شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

قفا السيسي

قفا السيسي
المصريون ضربوا الحسيني على قفاه في أمريكا مرة واحدة، على الـ”فيسبوك” قالوا 3، على “تويتر” قالوا 4، على الـ”يوتيوب” خمسة، المهم أنه انضرب على قفاه، وشتموه بأمه وأبيه، وفصيلته التي تؤويه، وعدموه الكرامة قبل العافية...

المصريون ضربوا الحسيني على قفاه في أميركا مرة واحدة، على الـ”فيسبوك” قالوا 3، على “تويتر” قالوا 4، على الـ”يوتيوب” خمسة، المهم أنه انضرب على قفاه، وشتموه بأمه وأبيه، وفصيلته التي تؤويه، وعدموه الكرامة قبل العافية.

طيب، لا أحد يفرح في ضرب أحد، إلا أن أغلب التعليقات لا تخفي فرحة، وأحيانًا شماتة، فيما تعليقات دولة السيسي لا تخلو من لا مبالاة، وما الحسيني أصلاً؟ مجرد رقاص في موكب طبيب الفلاسفة، هو وقفاه لا شيء.

بص يا سيدي، ما حدث مهين، لا يمكن لعاقل أن يشمت في إهدار كرامة الناس، لا خلاف في ذلك، ما حدث ليس عملاً ثوريًا، في ظني، العمل الثوري هو ألا يدخل يوسف الحسيني ومن جاء به أميركا أصلاً، لو كان للمصريين “لوبي” حقيقي هناك، قاعد بفلوسه كما أخبر الضارب المضروب، لديه مصالح يحميها، أجهزة إعلام يضغط بها، أي مساحة من مساحات التأثير على الرأي العام، لفعلنا، لكننا لم نفعل.

يوسف الحسيني انضرب، موافق؟ طبعًا لا، متعاطف؟ طبعًا لا، كيف؟ أقول لحضرتك، مسألة اعتبار الحسيني إعلامي في دولة يعبر عن رأيه الحر، ومن حقه أن يقول، ومن حقنا أن نرد، والعنف جريمة، والغضب حماقة يا حورية، وهذا الجو الغالي الذي نجعل منه رخيصًا حين ندعيه، كل هذا محض خرافات، الحسيني مجرم بالمعنى الحرفي، لسان نظام تحول إلى عصابة، بكل ما تعنيه كلمة “عصابة” من دلالات شعبية، مجموعة من المجرمين والقتلة وقطاع الطرق، لا يوجد توصيف آخر إلا لدى أصحاب الورع الكاذب، الذين يتظاهرون بمهنية زائفة في توصيف السيسي بوصفه مؤيدًا من قطاعات شعبية، وهذا يمنحه حق توصيف الرئيس، جاء بما يشبه الانتخابات وهذا يمنحه بعض الشرعية، رافق عمليته الانقلابية حراك جماهيري مما يخفف من حدة التوصيف، ويجعله “مش انقلاب قوي”.

ما حدث انقلاب، وما تعرض له الحسيني نتيجة طبيعية، أرفضها كما يحلو لك بشكل أخلاقي، لكن لا تنكر أنها إفراز طبيعي، حدث، وسيحدث، ولو لم يحدث فثمة شيء غير حقيقي، مسألة أن ننصب من أنفسنا أوصياء على حرقة دم الناس، منكرين عليهم كل متنفس يشعرهم بأنهم موجودون، مسألة تحتاج لمراجعة.

