في موجة جديدة من موجات العنف في ليبيا بعد نجاح الثورة في الإطاحة بنظام القذافى شهدت المنطقة المحيطة بمعبر رأس جدير على الحدود الليبية التونسية اشتباكات مسلحة بين القوات الليبية النظامية ومجموعات من ثوار الزوارة، يأتي ذلك فيما حذر رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل من سيناريو يهدف إلى تقسيم ليبيا إلى ثلاث كونفدراليات.
وقال شهود عيان: "إن الاشتباكات اندلعت في ساعات متاخرة من مساء الإثنين واستمرت ليوم الثلاثاء"، مضيفين: أن ثوار زوارة شنوا هجومًا عنيفًا على أفراد الشرطة العسكرية الليبية التي بسطت سيطرتها على المنطقة قبل يومين.
وفي سياق متصل أعلنت الأمم المتحدة في بيان لها أن المعارك التي تدور منذ أسبوعين في جنوب شرق ليبيا أسفرت عن سقوط أكثر من مائة قتيل وتشريد الآلاف الأشخاص، مضيفة أن المنطقة ما زالت تشهد توترًا بالرغم من توصل إلى هدنة.
تقسيم
وكان المجلس الوطني الانتقالي الليبي قد أعلن في وقت سابق أن الهجوم الذي تعرضت له مدينة الكفرة ومطارها ناجم عن مناصرة مجموعات مسلحة من داخل ليبيا وليست من خارجها.
فيما ذكرت تقارير صحفية الثلاثاء 28-2-2012 أن المجلس الانتقالي الليبي يواجه صعوبة في بسط نفوذه على الأراضي الليبية بسبب عدم استجابة الثوار لتسليم السلاح والنزاع المستمر على الأرض فيما بينهم مما جعل المستشار مصطفى عبد الجليل يحذر من سيناريو تقسيم ليبيا إلى ثلاث كونفدراليات.
وترجع اشتباكات الكفرة إلى اشتباكات بين مسلحين محليين ومقاتلين من جماعة التبو العرقية بقيادة عيسى عبد المجيد الذين يتهمونه بمهاجمة الكفرة بدعم من مرتزقة من تشاد.
تسليم السلاح
وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض لها مدينة الكفرة للاشتباكات المسلحة لكنها تتعرض للاشتباكات منذ عام 2008.
وكان المجلس الانتقالي الليبي قد دعا المليشيات المسلحة لتسليم السلاح والاندماج في الشرطة والجيش الجديدين لكن لم تستجب إلا نسبة ضئيلة منها.