شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«يورو نيوز»: قتل وتعذيب واغتصاب وتدهور اقتصادي واجتماعي.. حصيلة سنوات حكم السيسي

الشرطة المصرية في قمعها مشهدا احتجاجيًا

يصوت المصريون هذا الأسبوع في الانتخابات الرئاسية التي سيفوز فيها عبدالفتاح السيسي، بولاية ثانية من المفترض ان تكون مدتها أربع سنوات، ويعد السيسي قائد الانقلاب العسكري في 2013، الذي أطاح بأول رئيس مدني منتخب، الدكتور محمد مرسي، ومنذ ان ادى اليمين الدستورية، يقول السيسي، إنه جلب الأمن والاستقرار إلى بلد هزته الاضطرابات، وهو أمر غير صحيح، وفق ما أكدته صحيفة «يورو نيوز».
مهزلة الانتخابات
وأضافت، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أن النقاد يرون أن الانتخابات الحالية ما هي إلا مهزلة وتمثيلية، مشيريين إلى انسحاب جميع المرشحين أو إجبارهم على الإنسحاب، ولا يوجد سوى منافس واحد فقط مؤيد للسيسي، موسى مصطفى موسى، ووفقا للمراقبين، فإن نسب المشاركة الحالية هي المقياس الأكبر على شعبية عبدالفتاح السيسي، لكن ما الذي فعله خلال السنوات الأربع الماضية، وما المتوقع أن يفعل؟
ووفقا لـ«جان كلوديوس فولتل»، الباحث في معهد الدراسات الأوروبية والمتخصص في السياسة الشرق أوسطية، أن المواطنين المصريين، لا يجرؤون على إبداء أي وجهات نظر سياسية معارضة بعد الآن، في ظل حكم عبدالفتاح السيسي، ووفقا لمنظمة «هيومن رايتس ووتش»، استخدمت الشرطة المصرية في ظل حكم السيسي، أساليب التعذيب والإخفاء القسري ضد المعارضين السياسيين، مع إفلاتهم من العقاب والمسؤولية.
وأوضحت المنظمة، ان الانتقادات العلنية للحكومة محظورة بشكل فعال، وتقدر هيومن رايتس ووتش بأن هناك حوالي 60 ألف سجين سياسي، خلف قضبان السجن.، قال «سامر شحاتة»، أستاذ السياسة الشرق أوسطية في جامعة أوكلاهوما، إن السياسة في مصر «أكثر قمعية واستبدادية اليوم مما كانت عليه في أي وقت تحت حكم حسني مبارك».
وأضاف، أن انتخابات اليوم أقل تنافسية حتى من الانتخابات الرئاسية غير التنافسية في عام 2005، والتي تنافس فيها مبارك ضد تسعة مرشحين آخرين، من بينهم المناهض للفتنة والسياسي المعارض المعروف أيمن نور.
فيما دعت شخصيات معارضة لمقاطعة عملية التصويت هذا الأسبوع، بعد أن اضطر جميع المنافسين الجادين لوقف حملاتهم أو الانسحاب؛ بسبب الترهيب.
الموقف الأمني في عهد السيسي
وقال «فولتل»، إن الأمن هو أحد مجالين رئيسيين ركز عليهما السيسي خلال فترة حكمه التي استمرت أربع سنوات، حيث تعهد باستخدام «القوة الغاشمة» ضد تمرد داعش في شمال سيناء، ووفقا لمؤيديه فإن الأمن تحسن نتيجة تكتيكياته، إلا انه رغم ذلك، وبعد سنوات من بدء العمليات العسكرية هناك، لم تتوقف الهجمات الإرهابية.
وقتل متشددون في نوفمبر الماضي 300 مصل داخل مسجد بلال بقرية الروضة في منطقة بئر العبد بشمال سيناء، وهو أخطر هجوم ارتكبته جماعات إرهابية منذ بدء عملياتها في مصر، بل أعنف هجوم في تاريخ مصر الحديث.
واكد الباحث في الدراسات الشرق أوسطية، أن الوضع الأمني لم يتحسن بشكل ملحوظ، فلا يزال لدينا هجمات حتى داخل العاصمة، القاهرة.
الوضع الاقتصادي في عهد السيسي
وفقا لـ«فولتل»، يعد الاقتصاد هو المجال الثاني بعد الأمن الذي ركز عليه عبدالفتاح السيسي، مضيفا أن الحكومة المصرية كانت حريصة على التركيز على مشاريعها الضخمة، على سبيل المثال توسعة قناة السوبس وإنشاء عاصمة إدارية جديدة، وتدعي الحكومة أنها حققت نجاحات كبيرة بتلك المشارع، رغم عدم جدواها.
وبالإضافة إلى تلك المشاريع، وافق صندوق النقد الدولي على إقراض مصر 12 مليار دولار لمدة 3 سنوات منذ 2016، لكن شرط تطبيق إصلاحات اقتصادية صارمة، أدخلت المصريين في حالة من التقشف، وانخفضت قيمة العملة لأكثر من النصف، مما جعل المواطنين يدخلون في دوامة من التدهور المعيشي، ويعتقد السيسي أن ما فعله سيحسن الوضع الاقتصادي علىا لمدى الطويل.
