شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

دعم الخليج للانقلاب..انتصار لإرادة الشعب أم حماية لعروش الآباء؟

دعم الخليج للانقلاب..انتصار لإرادة الشعب أم حماية لعروش الآباء؟
هبت رياح الربيع العربي من تونس، وخطت نحو مصر وسوريا وليبيا واليمن، فهزت عروشا للاستبداد ما كان أحد يظنها أن...
هبت رياح الربيع العربي من تونس، وخطت نحو مصر وسوريا وليبيا واليمن، فهزت عروشا للاستبداد ما كان أحد يظنها أن تهتز، غير أن هذه الرياح وفقا لمحللين سياسيين قد أقلقت ممالك أخرى نظرت إليها بعين الريبة والقلق، وسرعان ما عادتها ودعمت الأنظمة القديمة أو الثورات المضادة فيها، هكذا يفسر البعض وقوف دول بجانب الانقلاب العسكري في مصر وتزويده بالدعم المالي غير المسبوق، غير أن تلك الدول ما تفتأ تكرر أن دعمها إنما كان لإرادة الشعب الراغب في التخلص من الإخوان وإزاحتهم من سدة الحكم، فهو دعم لإرادة الشعب إذن.
 
منذ انقلاب 3 يوليو، ويقف ثلاثي الخليج "الإمارات والسعودية والكويت" مع معسكر الانقلاب، ويقدم له يد العون ماديًا وسياسيًا وأيديولوجيًا، من منحٍ ومساعدات مالية، إضافة إلى تسخير الدعم السياسي عبر المحافل الدولية، والسؤال الذي يطرح نفسه هل بالفعل تدعم دول الخليج الانقلاب تلبيةً للإرادة الشعبية المصرية على حد زعمها؟ أم إن هناك مآرب أخرى؟
 

تقليص النفوذ

 
قال مركز "أوبن ديمقراسي" الأمريكي، إن دول الخليج تدعم الثورة المضادة في مصر بدعمها للانقلاب العسكري ضد الرئيس المنتخب د. محمد مرسي منذ يوليو الماضي، مشيرة إلى أن الدعم المالي المستمر من الدول العربية لـ "عبد الفتاح السيسي" قائد الانقلاب، يهدف إلى خلق مادة عازلة للنظام عن الضغط الشعبي.
 
وأوضح المركز في تحليله، أن الاتجاه الذي تأخذه الثورة المصرية لن يؤثر على مستقبل البلاد فحسب، ولكن سيكون تأثيره أوسع إقليميا بالشرق الأوسط للثقل الديمغرافي والثقافي والعسكري لمصر في العالم العربي، مشيرًا إلى أن القوى الإقليمية الخليجية "السعودية والإمارات" تحاول أن تؤثر وتغير مجرى الأحداث في مصر لصالح هذه القوى.
 
وتابع المركز إن القوى الثورية في مصر تهدف إلى استعادة دور مصر المحوري في جميع أنحاء العالم العربي، وهذا من شأنه تقليص النفوذ السعودي، حيث سيؤدي نجاح الثورة المصرية إلى تغييرات إقليمية في المنطقة على غرار آثار الثورة الإيرانية بعد عام 1979 أو الثورة الفرنسية بعد 1789، وهذا يفسر الموقف المعادي للثورة المصرية من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات التي تتخوف من تدويل الثورة.
 
وأضاف المركز أن السعودية والإمارات تدعم الانقلاب العسكري ماليا وسياسيا، حيث يعد هذا الانقلاب إعادة للنظام القديم بهدف الحفاظ على الوضع الراهن لأمن أنظمة الخليج، حيث ينطلق من هذا الوضع السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه المنطقة.
 
وخلص التقرير أن كل دولار من المساعدات الموجهة للانقلاب يؤخر ويضعف قوى التقدم الاجتماعي في النظام السياسي المصري.
 

مصالح شخصية

 
فيما يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية الدكتور عصام عبد الشافي، أن دول الخليج تدعم الانقلاب الدموي على الشرعية المنتخبة؛ من أجل حماية عروش نظمها السياسية، مؤكدًا أنها لا تتحرك حرصًا على أمن مصر واستقرارها كما تدعي هذه الدول.
 
وأضاف في تدوينة له عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "هم ونحن.. دول الخليج تعقد باسمها صفقات سلاح ضخمة وتنقلها لعسكر الانقلاب.. دول الخليج تمول صفقات سلاح ضخمة مباشرة باسم عسكر الانقلاب.. دول الخليج تقدم المليارات وعلى استعداد لدفع المزيد لعسكر الانقلاب".
 
وتابع "عبد الشافي": "دول الخليج لا تتحرك حرصًا على أمن مصر واستقرارها.. دول الخليج لا تتحرك من وازع ديني أو أخلاقي أو قومي.. دول الخليج كل ما يعنيها حماية عروش نظمها السياسية".
 
وختم حديثه قائلاً: "أفيقوا يرحمكم الله واعلموا من عدو ثورتكم.. بل من هم مجرد أداة في يد من يريد تدمير ثورتكم.. حتى لو كان على حساب أمنكم وعزتكم وكرامتكم".
 

لا يعرفون الحرية

 
من جانبه، هاجم ناصر الدويلة النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي, العنف المفرط من قبل قوات الأمن المصرية بحق الرافضين للانقلاب العسكري في مصر, ودعم دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة الإمارات والسعودية لسفاحي مصر.
 
وأضاف الدويلة، في تصريحات تلفزيونية، أن دول الخليج لا تعرف شيئًا عن الحرية؛ لذلك فحاكّمها يدعمون الانقلابيين في مصر, مؤكدًا أن الانقلاب فشل في مصر وقضاة مصر, وعلى رأسهم الرئيس المعين المستشار عدلي منصور، سيعلقون على المشانق مع السيسي السفاح, علي حد تعبيره.
 
واختتم الدويلة تصريحاته: "ألا لعنة الله على القاضي عدلي منصور والسفاح السيسي وحكام الخليج الذين قتلوا الركع السجود في مصر".
 

مليارات الخليج

 
وفي سياقٍ متصل، أكدت صحيفة "ذي نيشن" التايلندية، في افتتاحيتها، أن المليارات التي تدفعها دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية لتقوية يد الانقلابيين، تُعيد عقارب الساعة للوراء في مصر.
 
وأشارت إلى أن دول الخليج التي تعتبر ثورة يناير ونجاح الإخوان والرئيس المنتخب ديمقراطيًّا محمد مرسي خطرًا على حكمهم وتقوض أية فرصة لوساطة غربية لحل الأزمة وتستمر في تقديم المليارات لتعزيز قبضة الانقلابيين الأمنية، وهو ما لن ينساه الشعب المصري إذا أو عندما يخسر العسكر.
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023