كشفت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة عن حصيلة كارثية لعدد الضحايا من المهاجرين غير الشرعيين الذين لم يتمكنوا من عبور البحر الأبيض المتوسط. وينطلق معظم المهاجرين من السواحل الليبية متوجهين لإيطاليا ومالطا.
وقضى ما لا يقل عن 3419 مهاجرًا غير شرعي في البحر المتوسط منذ يناير في حصيلة قياسية تجعل من هذه الرحلة "الطريق الأخطر في العالم" حسب ما أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة اليوم الأربعاء.
وحاول أكثر من 207 ألف مهاجر عبور المتوسط منذ مطلع السنة وهو عدد يفوق بحوالي ثلاثة أضعاف الرقم القياسي السابق الذي سجل عام 2011 حين فر 70 ألف مهاجر من بلادهم في خضم الربيع العربي.
وأكد المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين أدريان ادواردز أن "هذه الأرقام تشكل محطة جديدة نشهدها هذه السنة، إننا نواجه قوسًا من النزاعات وأوروبا كانت في مواجهتها مباشرة".
وتشكل أوروبا القبلة الأولى للمهاجرين مع النزاعات إلى جنوبها في ليبيا وإلى شرقها في أوكرانيا وإلى جنوب شرقها في سوريا والعراق.
ومعظم المهاجرين الذين وصلوا إلى ايطاليا هذه السنة سوريون (60051) هربًا من القتال الجاري في بلادهم منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، واريتريون (34561) هربًا من القمع الشديد الذي تمارسه السلطة والخدمة العسكرية مدى الحياة والتشغيل القسري بدون أجر وبدوام غير محدود.
وانتقدت المفوضية طريقة تعاطي الدول الأوروبية مع مسألة الهجرة منتقدة بعض الحكومات التي تركز جهودها على إبقاء المهاجرين خارج حدودها أكثر منها على احترام حق اللجوء.
وقال أنطونيو جوتيريس المفوض الأعلى للاجئين "أنه خطأ، وتحديدًا رد الفعل السيئ في فترة يهرب فيها عدد قياسي من الأشخاص من الحرب".
وأضاف أن "الأمن وإدارة الهجرة مسألتان تهمان أي بلد، لكن ينبغي وضع السياسات بحيث لا تصبح الأرواح البشرية في نهاية المطاف أضرارا جانبية".