شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مشاهد القتل والدماء.. قصص يرويها أطفال سيناء في رسوماتهم

مشاهد القتل والدماء.. قصص يرويها أطفال سيناء في رسوماتهم
3 أعوام مضت علي الحرب التي تشنها القوات المسلحة في سيناء، تحت زعم محاربة تنظيم "ولاية سيناء"، غير أن أهالي سيناء هم الأكثر معاناة في تلك الحرب، وسواء انتهت المعارك هناك أو استمرت، ستظل الأحداث في ذاكرتهم، خاصة الذين

3 أعوام مضت على الحرب التي تشنها القوات المسلحة في سيناء، تحت زعم محاربة تنظيم “ولاية سيناء”، غير أن أهالي سيناء هم الأكثر معاناة في تلك الحرب، وسواء انتهت المعارك هناك أو استمرت، ستظل الأحداث في ذاكرتهم، خاصة الذين تضرروا جراء القتال المستمر، ولا ذنب لهم إلا أنهم من سكان سيناء، فهؤلاء لن ينسوا مشاهد الدماء والأشلاء، ورماد منازلهم المدمرة، وبقايا مزارعهم المحروقة، إلى جانب آلاف الضحايا الذين قضوا برصاص الجيش. 

ولا يختلف حال أطفال سيناء كثيرا عن أحوال غيرهم من أطفال الحروب، فأصوات القصف التي ناموا على أنغامها، ومشاهد الدماء والأشلاء، وآلام فقد الأهل والمنزل، وحياة النزوح والتنقل هربا من القصف، كلها عوامل غيرت ملامح طفولتهم وشوهت براءتها، إذ طغت الحرب على أحلامهم، لو وحتى على ألعابهم وتسللت لأناملهم الصغيرة، فبدلا من أن ترسم وتلون الأشجار والورد، إذ بهم يرسمون وجوهًا لطرفي الصراع حاملين أسلحتهم، كتلك الرسومات التي ترسمها الطفلة رحيل القرم ابنة جنوب الشيخ زويد والتي لا يتجاوز عمرها ستة أعوام.

وعلى الرغم من مرور ما يقارب من ثلاثة أعوام على مقتل والدها بيد مسلحين تنظيم ولاية سيناء، غير أنها لا زالت تذكر تفاصيل مقتله، والتي شهدتها جميع تفاصيلها؛ حيث قاموا بتصفيته أمامها داخل منزلهم هي وشقيقها ذو العشرة أعوام بتهمة تعاونه مع الجيش، بحسب وصفهم، تلك التهمة التي لا تفهمها براءتها، بل لا تفهم حتى من يكونون، فعند سؤالها من قتل والدك أجابت ببراءة “الجهاديين” ، هي لا تدرك سوى ما يردده من حولها.

 أما شقيقها الذي لا يعرف عن سبب مقتل والده سوى أنهم بعدما قتلوه أخذوا سيارته، فارتبط في ذهنه أنهم قتلوا والده ليسرقوا سيارته، مما جعله يكثر من ممارسة ألعاب المحاربة، فباتت هي لعبته المفضلة التي يقضي معظم الوقت يمارس دور المحارب، وبسؤاله عن سبب ذلك أجاب: بلعب لعبة المحارب عشان أدافع عن نفسي وماحد يسرق سيارتي.

كان للحرب مسارًا آخر مع الطفلة رغد أبولفيتة ذات الثلاثة أعوام ابنة جنوب الشيخ زويد، والتي تُوفي والدها في قصف للأباتشي على مسجد قريتهم جنوب الشيخ زويد أثناء ذهابه لصلاة العشاء، انتظرت الطفلة سماع صوت عودة والدها، ولكنها لم تسمع سوى صوت قصف الأباتشي وصرخات والدتها والجيران، وعندما طال انتظارها وألحت في السؤال أين أبي لم تجد الأم ما تجيب به طفلتها سوى أن قالت لها “أبوك في الجنة”.

يقول عم الطفلة رغد: “عندما تأتي الحملات لمنزلهم لتفتيشه، يفر جميع أخواتها عند رؤية قوات الجيش، غير أن رغد لا تهرب وتبقى موجودة، سألتها أمها ذات مرة لماذا لا تختبئين من الجيش أجابت ببراءة ” عشان ياخدوني عند أبي”.

كما شكل استهداف المدارس من قبل طرفي الصراع “الجيش وولاية سيناء”، أحد أبرز العوامل التي أثرت في مستوى الطلاب التعليمي، وتعطل الدراسة من حين لآخر، ففي مايو الماضي، قامت ولاية سيناء بتفخيخ ثلاث مدارس بقرية أبو العراج جنوب الشيخ زويد، بزعم خوفهم من أن يتخذها الجيش كمينا، مما أضطر الطلاب أن يؤدوا امتحانات آخر العام داخل أحد مساجد القرية، تكرر الأمر في سبتمبر الماضي؛ حيث قاموا بتفخيخ بوابة مدرسة الحرية قرب منطقة أبو حلو بقرية الماسورة جنوب رفح وتوقفت الدراسة فيه.

.

كما تتعرض مدارس مدينتي رفح والشيخ زويد للقصف المتكرر من قبل طائرات “الأف 16″، بزعم أن مسلحين الولاية يستخدمونها للهجوم على الجيش؛ الأمر الذي أدى لتوقف الدراسة فيها، ونقل الطلاب لمدارس أخرى، مثلما حدث في ذكرى تحرير سيناء الماضية، من قصف لمدرسة العكور جنوب الشيخ زويد.

ويقول أحد المدرسين العاملين في المدرسة رفض ذكر اسمه: “لقد تحطم فصلان نتيجة القصف، ونحن مفترض مقبلون على تأدية امتحانات آخر العام، في هذه الأجواء يؤدي الطلاب امتحاناتهم وينهون عاما دراسيًا، لينتظروا مستقبلا مجهولا يرسمه لهم طرفا صراع  لا يعبأ كل منهم من حرق”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023