شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

أكثر من 200 عالم يفتون بتحريم المشاركة في الانتخابات

أكثر من 200 عالم يفتون بتحريم المشاركة في الانتخابات
أصدر 201 عالمًا من مختلف الدول الإسلامية فتوى بتحريم المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي تجريها سلطات...
أصدر 201 عالمًا من مختلف الدول الإسلامية فتوى بتحريم المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي تجريها سلطات الانقلاب العسكري، والمقرر إجراؤها غدًا الاثنين وبعد غد الثلاثاء.
 
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفيًا، عقدته "اللجنة التنسيقية لفتاوى الأمة الإسلامية" في مدينة إسطنبول بتركيا، وتلت فيه نص الفتوى، التي حملت عنوان، "تحريم الإقرار بالانقلاب والمشاركة فيه".
 
ووقَّع على الفتوى 201 عالمًا من مختلف البلاد الإسلامية، تحت اسم "اللجنة التنسيقية لفتاوى الأمة"، تلاه كل من عضو البرلمان المصري المنتخب الذي قام المجلس العسكري والمحكمة الدستورية بحله وعضو "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" نزار غراب، ومستشار وزير الأوقاف المصري السابق سلامة عبد القوي، وإسلام الغمري "أحد علماء الأزهر".
 

تحريم المشاركة

 
وحرَّم العلماء، في فتواهم، على المصريين المشاركة في الانتخابات، وعلى الموظفين المساهمة به وعلى القضاة إصدار أي أحكام تتعلق به، مبينين أنَّ الرئيس محمد مرسي هو الرئيس الشرعي لمصر بحسب انتخابات ديمقراطية "أجمعت عليها الأمة وأقر بشرعيتها حتى المعارضون له".
 
واستدلوا على صحة فتواهم من الناحية الشرعية بقول الخليفة "عثمان بن عفان" لمن خرج عليه يريد عزله "لن أخلع لباساً ألبسنيه الله عز وجل"، وفتوى الإمام أحمد بن حنبل بأنَّ "حياكة ملابس الظالمين هي عون لهم".
 
ودعا المشاركون، في المؤتمر، المصريين إلى مقاطعة الانتخابات، وأبناء الأمة الإسلامية للوقوف إلى جانب قضية الشعب المصري، مبينين أنَّ مرشح الرئاسة وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي، "سنَّ سنة سيئة في الأمة الإسلامية باستخدام منصبه للوصول إلى السلطة"، متهمين إياه "بإعمالِ القتل والتشريد في مصر وتقسيمهم إلى إرهابي وغير إرهابي".
 
وقال "نزار غراب"، في تصريحات صحفية، إنَّ هذه الفتوى تتعلق بتحريم انتخابات الزور، ولا تتضمن أي دعوة للعنف، ونحن مازلنا نؤكد كما سابقاً على الابتعاد عن العنف والالتزام بالسلمية"، مشيراً إلى أنَّ غالبية الشعب المصري يرفضون "الانقلاب العسكري".
 
ودعا عضو البرلمان المنتخب علماء الأمة الإسلامية إلى قول كلمتهم بحق حول ما يجري في مصر، كما دعا المسلمين إلى الوقوف بجانب المصريين في محنتهم.
 

شرعنة للباطل

 
من جانبه، أكد د. وصفي عاشور أبو زيد، عضو المكتب التنفيذي لجبهة علماء ضد الانقلاب، أن العلماء أصحاب الرسالة والقضية الذين "يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله" يقولون دائمًا ما يمليه عليه ضميرهم، وما يوجبه عليهم دينهم، وما يكون وفاء بحاجة الواقع، وما يلبي حاجة المستقبل، بما يحقق مقاصد الشرع ويلبي مصالح الناس.
 
