصرفات أخلاقية"، موضحا أن هذا الهجوم يحتم ضرورة ترك نظام الأسد للسلطة في البلاد.
إخلالا واضحا
فيما أتصل وزير الخارجية الألماني " جيدو فيسترفيلي" بنظيره التركي أحمد داود أوغلو وعبر له فيه عن عميق حزنه وأسفه لوقوع ضحايا أتراك في هذا الهجوم، وقدم تعازيه لتركيا حكومة وشعبا في ضحاياهم، حسبما أفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية الألمانية.
وأكد الوزير الخارجية الألماني أن بلاده في غاية القلق جراء التطورات الخطيرة التي تشهدها الأوضاع السورية الراهنة، واصفا حادث اليوم "بالحادث الكبير" الذي يعد إخلالا واضحا وصريحا للقوانين والأعراف الدولي.
وطالب الوزير الألماني نظيره التركي بضرورة ضبط النفس والتصرف بعقلانية، وحثه على التحرك تجاه ذلك العدوان بشكل عاقل مع الوضع في عين الاعتبار الوضع الخطير الذي تشهده المنطقة كلها.
الحق المشروع
كما نددت وزيرة الخارجية الباكستانية "هينا رباني خار" بالقصف المدفعي السوري الذي طال الأراضي التركية، فيما أعلن وزير الخارجية الكندي "جون بيرد" دعم بلاده لتركيا.
وذكر تصريح صدر عن وزارة الخارجية الباكستانية أن "خار"، هاتفت نظيرها التركي "أحمد داود أوغلو"، معربةً عن حزنها العميق، مؤكدًا تنديد الحكومة الباكستانية للقصف.
مع ذلك، قال وزير الخارجية الكندي "جون بيرد"، "نحترم الحق المشروع في الدفاع عن النفس لكل بلد، لكننا ندعو الأطراف مرة أخرى إلى ضبط النفس".
وأوضح "بيرد"، أن بلاده تدعم قرارات وتصريحات الناتو، مشيرًا إلى أن "بشار الأسد بدأ يهاجم جيرانه بعد أن قتل عشرات الآلاف من الأبرياء في بلده".
وجدير بالذكر أن الشعب السوري ألتحق بركاب الربيع العربي في مارس 2011 من خلال مظاهرات سلمية تحولت فيما بعد لمعارك بين من أنشق عن جيش النظام الأسدي وأصبح يعرف بالجيش السوري الحر وبين كتائب النظام والشبيحة والتي ترتكب بين الحين والآخر جرائم ضد الإنسانية.
وبلغ عدد شهداء الثورة السورية المستمرة منذ 18 شهرا و الموثقين حوالي 34634 شهيد في 565 يوم وذلك حتى الثاني من شهر أكتوبر الجاري، بحسب موقع قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية.