كم مرة حرض الحسيني على القتل أمام الشاشة؟، هذا ليس تبريرا بحال، لكن لو أردته كذلك، فسمه ما شئت، لكن بالله أخبرني: كم مرة؟ هل تستطيع إحصاءهم؟ هل يستطيع الحسيني نفسه إحصاؤهم؟ هل أخبرك بما هو أسوأ من التحريض على القتل؟ “كيد النسا”، إي والله، هذا أسوأ تأثيرا، التحريض على القتل لو امتد على استقامته لأنتج قاتلا ومقتولا، أما إغاظة الناس، وإخراج اللسان القذر بذكر السيسي في وجوههم، وإتلاف أعصابهم، ومعايرتهم، في أحد أكثر الخطابات الإعلامية سفالة ووضاعة وانحطاطا، بشكل لا أستطيع استيعابه ربما أكثر من عدم استيعابي لقدرة الآلة القمعية في الدولة المصرية على قتل كل هؤلاء المصريين دون أن يهتز لقاتل جفن، الحسيني منحط إعلاميا، لا توصيف مهني أكثر اقترابا من الحالة ومفرداتها، يزرع في قلوب الناس يوميا غابات من الكراهية والعنف، محتميا بدبابات الجنرالات، فإذا ما خرج من ظل الدبابة، ضربوه على قفاه، ماذا الذي كان ينتظر؟ أن يلتقفوه بالأحضان؟!!.

الأمريكان لم يقصروا مع الحسيني، وهو مواطن أمريكي بالمناسبة، ولديه باسبور أمريكاني، وجنسية، وفي الوقت نفسه يحدثنا عن المؤامرة الأمريكية، ما علينا، لا يهم، ما يهم هو أنه لولا القانون الأمريكي، لتجاوزت أيادي الناس قفا الحسيني إلى ما هو أكبر من القفا، المجرمون القتلة لا يلقون عند الناس حال الوصول إليهم إلا ما يستحقون من غضب، لم يتعد ما تعرض له الحسيني ضرب القفا فقط  لأنه في أمريكا، والقانون يحول بينه وبين الناس، وهو يعلم ذلك جيدا، سيبك من تخاريف شردي، أمريكا لم تحمنا، وسنضرب الصحفيين الأمريكان في مصر، لا هو ولا “اللي مشغلينه” يجرؤون على المساس بأمريكي واحد في مصر ولو بصق عليهم في ميدان التحرير.

الحاصل:

– جميل أن يخرج منا من يستنكر ما حدث للحسيني، هذا خلق لن تجد واحد على الألف منه لدى العسكر وبياداتهم الإعلامية لو حدث العكس

– جميل أن يجد المصريون متنفسا في أي مكان في هذه الدنيا كي يخبروا “كلاب” الجنرالات أن نباحهم خارج “المعسكر” لا يعني سوى ضرب مؤخرات الرؤوس، وملحقاتها.

– جميل أن يبدو السيسي حقيقيا حين لا يعبأ بحماية رجاله، ولا يهتم، وهل أتى بهم ليحميهم أم ليحموه؟، السيسي غير قادر حتى على حماية مكتبه من التنصت، فكيف يحمي بعض أدواته من “الأشياء البشرية”؟

لديَّ ملاحظتان:

الأولى: القفا الذي رن على مواقع التواصل، من منهاتن إلى منشية ناصر، لا يخص الحسيني في حقيقته، إنما يخص ما تطاله أيدينا من جسم الجنرال، الحسيني مجرد “عضو”، ومن قبله كافة “القفاوات” مرتضى، موسى، عيسى، كلهم، المقصود هو طبيب الفلاسفة شخصيًا، اليوم أعضاؤه، وغدًا من يدري؟ ربك كريم ..

الثانية: فرويد يقول: “فلتات اللسان دخائل أنفس”، وأقول: “فلتات المواقف دخائل انحيازات”، فاكر كف “رشا عزب” على رأس “المغير” في اعتصام وزارة الثقافة؟ وقتها كان “القفا” عملاً ثوريًا، احتفالات الـ”فيسبوك” دامت أربعين ليلة من الرقص والغناء، و”الفتة”، الصفحات ذاتها، ومن نفس موقعها الثوري “الطاهر”، استنكرت قفا الحسيني، وعدته عملاً لا ثوريًا ولا سياسيًا، ولا أخلاقيًا ولا إنسانيًا، وشتمت الضارب، وساوت بينه وبين المضروب، “واخد بال حضرتك؟ وأنت عامل إيه دلوقتي”؟ طيب.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023