شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

جبهة تحرير مورو الإسـلامـية… تاريخ حافل بالجهاد تُوج بالنجاح

جبهة تحرير مورو الإسـلامـية… تاريخ حافل بالجهاد تُوج بالنجاح
  بعد صراع طويل مع الحكومة الفلبينية توصلت جبهة تحرير مورو الإسلامية إلى اتفاق سلام في جنوب البلاد المضطرب، من شأنه طي...

 

بعد صراع طويل مع الحكومة الفلبينية توصلت جبهة تحرير مورو الإسلامية إلى اتفاق سلام في جنوب البلاد المضطرب، من شأنه طي صفحة مظلمة من تاريخ مسلمي الفلبين، تخضبت بدماء أكثر من 120 ألف قتيل على مدى 40 عاما. ويقضي الاتفاق الذي طال انتظاره والذي يأتي بعد 15 عاما من المحادثات, بإنشاء منطقة جديدة تتمتع بحكم ذاتي، على أن تكون البداية بخارطة طريق لإنشاء المنطقة التي يطلق عليها اسم بانجسامورو، الواقعة في المناطق التي تقطنها أغلبية مسلمة في جنوب البلاد, بحيث يتم الانتهاء من تنفيذ الاتفاق، قبل نهاية فترة رئاسة الرئيس الفلبيني الحالي أكينو في 2016. 
 
وتقاتل جبهة مورو الإسلامية، التي يبلغ قوامها 12 ألف مسلح، من أجل إقامة دولة إسلامية مستقلة، في مينداناو منذ عام 1978. وتبلغ مساحة بلاد مورو في جنوب الفلبين ( 116,890 ) كيلومتر مربع أي أكثر من ثلث مساحة الفلبين, ويبلغ عدد سكانها 18 مليونا, يشكل المسلمون منهم 12 مليون نسمة, والباقون مسيحيون و لادينيون. وكانت هذه المنطقة إسلامية حيث دخل فيها الإسلام في عام 1310م على أيدي التجار والدعاة العرب وتأسست فيها إمارات إسلامية في القرن الخامس عشر الميلادي وكان يحكمها سلاطين مسلمون. 
 
وقد ازدهر الإسلام في المنطقة قرابة 100 سنة ابتداء من النصف الثاني للقرن الخامس عشر الميلادي إلى أوائل النصف الثاني للقرن السادس عشر الميلادي حيث بدأ الغزو الأسباني للبلاد إثر وصول ( فيردينايد ماجلان) إلى هذه المنطقة في عام1521م. 
 
أما بلاد مورو في الجنوب فلم تتمكن القوات الأسبانية من السيطرة عليها كاملة لأن هذه المنطقة كانت مركز تجمع قوات المسلمين وتأسست فيها إمارات إسلامية مستقلة, وظل المسلمون يجاهدون ويطاردون الأسبان المعتدين إلى أن تم انسحابهم من البلاد إثر هزيمتهم في حرب دارت بينهم وبين أمريكا في عام 1898م . وقد تنازلت أسبانيا عن الفلبين للولايات المتحدة الأمريكية بمقتضى اتفاقية باريس في 10 ديسمبر 1898م وأُدخلت الإمارات الإسلامية المستقلة في جنوب الفلبين في الاتفاقية مع أن الأسبان لم يسيطروا عليها. وجاء الأمريكيون لبسط نفوذهم في المنطقة, وفوجئوا بجيش جبهة تحرير مورو الذي اكتسب خبرات كثيرة في حربه مع الأسبان, ونشبت حرب دامية بين المسلمين والجنود الأمريكيين, ومن هنا تعرض المسلمون لغزو استعماري آخر واستمروا في حربهم ضد الأمريكيين المعتدين أكثر من أربعين عاما . 
 
وقد تآمرت الفلبين مع الولايات المتحدة الأمريكية لضم بلاد مورو إلى جمهورية الفلبين, في الفترة التي كان المسلمون يعانون فيها من ويلات الحروب الطويلة التي خاضوها مع الأسبان ثم الأمريكان. وجدير بالذكر أن جنوب الفلبين هي أغنى منطقة في الفلبين وأراضيها خصبة وهى غنية بالثروات الطبيعية والمعدنية كالذهب والحديد والفحم والغاز الطبيعي وغيره, واكتُشف النفط فيها مؤخرا.
 
وأدرك المسلمون أن مهمة هؤلاء ليست مجرد اغتصاب أراضى المسلمين ونشر الفساد في بلادهم وإنما هو القضاء عليهم وعلى معالم دينهم, فجمع المسلمون قواهم بقيادة الدعاة الذين كانوا يعملون في حقل الدعوة الإسلامية في ذلك الوقت بعد أن اكتسبوا خبرات في هذا المجال أثناء دراستهم في البلاد الإسلامية والعربية وفى مقدمتهم قائدهم الأستاذ سلامات هاشم وهو خريج جامعة الأزهر الشريف وحصل على درجة الماجستير في نفس الجامعة, واستطاع العاملون في حقل الدعوة الإسلامية أن يجمعوا شمل المسلمين وأن يضموا قواهم لمواجهة العدوان وأن يجندوا عددا من الشباب المسلم لمواجهة العمليات الإرهابية, وحققوا انتصارا كبيرا ولكن فوجئوا بوقوف القوات المسلحة الفلبينية المتواجدة في بلاد مورو بجانب المنظمة الإرهابية واشتد القتال بين المسلمين من جهة وبين المنظمة الإرهابية والقوات المسلحة الفلبينية من جهة أخرى, ولما انتشر القتال في كثير من المناطق الإسلامية أعلن رئيس الفلبين في ذلك الوقت فرديناند ماركوس فرض الأحكام العرفية على البلاد وذلك في 21 سبتمبر 1972م.
 
وبعدها شنت القوات المسلحة الفلبينية هجوما شاملا على الجنوب الإسلامي مستخدمة في ذلك الوقت قواتها البرية والبحرية والجوية, وقد اشتركت كل قواتها في أنحاء الفلبين, حيث انتشر في جنوب الفلبين أكثر من ثلثين تقريبا من القوات المسلحة الفلبينية لحرب المسلمين. وكان رد فعل مسلمي مورو إزاء هذا العدوان الغاشم إعلان الجهاد في سبيل الله والنفير العام ومن هنا بدأت الحرب الواسعة بين المسلمين وحكومة الفلبين والتي تُوجت مؤخرا باتفاق سلام تاريخي لإنهاء هذا الصراع الطويل بين الحكومة الفلبينية وجبهة تحرير مورو الإسلامية. 
 
 
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023