شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«الهاف بوست»: الإعلام الأميركي يتسم بالموضوعية في تغطية الشأن المصري

أجرت صحيفة «الهاف بوست» تقييمًا لتغطية وسائل الإعلام الأميركية الموضوعات المتعلقة بسياسات بلدهم تجاه الشأنين المصري والمحلي لديها، قائلة إنها كانت متوازنة وموضوعية إلى حد كبير فيما يتعلق بالسياسات؛ لكنها في الوقت نفسه مشوهة ومثيرة ومنحازة تجاه تلك المتعلقة بالشأن المحلي الأميركي. لماذا؟

تقول الصحيفة إنّ العينة التي أجريت عليها الدراسة تعتبر بسيطة ولا تمثّل جميع الوسائل الأميركية، لكنها تعطينا نظرة عامة عن الاتجاه الذي تتخذه وسائل الإعلام هناك، مضيفة أن التقييم يعتبر من أعلى التقييمات المُحلّلة في الفترة الأخيرة والمتعلقة بالسياسة الأميركية منذ تولي «ترامب» منصبه.

إذا ركزنا على صحيفة «الواشنطن بوست» كمثال، كانت موضوعاتها عن مصر موضوعية ومهنية بنسبة 72%؛ إذ استندت إلى البيانات نسبيًا مع قليل من الإثارة والتحيز.

بينما استعانت الصحيفة بثلاثة تقارير أخرى نشرتها الصحف الأميركية في الفترة الأخيرة، كالتالي:

24 أغسطس: ترامب يدعو إلى تجمع حاشد في فينيكس (نسبة الموضوعية 33%).

21 أغسطس: ستيف بانون يغادر البيت الأبيض (نسبة الموضوعية 17%).

17 أغسطس: ترامب يلقي باللوم على الطرفين في أحداث تشارلوتسفيل (نسبة الموضوعية 35%).

تقول «الهاف بوست» إنّ هذه التقييمات أقلّ بكثير من الواشنطن بوست، لماذا؟

أوضحت في أسبابها أنّ إدارة ترامب عندما تتصرف بطريقة تعتبر إيجابية على نطاق واسع (مثل تقييد المساعدات الأمريكية لمصر بسبب انتهاكات حقوق الإنسان)، فالموضوع يُتناول بطريقة محايدة ومتوازنة؛ لكن عندما تتصرف بطريقة تعتبر سلبية على نطاق واسع، مثل العنوان السابق (إلقاء اللوم على الجانبين في أحداث تشارلوتسفيل) فإنها تميل إلى الغزل غير المنطقي.

وتحدثت عن سبب آخر: فحجب المساعدات عن مصر بسبب انتهاكات حقوق الإنسان يعتبر أقل إثارة للجدل في الولايات المتحدة من رد ترامب على أحداث «تشارلوتسفيل». على سبيل المثال، انتقدت منظمات المجتمع المدني القانون المصري الخاص بالجمعيات الأهلية، وأعربت إدارتا ترامب وأوباما عن قلقهما إزاء انتهاكات الحقوق المدنية في عهد السيسي. وعلى سبيل المثال أيضًا، علق أوباما المساعدات العسكرية لمصر في 2013.

فقصص مثل هذه لا تتعلق بالشؤون الأميركية المحلية، بالرغم أيضًا من كثرة القصص المشوهة عن السياسة الخارجية لترامب.

وأضافت الصحيفة عاملًا آخر رأت أنه أكثر أهمية، وهو أنّ ترامب ليس طرفًا في هذه القصص؛ فوزارة الخارجية هي التي أعلنت القرار (مبعوث البيت الأبيض جاريد كوشنر هو الذي اجتمع مع السيسي)، وفي المقابل كان ترامب مشاركًا مباشرًا في القصص الثلاث المذكورة أعلاه، التي كان تصنيفها منخفضًا عن «الواشنطن بوست».

وقالت إن هذا الأمر أُثبت أيضًا في مقارنة سابقة من هذا الشهر بين قائمتين تتعلقان بكوريا الشمالية: الأولى غطت فيها الصحيفة تصريحات «دونالد ترامب» عن كوريا الشمالية، وكان تصنيفها 38% من حيث الحيادية والموضوعية، والأخرى تتعلق بقرار الأمم المتحدة بشأن العقوبات ولم يذكر فيها «ترامب» مباشرة، وحصلت على 72%.

هذه الدراسة، بحسب الصحيفة، لا تمثّل عينة كبرى بما فيه الكفاية لتحديد الاتجاه العام لوسائل الإعلام الأميركية؛ لكنها تساءلت: «بالنظر إليها، فهل تعتبر هذه التغطية إشكالية؟ وهل تعتبر عادلة؟».

أولًا: لماذا من المهم لوسائل الإعلام تغطية جميع الأحداث بطريقة متسقة، بصرف النظر عما إذا كانت الموضوعات المتناولة سلبية أو إيجابية أو مثيرة للجدل؟

يقول المعهد الأميركي للصحافة إنّ الهدف الأساسي للصحافة هو تزويد المواطنين بالمعلومات التي يحتاجونها لاتخاذ أفضل القرارات الممكنة بشأن حياتهم ومجتمعاتهم وحكوماتهم. والتغطية الفضلى هي تلك المتسقة مع الواقع، لا بموضوعيتها فقط، التي يجب أن تلتزم بها بأكبر قدر ممكن؛ وإنما أيضًا بأن تكون التغطية متوازنة في جميع الموضوعات (لا يختلف الموضوع الخارجي عن هذا المتعلق بالشأن المحلي)، وإذا كان موضوعٌ ما مثيرًا للجدل فهذا لا يعني أن تكون وسائل الإعلام أكثر إثارة وتحيزًا تجاهه.

وختمت الصحيفة بأنه إذا حدث ذلك فإننا نخاطر بتكوين تصوّر مشوّه على نحو متزايد تجاه العالم؛ وهو ما يمكن أن يعوق التقدم وصنع القرار الجيد.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023