وأضاف "أبو زيد" في تصريحات خاصة لـ"رصد": اليوم نرى العلماء الأحرار يقفون بكل قوة، بيانا للحجة وإقامة للمحجة فيبينون حكم الشرع فيما يجري في مصر من مهازل، وفيما يجري من أحداث، فهؤلاء عشرات العلماء يصدرون بيانا، وها هو شيخنا الإمام يوسف القرضاوي يصدر فتواه التاريخية، وها هي رابطة علماء أهل السنة أصدرت فتواها من أيام، ومن قبلهم جبهة علماء ضد الانقلاب.. كلهم أفتوا بوجوب المقاطعة لهذه المسرحية الهزلية، مسرحية انتخابات رئاسة الدم وشرعنة الانقلابات.
 
وتابع قائلاً: هؤلاء هم العلماء الأحرار، أما غيرهم من علماء السلطة وعملاء الشرطة فلا يملكون من أمرهم شيئا، ولا يستطيعون إلا أن يفتوا بضرورة المشاركة وأهميتها ليبرروا للظلمة أفعالهم، ويؤصلوا للمجرمين جرائمهم وكوارثهم التي يرتكبونها بحق الأمة والملة.
 
واستطرد "أبو زيد": ولا شك أن الأمة المسلمة عامة والمصرية خاصة أصبحت الآن على وعي دائم، ويقظة عالية تميز بها بين الصواب والخطأ، وبين الحلال والحرام، وبين علماء القرآن وعلماء السلطان.
 
واختتم قائلاً: ولكل موقف ضريبة وتضحيات يبذلها العالم بسبب مواقفه، راضية بها نفسه ابتغاء مرضاة الله؛ فإن من أعظم الأعمال وأشرفها على الإطلاق أن تحمل راية الإسلام: تؤمن به، وتتفقه في معالم عظمته، وتعمل به، وتدعو إليه، وتدافع عنه، وتصبر على ما تلقاه من مشقة وخصومات، وتلقى الله وعَرَقُك يتصبب في خدمة هذا الدين.
 
ومن أبرز الموقعين على الفتوى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "يوسف القرضاوي" والداعية المصري "عبد الرحمن عبد الخالق" والنائب في مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي "وليد الطبطبائي" والداعية الكويتي "نبيل العوضي" وغيرهم.
 

واجب مقدس

 
وتأتي تلك الفتوى في مقابل فتاوى أخرى صدرت عن مؤسسات وعلماء دين بمصر تدعو إلى المشاركة "بقوة وإيجابية" في الانتخابات، معتبرة أن الفتاوى التي تدعو لمقاطعتها "مرفوضة"، و"مخالفة للشرع".
 
وفي تصريحات له اليوم قال شوقي علام، مفتي مصر، إن "نجاح الانتخابات الرئاسية مطلب وطني ملح"، مشددا على أهمية ابتعاد الناخبين عن الابتذال والجدال والمشاحنات، وأن يعلوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبارات بأن يحكم كل منهم ضميره ليختار من يراه صالحًا لخير البلاد والعباد.
 
وكان علام قد حث، في كلمة تليفزيونية مسجلة، له أمس، الشعب المصري على "المشاركة بقوة وإيجابية في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مراعاة لمصلحة البلاد واستقرارها".
 
ورفض علام الفتوى التي تحرم المشاركة في الانتخابات، معتبرا إياها "آراء باطلة ومرفوضة تمامًا وتفتقر إلى المعايير المعتبرة في إصدار الفتوى".
 
في الوقت الذي أعلن فيه مسئول بالأزهر أن أحمد الطيب، شيخ الأزهر، سيلقي كلمة عقب الادلاء بصوته "يؤكد فيها على ضرورة أن يشارك المصريين في كل استحقاق الوطن"، كما اعتبر الطيب المشاركة في الانتخابات واجبا مقدسا.
 
وفي بيان سابق للأزهر اعتبر الفتاوى التي خرجت بتحريم المشاركة في الانتخابات، "شاذة ومغرضة"، وإنما هو أمر ديني وواجب وطني على كافة المصريين مسلمين ومسيحيين.
 
وفي بيان سابق، رفض وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، دعوات المقاطعة للانتخابات معتبرا إياها "فتوى ضالة"، وشدد على أن "المشاركة الإيجابية واجب وطني".
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023