لم يُغار اليوم على الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم" سوى وفد المغرب الذي انسحب من مسيرة باريس، رغم وجود 7 دول عربية ، وقفوا صامتين أمام الرسوم المسيئة التي رفعت في مسيرة فرنسا ضد الإرهاب .
المغرب تنسحب
وانسحب وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، من المسيرة المناهضة للإرهاب التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، بسبب رفع رسوم مسيئة للإسلام للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، رفعها مشاركون متضامنون مع الصحيفة المعروفة بنقدها اللاذع للأديان.
وكانت الخارجية المغربية اشترطت عدم رفع رسوم مسيئة للنبي من أجل المشاركة بمسيرة باريس. وقال بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية، إن "الوفد المغربي لم يشارك في المسيرة المنظمة بباريس بسبب رفع رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم"
وأضاف "إن لوفد المغربي، الذي يضم وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار، وسفير العاهل المغربي بباريس شكيب بنموسى قدم، اليوم الأحد، بالإليزيه، تعازي المملكة المغربية لرئيس الجمهورية الفرنسية فرنسوا هولاند والحكومة الفرنسية، على إثر الاعتداءات الشنيعة التي نفذت بفرنسا خلال هذا الأسبوع"
. وتابع "إنه لا يمكن أن يشارك وزير الشؤون الخارجية والتعاون أو أي مسؤول رسمي مغربي في هذه المسيرة، في حال رفع رسوم كاريكاترية مسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام".
وكان المغرب قد أكد أنه سيشارك في المسيرة بوفد يرأسه وزير الخارجية، لكنه شدد على أنه لا يمكن لأي مسؤول مغربي أن يشارك في هذه المسيرة، في حال رفع رسوم كاريكاترية مسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام.
7 دول عربية تتتغاضى عن الإساءة للرسول
بينما استمرت 7 دول عربية في المسيرة رغم الإساءة للرسول محمد "صلى الله عليه وسلم"، وكان من بينهم الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبو مازن"، وسامح شكرى وزير الخارجية بحكومة الانقلاب، والملك عبدالله عاهل الأردن، ووزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد ، و رئيس الحكومة التونسية المهدي جمعة، كما شارك وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية الدكتور نزار مدني.
وتقدم المسيرة الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، ورؤساء الدول والحكومات المشاركين، وعقب مشاركتهم مسافة نحو 400 متر في المسيرة، صافح أولاند الزعماء الضيوف، شاكرًا إياهم على تضامنهم مع بلاده في إطار مكافحة الإرهاب. ومن أبرز الزعماء المشاركين، في المسيرة، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورؤساء وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، وإيطاليا ماتيو رينزي، وإسبانيا ماريانو راخوي، وتركيا، أحمد داود أوغلو، ورئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي جان كلود يانكر، والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس مالي إبراهيم أبو بكر كيتا، ورئيس النيجر محمد يوسف، وغيرهم.
يذكر أن ١٢ شخصًا قُتلوا صباح الأربعاء الماضي، بينهم 4 من رسامي الكاريكاتير ورجلا شرطة، في الهجوم الذي استهدف المجلة الأسبوعية الساخرة.
وقد أثارت المجلة جدلاً واسعًا عقب نشر رسوم كاريكاترية مُسيئة للنبي محمد "صلى الله عليه وسلم"، في أيلول/سبتمبر ٢٠١٢، الأمر الذي أثار موجة احتجاجات في دول عربية وإسلامية.
وكررت المجلة الساخرة، إساءتها للرسول محمد، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما عنونت على غلافها الرئيسي "ماذا لو عاد محمد؟"، حيث أفردت صورة لمن وصفته بأنه نبي الإسلام، مصورة إياه كاريكاتريًا، راكعًا على ركبتيه، فزعًا من تهديد مسلح، يفترض انتماؤه لتنظيم داعش.