وأضافت “حماس”، أنها لن تسمح للمؤامرة أن تمرّ على مقدساتنا، مؤكدة أنه “تخيم علينا الذكرى الأكثر إيلاماً في قلوبنا وقلوب كل عربي ومسلم حرّ شريف، إذ تمّ في مثل هذا اليوم من عام 1969 الإقدام على جريمة حرق المسجد الأقصى المبارك الذي تم بقرار من قيادة الاحتلال وبتنفيذ أحد الموتورين الإسرائيليين، الذي أفرغ سموم حقده ليحرق قلوب المسلمين قبل أن يحرق جزءاً من المسجد القبلي ومنبر صلاح الدين في المسجد الأقصى.
وأوضح البيان أن تزامن هذه الذكرى مع سلسلة جديدة من الجرائم الإسرائيلية، بحق المسجد الأقصى والقدس عامة من تهويد وهدم منازل وترحيل ومصادرة هويات المقدسيين، وهجمة شرسة للاستيطان بهدف تكريس وقائع جديدة يستحيل معها عودة القدس إلى الفلسطينيين.
وتابع أن الإدارة الأميركية بقيادة ترامب تساهم في هذه الهجمة، التي تجاوزت كل الخطوط بنقل سفارتها إلى القدس بخلاف كل المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية والدينية، وكأنها حرب صليبية جديدة، وتطهير عرقي كرسه الاحتلال بسن قانون قومية الدولة اليهودية الذي حول الصراع مع الفلسطينيين إلى صراع ديني، مستهيناً بمشاعر مئات الملايين من العرب والمسلمين الذين يتحرقون شوقاً إلى تحرير القدس والمسجد الأقصى أول قبلة للمسلمين.
وشددت “حماس” علي أنها ستقف أمام هذا العدوان والعنجهية الإسرائيلية ، وتؤكد على ما يلي:
أولاً: إن جوهر صراعنا مع المحتل يقوم على هدف أصيل وهو تحرير أرض فلسطين وفي قلبها المقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى رأسها القدس، والمسجد الأقصى.
ثانياً: إن تحرير المسجد الأقصى لا يتم إلا بدفع الثمن، وإن حركة حماس وكل قوى شعبنا الحية قادرة على مواصلة النضال بكل الوسائل حتى تحرير فلسطين والقدس وعودة اللاجئين وتحرير الأسرى، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
ثالثاً: إن مسيرات العودة وكسر الحصار هي إحدى إبداعات شعبنا التي لن يتخلى عنها أحد، وإننا في حركة حماس سنعمل إلى جانب كل أبناء شعبنا وقواه الحية لاستمرارها حتى تحقيق أهدافها في العودة وكسر الحصار.
رابعاً: إن مشاورات الفصائل في القاهرة بالرعاية المصرية تهدف إلى كسر الحصار ووقف العدوان عن شعبنا المحاصر في قطاع غزة، بما يضمن حياة كريمة لشعبنا.
خامساً: إن تحرير فلسطين ومواجهة المؤامرات وعلى رأسها مؤامرة صفقة القرن بحاجة ماسة إلى رص الصفوف وتوحيد الجبهة الوطنية الفلسطينية، وإن أقصر الطرق للمصالحة الوطنية الالتزام باتفاق 2011م، ورفع فوري للعقوبات التي تفرضها السلطة على قطاع غزة ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية تمهد الأجواء لإجراء انتخابات عامة للمجلس التشريعي والرئاسة والمجلس الوطني الفلسطيني التوحيدي الجديد.
سادساً: أمام هذه الذكرى المؤلمة فإننا نوجه التحية إلى أهلنا الصامدين في وجه الهجمة الصهيونية من فرسان شعبنا في القدس وفلسطينيي 48 الذين خاضوا المعارك البطولية للحيلوله دون الإجهاز على المسجد الأقصى، ونخص بالذكر أهلنا الصامدين في الخان الأحمر، وفي كل أنحاء فلسطين الذين يواجهون بما أوتوا من قوة هذه المؤامرة.
سابعاً: في هذا السياق نوجه التحية إلى شهداء مسيرة العودة وجرحاها الذين نزفوا الدماء الغزيرة، ولاسيما في يوم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بتاريخ 2018/5/14م، والذين حالوا دون نجاح صفقة القرن في تصفية القضية الفلسطينية.
ثامناً: في الوقت الذي تتطلب القدس وتحريرها وحدة الصف الوطني نرفض انعقاد المجالس الانفصالية التي تعتبر تكريساً لشق الصف الوطني وإمعاناً في تعذيب أبناء شعبنا من خلال العقوبات التي تفرضها السلطة على قطاع غزة الصامد لضرب مقومات وعوامل صموده في وجه صفقة القرن المشبوهة.