وأكد السيسي من قبل، أن هناك تحسينات ملوحظة شوهدت بالفعل، حيث بلغ احتياطي النقد الأجنبي 35 مليار دولار، وبدأ القطاع السياحي في التعافي، وبدأ المستثمرون الأجانب في القدوم لمصر، إلا أن «فولتل»، أكد أن حالة مصر الاقتصادية ما زالت متدهورة، مع تنامي الفقر والبطالة وانعدام الفرص، مضيفا «هناك فجوة بين ما تصفه الحكومة وبين ما يبدو عليه الواقع بالنسبة لمعظم المصريين».
أما «شحاتة»، فأكد أن الاقتصاد المصري، ليس قويا، وأن إيرادات السياحة آخذة في الانخفاض، ووصل التضخم لمستويات قياسية، وأصبح الجنيه المصري ضعيفا بشكل لا يُصدق.
أما المراقبون، فيؤكدون أن نسبة المشاركة المنخفضة في الانتخابات الحالية، توحي بأن السيسي يفتقر إلى التفويض لاتخاذ خطوات أكثر صرامة لإنعاش الاقتصاد.
وضع مصر الخارجي تحت حكم السيسي
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رحب بعبدالفتاح السيسي في البيت الأبيض، إبريل من العام الماضي، مؤكدا أنه قام بعمل رائع، على حد وصفه، وفي يونيو من هذا العام صدق السيسي أيضا على اتفاقية إعادة ترسيم الحدود بين مصر والمملكة السعودية، والتي بموجبها تنازلت القاهرة عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح الرياض، وأثارت خطوات السيسي احتجاجات واسعة في مصر، الذين اتهموه بأنه يبيع الأراضي المصرية مقابل حفنة من الأموال.
وفي صيف 2017، انضمت مصر إلى المقاطعة التي قادتها السعودية ضد قطر، متهمين إياها بتمويل الإرهاب ومحاولة زعزعة استقرار المنطقة، وشرعوا في طرد دبلوماسييها، بينما ترى مصر أن قطر تمثل تهديدا لاستقرارها، بسبب دعمها لجماعة الإخوان المسلمين التي أعلن السيسي أنهم إرهابيون.
وفي ديسمبر 2017 ، وقعت مصر وروسيا عقدًا لبناء أول محطة للطاقة النووية في مصر خلال زيارة الرئيس فلاديمير بوتين للقاهرة.
حقوق الإنسان
وجادل أستاذ السياسية الشرق أوسطية «سامر شحاتة»، بان هناك العديد من القيود المستمرة على عمل المجتمع المدني في مصر، أكثر حتى مما كانت عليه في عهد مبارك، ووفقا لـ«هيومن رايتس ووتش»، زادت الملاحقات الأمنية وحظر السفر وتميد الأصول والممتلكات ضد نشطاء حقوق الإنسان، وهو ما شكل تهديدا فعلاا على مستقبل المجتمع المدني في مصر.
كما قامت حكومة السيسي بالتضييق على الأعمال النقابية، كما ازداد تعرض السيدات المصريات للعنف الجنسي والجسدي، وواجه طالبوا اللجوء الاعتقال والتعذيب والترحيل، فيما واجه المسيحيون تمييزا شديدا، وفقا لمنظمة العفو الدولية، ووصف «فولتيل» وضع حقوق الإنسان في مصر بأنه «كارثي».
نمط حكم السيسي
وأكد «فولتيل» أن أسلوب حكم السيسي، على مدى السنوات الأربع الماضية، سلط الضوء على الفرق بين رجل يتحدث بصوت ناعم للغاية خلال خطاباته السياسية، وبين ديكتاتوري متشدد، لا يسمح بأي صوت معارض، مضيفا أن هناك على الأقل وجهان للتطرف، ويمتلكهما السيسي وحده، فهو ذو صوت ناعم وفي نفس الوقت ديكتاتور مستبد.
أما شحاتة فأكد أن السيسي مستبد تماما، مضيفا أنه شخصية مثيرة للاشمئزاز، وهناك الكثيرون يدعون أنه حقق بعض الاستقرار في مصر وأنقذ مصر من التفكك السياسي والمؤسسي، بعد ثورة 2011.
ماذا بعد ان يفوز السيسي؟
كما أكد شحاتة، أن القمع يتزايد والاستبداد يتأصل كل يوم عن السابق، موضحا أنننا سنتوقع منه نفس ما فعله الأربع سنوات الماضية وأكثر من ذلك، فلا يوجد ما يشير إلى أن الوضع السياسي سيتحسن قريبا، خاصة في ظل وجود بعض المؤشرات المقلقة من أن السيسي وأنصاره سيعدلون الدستور، من أجل زيادة مدته الرئاسية.
وأضاف ضحاتة: هناك جهود بالفعل لزيادة الفترة الرئاسية لست سنوات، كما هناك أحاديث عن توسيع في صلاحيات الرئيس، وهو ما اتفق معه «فولتيل» الذي أكد أن بقاء الظروف الخارجية كما هي، سيساعد السيسي على البقاء على نفس المسار.
http://www.euronews.com/2018/03/26/egypt-election-what-has-sisi-done-since-taking-power-



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023