يوم بعد يوم.. يُجهض مؤيدو الشرعية مخططات الانقلابيين، فبعد مرور أكثر من 50 يوماً ما يزال الانقلاب العسكري عاجزاً عن تدعيم أركان نظامه في مواجهة انتفاضة رافضي الانقلاب، تلك الانتفاضة التي دعت الانقلابيين للاستعانة أخيراً بـ «الغطاء الديني» لتبرير قتل المعارضين.
«علماء السلطان».. لقب أطلق على شيوخ ودعاة، اتهمهم البعض بالارتماء في أحضان الانقلاب وقادته، ليخرجوا بفتاوى تبرر وتجيز لهم فعل ما يشاءون بحق مؤيدي الشرعية، للدرجة التي جعلتهم يتحدثون صراحة وعلناً عن وجوب قتل هؤلاء المعارضين والذين وصفوهم بـ «الخوارج».
على رأس قائمة علماء السلطان، جاء مفتي الديار السابق، على جمعة، والذي كانت «رصد» قد انفردت منذ أيام بكشف ما جاء في خطبة غير معلنة لجنود الجيش، أباح لهم فيها قتل معارضي ما وصفها بـ «ثورة 30 يونيو»، كما وصفهم بالخوارج، وهي الخطبة التي تسربت منها أجزاء أمس الجمعة، تؤكد ما ما انفردت به «رصد».
هذه الفتوى «المريبة»، من جمعة، أثارت غضب علماء دين، حيث أكد الشيخ حسين حلاوة رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء وأحد علماء الأزهر، أن جمعة عالم سلطان واتهامه للمعارضين للانقلاب أنهم خوارج هو دليل على جهله بمعنى الخوارج فالخوارج هم من خرجوا على الحاكم الشرعي وليس من أرادوا عودة الحاكم الشرعي.
وطالب حلاوة، علي جمعة بمراجعة نفسه لأنه سيترك المناصب ولن ينفعه سلطان ولا جاه يوم القيامة ويجب أن يتبرأ من هذه الأفعال المشينة التي سفكت الدماء.
مشهد جمعة، وهو يحث على قتل معارضي الانقلاب، تكرر في يوم واحد مرتين، بـ «كادر» واحد، وفي نفس المكان الذي خرج فيه جمعة بفتواه، ظهر كل من الداعية عمرو خالد، والشيخ سالم عبدالجليل، اللذين أكدا على فتوى علي جمعة، ليتحول خالد الذي كان دائماً يؤكد على أنه ليس مفتياً إلى متصدر للفتوى، يبيح قتل هذا أو سحل ذاك!!.
أما عبدالجليل، فقد ظهر غاضباً من أولئك الذين وصفوا ما حدث في الثالث من يوليو بـ «الانقلاب»، إذ اعتبرها ثورة شعبية عارمة، حماها الجيش ودافع عنها، مطالباً بقتل من يعارضون هذه الثورة.
سالم عبدالجليل، المعروف عنه أنه بدأ حياته المهنية معارضاً للنظام في أوائل التسعينيات حينما عينته الأوقاف إمام أحد مساجد مصر الجديدة، قبل أن يتم نقله والتضييق عليه، ليختفي فترة بعيداً عن الأنظار، ثم يعود شيخاً محظور عليه الحديث في السياسة، ليتحول بعدها 180 درجة لصالح النظام، حتى إنه وصل لدرجة وكيل وزارة بـ «الأوقاف»، قبيل ثورة يناير، قبل أن يطيح به وزير الأوقاف السابق طلعت عفيفي، باعتباره أحد رجال نظام مبارك داخل الوزارة.