تشتد الأزمة الأوكرانية الروسية، مع احتدام الاشتباكات الدائرة بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونتسك التي تقع شرقي أوكرانيا، وعلى الأخص في مطار المنطقة، ومحيطه، رغم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، بين الجانبين في 5 من الشهر الجاري؛ الأمر الذي فاجأت بعده السلطات الألمانية و والأوكرانية، بدخول دبابات ألمانية في وسط البلاد منذ الحرب العالمية الثانية مما ينذر بحرب عالمية ثالثة مرتقبة.
ففي المنطقة المذكورة سمعت أصوات القصف بمدافع الهاون، وصواريخ جراد، وعلى الأخص من الجهة الشمالية الغربية للمنطقة، حيث يوجد المطار.
وأخلى سكان حي "كيفسكي"، منازلهم لقربها من منطقة الاشتباكات، كما بدأ أهالي دونتسك بمغادرة المنطقة، وحمل ما أمكنهم من أغراض.
وكان طرفا النزاع في أوكرانيا، قد وقعا على اتفاق، يقضي بوقف إطلاق نار، اعتباراً من صباح يوم الجمعة 5 سبتمبر الجاري، وتضمن الاتفاق 14 بندًا، تتناول عدّة قضايا، كتبادل الرهائن، وإدارة المناطق في شرقي البلاد.
دبابات ألمانية تدخل أوكرانيا لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية
وكان وزير الدفاع الأوكراني "فاليري جيليتي"، قد أعلن، اليوم الأحد، 14 سبتمبر، أن بلاده بدأت عمليًا باستلام أسلحة من بلدان حلف "الناتو".
وذكر "جيليتي" في حديث مع " القناة الخامسة" بالتلفزيون الأوكراني، أنه رافق الرئيس الأوكراني "بيوتر بوروشينكو"، خلال قمة الناتو الأخيرة، وتحدث في جلسة مغلقة إلى نظرائه من الدول التي "بإمكانها مساعدة أوكرانيا"، وقال إن هؤلاء أكدوا أنهم "سمعوا أن عملية تسليم الأسلحة لأوكرانيا جارية".
وأكد "جيليتي" أن "العملية بدأت"، في إشارة إلى تسليم الأسلحة لبلاده، معبرًا عن ثقته بأن " هذه هي الطريق الذي يجب أن تسير بها أوكرانيا".
وبحسب موقع "دويتش فيليه" الألماني، ذكرت مصادر إعلامية أن الدبابات الألمانية ستشارك في مناورات "الرمح السريع -14"، والتي ستجري في ميدان قرب مدينة يافوروف على بعد 50 كلم غربي لفوف، في الفترة من 15 إلى 26 سبتمبر الجاري، وذلك بمشاركة 1300 عسكري من 15 دولة هي أوكرانيا وأذربيجان وبلغاريا وكندا وجورجيا وألمانيا وبريطانيا ولاتفيا وليتوانيا ومولدافيا والنرويج وبولندا ورومانيا وإسبانيا والولايات المتحدة .
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تدخل أراضي أوكرانيا دبابات من ألمانيا منذ دحرها في الحرب العالمية الثانية.
اتهام بوتين بالسعي إلى "إزالة أوكرانيا"
من جانبه اتهم رئيس الحكومة الأوكرانية "أرسيني ياتسينيوك"، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، صباح السبت، بالسعي إلى "إزالة أوكرانيا كدولة مستقلة"، رغم الهدنة الموقعة مع الانفصاليين في شرق البلاد.
وصرح "ياتسينيوك"، خلال مؤتمر دولي في كييف، بقوله، إن "هدف فلاديمير بوتين هو الاستيلاء على أوكرانيا بكاملها… يريد إزالة أوكرانيا كدولة مستقلة"، داعيًا القادة الأمريكيين والأوروبيين إلى المساعدة على ضمان نجاح الهدنة.
مساعدات روسية لـ"الانفصاليين"
ويأتي هذا تزامنًا مع دخول قافلة المساعدات الروسية الثانية، التي تضم 70 شاحنة، إلى الأراضي الأوكرانية، في طريقها إلى شرق الجمهورية السوفيتية السابقة، وفقًا لما ذكرته وكالتا أنباء "إيتار تاس" و"ريا نوفوستي" الروسيتان، من صباح أمس السبت.
وجاء عبور القافلة الثانية بعد 3 أسابيع على إدخال موسكو لقافلة مساعداتها الأولى إلى شرق أوكرانيا، والتي تضم أكثر من 250 شاحنة. وكانت حكومة كييف انتقدت القافلة بشدة لعدم حصولها على تصريح من السلطات الأوكرانية، معتبرة الخطوة "غزوًا" لأوكرانيا.
وكان الرئيس الأوكراني "بيترو بوروشينكو"، قد أشار، أول أمس الجمعة، إلى أن حل الأزمة في بلاده لن يكون عسكريًا، معربًا عن أمله في استمرار صمود وقف إطلاق نار في شرق البلاد، بما يسمح له بالتركيز على إعادة بناء اقتصاد البلاد المدمر، بحسب ما قال.
أمريكا تستمر في فرض العقوبات على روسيا
من جانبها أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، الجمعة الماضية، عن حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا، طالت شركات في قطاع الطاقة والمال والصناعات العسكرية.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات جديدة ضد 6 بنوك روسية كبرى، منها مصرف “سبيربنك” أكبر بنوك روسيا، كما وضعت مزيدًا من القيود على إمكانية وصول البنوك الروسية الأخرى إلى أسواق رأس المال الأمريكية، وحظرت على الأفراد الأمريكيين عقد صفقات بشأن ديون جديدة يزيد أجل استحقاقها على 30 يومًا أو شراء أسهم جديدة أو تقديم التمويل لها أو التعامل فيها.
كما طالت العقوبات الجديدة 5 مؤسسات للصناعات العسكرية الروسية، بالإضافة إلى 5 شركات روسية لإنتاج النفط والغاز.
من جهتها، فرضت وزارة التجارة الأمريكية عقوبات، إضافة إلى تلك التي أعلنت عنها وزارة الخزانة، شملت شركة "ألماظ – أنتي" ومعهد البحوث العلمية "تيخوميروفا"، ومصنع "ميتيشينسكي" لصناعة الماكينات، ومصنع "كالينين" لصناعة الماكينات، ومؤسسة الإنتاج العلمي "SPDE"، بالإضافة إلى 5 شركات للطاقة هي شركة "غازبروم"، شركة "غازبروم نفط" و"لوك أويل" و"روسنفط" و"سورغوت نفط غاز"، كما أعلنت عن قيود على عمليات استيراد وتصدير المنتجات للشركات المدرجة أعلاه.