أعرب عبد الفتاح السيسي اليوم الجمعة عن تطلعه إلى التوصل لحل توافقي لعودة مبادرة الحبوب، التي أعلنت روسيا توقف العمل بها في وقت سابق من يوليو الجاري.
وقال السيسي خلال كلمة ألقاها في الجلسة العامة للقمة الروسية – الإفريقية الثانية، إنني أتطلع للتوصل لحل توافقي بشأن اتفاقية تصدير الحبوب يأخذ في الاعتبار مطالب كافة الأطراف ومصالحهم، ويضع حدا للارتفاع المستمر في أسعار الحبوب.
وأرجع رغبته في الوساطة من أجل التوصل لاتفاق يخدم مصالح جميع أطراف اتفاقية الحبوب، إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار “احتياجات الدول النامية وعلى رأسها دول القارة الإفريقية”.
وأوضح أن الدول الإفريقية استشعرت “التداعيات شديدة الوطأة على اقتصاداتها جراء الصراعات والتحديات القائمة، لاسيما المتعلقة بالأمن الغذائي وسلاسل الإمداد وارتفاع أسعار الطاقة”.
واعتبر أن الوضع العالمي الراهن يفرض تحديات كبرى على الدول الإفريقية “تهدد أمن القارة، وحقوق الأجيال القادمة”.
وأضاف: “لابد من إيجاد حلول عاجلة لتوفير الغذاء والأسمدة بأسعار تساعد إفريقيا على تجاوز هذه الأزمة، مع البحث عن آليات تمويل مبتكرة تدعم النظم الزراعية والغذائية في القارة”.
كما شدد السيسي على أن الدول الإفريقية “دول ذات سيادة، وإرادة مستقلة، تنشد السلام والأمن وتنأى بنفسها عن الصراعات، كما تبحث عن التنمية المستدامة لصالح شعوبها”.
وفي السياق، ندد السيسي بالعقوبات “غير الشرعية” خارج إطار القوانين الدولية، التي تفرض على بعض الدول.
وأشار إلى أن حل الصراعات يجب أن يكون قائما على “مواثيق الأمم المتحدة والتعامل مع مسببات الأزمات، لا سيما المتعلقة بمتطلبات الأمن القومي للدول”.
كما شدد السيسي على التزام مصر وانخراطها في جهود تعميق الشراكة الاستراتيجية مع روسيا، من خلال تسخير الأدوات والإمكانيات المصرية، وتفعيل التعاون القائم بين الشركات المصرية ونظيرتها الروسية.
وأضاف أن القمة الأفريقية الروسية تأتي في ظرف دولي بالغ التعقيد ومناخ عام يتسم بدرجة عالية من الاستقطاب والتغيرات التي باتت تمس القواعد الرئيسية والتي بنى على أساسها النظام الدولي بمفهومه الحديث.
وقال السيسي – في كلمته خلال الجلسة العامة للقمة الثانية للمنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي الأفريقي التي تختتم أعمالها اليوم الجمعة بمدينة سان بطرسبرج الروسية – “أتواجد اليوم في الدورة الثانية للقمة الروسية الأفريقية التي تشرفت إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإطلاق نسختها الأولى بشكل مشترك عام 2019 خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، حيث صاغ هذا المسار إطارا مؤسسيا مستداما يليق بحجم وعمق الشراكة التاريخية التي تجمع بين الدول الأفريقية وروسيا.
وأضاف السيسي “تأتي قمتنا اليوم في ظرف دولي بالغ التعقيد، ومناخ عام يتسم بدرجة عالية من الاستقطاب، والتغيرات التي باتت تمس القواعد الرئيسية التي بنى على أساسها نظامنا الدولي بمفهومه الحديث، وتقف دولنا الأفريقية في خضم ذلك لتواجه عددا ضخما من التحديات التي لا تؤثر فقط على قدرتها على استكمال مسارها التنموي وإنما تهدد محددات أمنها، وحقوق الأجيال القادمة، وبحيث باتت شعوبنا تتساءل بشكل مشروع عما لدينا من أدوات وما نقوم به من إجراءات للتصدي لهذه التحديات، وتأمين مستقبل آمن لهم”.