شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“أم خالد”أول سائقة للنقل الثقيل في مصر

“أم خالد”أول سائقة  للنقل الثقيل في مصر
بروفايل وسط هموم وصراع الشرعية والانقلاب لم نخرج عن الإنسان،...

بروفايل

وسط هموم وصراع الشرعية والانقلاب لم نخرج عن الإنسان، إنسان مصر المقاوم الذي يسعى لإثبات قوته، وقدرته على التحمل والصبر وينتصر، بل يراهن على الاستمرار, وإثبات الذات، وهذا يتمثل في شخصية عصامية"أم خالد" التي عانت من حياتها الأسرية، ثم ذهب كل إلى حال سبيله، وأصرّت أم خالد على أن تنجح، ويُفهم النجاح بالتحصيل العلمي، أوالعمل المتميز…ولكن المقاومة لتثبت أن "رأسها برأس الرجال" وتعمل في قيادة سيارة "النقل الثقيل" هذا هو العجب ..  

أم خالد مواطنة وأم مصريّة تقود شاحنات النقل الثقيل منذ ثلاثين عاماً، تعرضت فيها للكثير من المواقف والصعوبات منها أنها تقود شاحنتها وحدها ليلاً وتقطع مسافات طويلة في رحلة مرهقة ومجهدة جداً، وتتعامل مع أسوأ أنواع البشر أينما حلت كما ذكر كريم الجوهري مراسل صحيفة "تاجس تسايتونج" الألمانية.

 وتواجه نظرات الرجال المليئة بالتعجب مرة وبالسخرية مرة أخرى وبالشفقة مرة ثالثة لكنها تحب وظيفتها التي تقتات من خلالها لقمة العيش بالإضافة إلي تشكيك زملائها من السائقين الرجال في قدراتها وخبراتها كسائقة محترفة لكنها تنال الاحترام من بعض السائقين

حمدي أحد سائقي الشاحنات يقول عنها : "نحن نحترم أم خالد ونعرفها منذ زمن، لكن الأمر صعب جداً عليها وهذا الأمر غير معتاد في مجتمعاتنا، كما أنه عمل شاق بالنسبة لها, وأعتقد أن الرجال يتحملون مسئوليات ومشاق هذا العمل المضني أكثر من النساء".

أمر آخر يجعل من مهمة أم خالد أكثر صعوبة وهو أنه ليس معها مرافق "تبّاع" يساعدها ويعاونها في حالة حدوث أعطال لكنها تروي أنه كان لها يوماً من الأيام مساعد، وكان ينام دوماً أسفل الشاحنة بينما تنام هي داخل كابينة القيادة نظراً لعدم إمكانية التواجد معا، لكنها تتذكر تلك المرة التي جاء إليها ذلك المساعد مسرعاً وصارخاً وطرق علي سقف الكابينة مستغيثاً من ذئب كاد أن يفترسه ومنذ ذلك الحين لم تستعن أم خالد بمساعد.

وتروي أم خالد كيف أن أحد السائقين قد تراهن ذات مرة مع زميل له على أنه لو كانت "أم خالد" تحمل فعلاً رخصة قيادة فإنه سيقوم بتمزيق رخصته فطلب زميله من "أم خالد" إظهار رخصتها فأحمر وجه ذلك السائق المراهن خجلاً، وبالطبع لم يمزق رخصة قيادته.

وأضافت الصحيفة أن كابينة القيادة هي "بيت أم خالد" وتقضي فيها أغلب أوقاتها وتتابع من خلالها الأخبار والمستجدات حيث تابعت أم خالد "أحداث الثورة داخلها" من خلال شاشة صغيرة داخل كابينتها والتي تحولها إلي غرفة معيشة بينما في الخلف غرفة نومها وتحب أم خالد شاحنتها التي تناديها "إبنتي" وهي الشاحنة التي يصل وزن الحمولة فيها إليها أكثر من 30 طنا.

تحدث التقرير عن الحياة الخاصة بأم خالد والبالغة من العمر 56 عاماً وكيف أنها واجهت مشكلات اجتماعية وأسرية حيث تزوجت في سن مبكرة وكانت حياتها الزوجية جحيماً حتي تمكنت من الطلاق من زوجها الذي كان يهينها ويضربها لكنها خرجت من تلك الزيجة بولد وحيد هو "خالد" والذي يعيش الآن عند جدته لأبيه.

أم خالد قررت بعد الانفصال عن زوجها البحث عن مصدر رزق فقامت بتعلم القراءة والكتابة وحصلت علي رخصة القيادة بعد أن تعرفت علي عدد من سائقات الأجرة.

أم خالد لا تتمني سوي أمنيتين في حياتها وهما: أن ينجيها الله من الحوادث وأن تلقي الله بقلب سليم.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023