شهدت مصر، خلال الأشهر الثمانية الماضية، العديد من حوادث الطيران بدأت بتفجير الطائرة الروسية، مرورًا باختطاف الطائرة المصرية في قبرص، وأخيرًا سقوط الطائرة المصرية القادمة من فرنسا.
وتسببت هذه الحوادث في العديد من الأزمات السياسية والاقتصادية لمصر؛ بداية من توتر العلاقات مع روسيا، وإجلاء السياح من مصر، وانعدام الثقة في المطارات المصرية، بخلاف حالة الغموض الأمني والارتباك التي تركتها حادثة تحطم الطائرة المصرية أثناء توجهها من باريس إلى القاهرة، والألغاز التي قد يتسبب حلّها بحصول تداعيات كثيرة على الصعيد الأمني والسياسي.
حادث الطائرة الروسية
البداية كانت في شهر أكتوبر 2015 مع تحطم طائرة روسية من طراز إيرباص 321، وعلى متنها 217 راكبًا، إضافة إلى طاقمها المكون من 7 أفراد، قرب مدينة الحسنة بسيناء.
وكانت الطائرة في رحلتها من مدينة شرم الشيخ إلى مدينة سان بيترسبورج الروسية؛ حيث أقلعت الطائرة في الساعة 5:51 فجرًا بتوقيت القاهرة واختفت من على شاشات الرادار فور إقلاعها.
وأظهرت نتائج التحقيقات التي أعلنها مركز الاستخبار الروسي، اليوم، أن الطائرة الروسية تحطمت في سيناء نتيجة قنبلة بدائية الصنع، انفجرت داخلها بعد إقلاعها بفترة زمنية تصل إلى 22 دقيقة من مطار شرم الشيخ الدولي، فوق سماء سيناء، وذلك في 31 أكتوبر الماضي، والتي كانت تحمل على متنها 217 راكبًا و7 من أفراد طاقمها، على ارتفاع 30 ألف قدم، ولقي الجميع مصرعهم.
وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن تلك النتائج خلال اجتماعه في “الكرملين” مع كبار المسؤولين العسكريين، قائلًا: “هذا الحدث لن يمنعنا من العثور على المجرمين ومعاقبتهم”، مضيفًا “علينا القيام بذلك بدون تأخر وتحديد هوياتهم، وسنعثر عليهم أينما كانوا في العالم وسنعاقبهم”.
وعلى الجانب السياحي، أعلنت وكالة السياحة الروسية، إجلاء أكثر من 80 ألف سائح روسي من المنتجعات السياحية المصرية وعلقت موسكو حركة الطيران إلى مصر.
اختطاف طائرة مصرية
وفي شهر مارس الماضي، تعرضت طائرة تابعة لشركة مصر للطيران للاختطاف من قبل راكب كان على متنها ليتم تحويل مسارها خلال قيامها برحلة بين الإسكندرية والقاهرة في مصر الثلاثاء، وقد تم الإفراج عن ركابها، والقبض على المختطف في قبرص بعد أن تبين أنه كان لا يحمل متفجرات.
وأعلنت وزارة الطيران المدني المصرية أن “طائرة إيرباص 320 على متنها 81 راكبًا تقوم برحلة بين الإسكندرية والقاهرة تعرضت لحالة اختطاف وأُجبر قائدها على النزول في مطار لارنكا في قبرص”، مضيفة أن “أحد الركاب هدد بتفجير حزام ناسف بحوزته” قبل أن يتبين أنه كيس من القطن وليس حزامًا ناسفًا.
تحطم الطائرة المصرية
تحطمت طائرة تابعة لشركة مصر للطيران وعلى متنها 66 شخصًا قادمة من باريس إلى القاهرة، وأكدت فرنسا سقوط الطائرة المصرية فوق البحر الأبيض المتوسط وفتحت تحقيقًا في الحادث.
وأكد التليفزيون اليوناني العثور على حطام طائرة مصر للطيران جنوبي جزيرة كارباثوس في جنوب البحر المتوسط، وتم رصد جسمين طافيين في البحر على مسافة 50 ميلًا جنوب شرقي المنطقة التي اختفت فيها طائرة مصر للطيران عن الرادار.
وقال الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند: “ننظر في جميع الفرضيات”، وأضاف “سخرنا إمكاناتنا للبحث عن الطائرة المصرية لسرعة معرفة أسباب سقوطها”.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، الخميس إنه لا يستبعد أي فرضية في فقدان الطائرة المصرية.
وأرسلت فرنسا قطعًا بحرية وجوية للمشاركة في البحث عن الطائرة المصرية.
عمل إرهابي
ورجح مدير هيئة الأمن الفدرالية الروسية، أن يكون حادث الطائرة التابعة لشركة “مصر للطيران” عملًا إرهابيًا.
وذكر ألكسندر بورتنيكوف، مدير الـ”إف إس بي” (جهاز الأمن الروسي)، خلال تصريحات صحفية، نقلتها وكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية: “الأغلب ظنًا أن حادث الطائرة المصرية الذي أودى بحياة 66 شخصًا من مواطني نحو 12 دولة هو العمل الإرهابي”.
ودعا مدير جهاز الأمن الروسي جميع الجهات المختصة لاتخاذ لإجراءات الكفيلة بكشف المتورطين في هذا العمل.
انهيار السياحة
اتفق العاملون بالقطاع السياحي وخبراء السياحة والطيران، على أن حادث طائرة مصر للطيران التي سقطت في البحر المتوسط، فجر الخميس، سيزيد من تأثير وتدني وانخفاض الحركة الوافدة في قطاع السياحة التي تشهد تدهور منذ حادث الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء في أكتوبر من العام الماضي.
وقال محمد سويلم، مدير التسويق بإحدى المجموعات السياحية بالبحر الأحمر، إن حادث سقوط الطائرة المصرية في المتوسط سيؤثر على قطاع السياحة مهما اختلفت أسباب الحادث، وإن له تأثيرًا سلبيًا على الوضع الحالي وسيزيد من معاناة القطاع، موضحًا أن حادث الطائرة الروسية ما زالت آثاره مستمرة والرحلات الجوية الروسية إلى مصر لم تستأنف منذ أكثر من 6 أشهر.
وأكد إسلام رضوان، مدير التسويق بإحدى شركات الطيران الأجنبية، أنه لا أحد يستطيع تحديد حجم ومدى تأثير الحادث على قطاع السياحة والطيران في الوقت الحالي، قبل إظهار النتائج التي ستسفر عنها التحقيقات الخاصة بحادث طائرة مصر للطيران، وأن يمر الحادث بسلام على قطاع السياحة، خاصة أنها لم تستعيد بعد كامل عافيتها، وما زالت تتلقى العديد من الضربات منذ قيام ثورة 25 يناير.