انتقد الكاتب الصحفي، حازم حسني، تبرير عبدالفتاح السيسي (قائد الانقلاب العسكري)، للضربة الجوية في ليبيا، حينما قال لممثلي الصحافة الإفريقية، إن هدف مصر من الضربة الجوية، هو محاربة الإرهاب، نافيًا أن تكون ثمة مطامع أخرى.
ففي تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، كتب “حسني”، قائلًا، إن “هذه اللغة سبق أن لجأ إليها السيسي من قبل، وزاد على ما قاله وقتها للمصريين: ’وبكره تشوفوا’”.
وتابع قائلًا: “جاء بكره، والمصريين شافوا، والعالم كله شاف معاهم، أن الأمر لم يكن بكل هذا الزهد ولا بكل هذا التجرد”.
وأضاف الكاتب الصحفي قائلًا، إنه “حتى لو كان حديث السيسي عن أنه لا مطمع له في شيء صحيحًا وصادقًا، فإن أحدًا لن يصدق هذا، وقد سبق أن قاله ولم يلزم به نفسه”، مشيرًا إلى ضرورة “الامتناع عن الحديث الممل عن أن الشعب قد استدعاه، فهو حديث شعبوي”.
وأكد “حسني” أن القرارات الأخيرة للسيسي “جعلتنا ننزلق بغير حسابات دقيقة للحال المرتبكة التي نحن عليها الآن، والتي سنكون عليها إذا استمرت شعبويتنا تقود السفينة في هذا البحر الهائج، الذي تحيط بنا أمواجه من كل جانب”.
ولفت الكاتب الصحفي، إلى أن اللغة التي يصر السيسي على استخدامها، لم تعد تقنع من أسماهم الكاتب بأصحاب العقول، قائلًا، إنه يعتقد أن “السيسي يخطء خطًا جسيمًا إن هو ظن أن الأفارقة أصحاب ذاكرة سميكة، كما يتوهم بعض الغافلين في دوائر الحكم المصرية”.
وقال حازم حسني، إن “إدارة دولة بحجم مصر، في لحظة تاريخية معقدة تواجه فيها الدولة تحديات داخلية وإقليمية ودولية، كتلك التي نواجهها، لا يمكن أن تحتمل مثل هذه اللغة الفارقة في الشعبوية المحلية، ونمط الخطاب الذي صنع قوة السيسي لدى البسطاء في مصر، لن يصنع قوته وهو يخاطب العالم؛ ففي هذا العالم، وفي المنطقة من حولنا، إما متربص بنا، أو مستهزئ بأسلوب حياتنا، أو مشفق علينا”.
وتابع: “مصر تحتاج صياغة أخرى لخطاب قوى يعبر عن رؤية استراتيجية لرجال دولة يخاطبون هذا العالم، ويشاركون في صياغة خرائطه؛ خطاب يردع المتربص، ويرسم للمستهزئ خطوطًا حمراء لا يجاوزها، ويعيد للمشفق علينا ثقته في قدرتنا”، مؤكدًا أنه لا يتحدث عن “مجرد كلمات رنانة تنفصل عن الواقع، وتراهن على تشوهات المشاعر لدى البسطاء المرهقين”.
وأضاف قائلًا، إن “مصر بحاجه لكلمات قوية تعبر عن واقع مصري جديد”، لافتًا إلى أنه “لابد من مراجعة كل تفاصيله دون تأخير، قبل أن نكتشف، بعد فوات الأوان، أننا نبدد آخر ما تبقى لنا من عناصر القدرة في تعرية أنفسنا لا في حمايتها”.
