شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

المرأة المصرية فى الحياة السياسية بين ظلم المجتمع وقلة العزيمة والأصرار

المرأة المصرية فى الحياة السياسية بين ظلم المجتمع وقلة العزيمة والأصرار
عقبات عديدة ومخاوف كثيرة تحيط بالمرأة العربية عامة والمصرية خاصة منذ عهد النظام السابق وحتى يومنا هذا ، فدخلت المرأة فى صراعات...

عقبات عديدة ومخاوف كثيرة تحيط بالمرأة العربية عامة والمصرية خاصة منذ عهد النظام السابق وحتى يومنا هذا ، فدخلت المرأة فى صراعات كثيرة لتأتى بحقها فى الحياة الاجتماعية والسياسية .

لقد شاركت المرأة المصرية منذ مطلع التاريخ مع الرجل في جميع مراحل الحياة وفي شتى المجالات؛ وساعدت في خلق المجتمع المصري  وعلى مدى العصور يوضح التاريخ أن المرأة المصرية أثبتت أنها قادرة على القيادة والريادة على أعلى مستوى منذ قديم الزمن ، فبرز دور المرأة منذ كانت فيه الحركة النسائية في مطلع هذا القرن رائدة للمنطقة العربية بأسرها  حيث فى عام 1919 خرجت أول مظاهرات نسائية إلى الشارع وفي عام 1928 قامت الطالبات بتسجيل أسمائهن للمرة الأولى في جامعة القاهرة،وكانت المطالب الرئيسية آنذاك هو حق المرأة في التعليم وتحسين أوضاعها الاجتماعية ورفع سن الزواج إلى 16 عاما على الأقل وإلغاء تعدد الزوجات وإعطائها حق الانتخاب.، ومن هنا بدأت المرأة فى المطالبة بحقها فى المجتمع .

وفى  ثورة 25 يناير كانت المرأة شريك اساسى بها وكان لها دورا بارزا لا ينكره المجتمع، وبالرغم من ذلك عبرت المرأة عن غضبها للمطالبة بحقوقها التى تجاهلتها الأحزاب، فالبرغم من الأحزاب المختلفة والتيارات المتعددة وبعض الأفكار المتشددة والاخرى المتحررة فى مصر حيث تخرج احيانا دعوات لعودة المرأة إلى المنزل ودعوات اخرى للتحرر التام والتمرد على تقاليد وعادات المجتمع فتتيح للمرأة كل شىء واى شىء ،يأتى صراع اخر لها ضمن الصراعات وتحدد لها طريقها وخطاها ، فبين ذلك وتلك جاءت الانتخابات البرلمانية بعد الثورة غير منصفة للمرأة المصرية حيث حصلت المرأة على عدد مقاعد بنسبة 2.4% وكان عدد المعينات أكبر من المنتخبات فمثلت مقاعد المرأة  عن حزب الحرية والعدالة 4 سيدات بينما كان عدد السيدات بحزب الوفد الجديد  اثنان ، وحصل حزب الاصلاح والتنمية على مقعد واحد للمرأة وكذلك حصل الحزب المصري الديمقراطي على مقعد واحد بنسبة لاتذكر مثل فيها حزب الحرية والعدالة النسبة الأكبر فى تمثيل المرأة على قوائمة الأنتخابية بينما لم تمثل اى امرأة عن حزب النور داخل البرلمان ، وكذلك حزب المصريين الأحرار وباقى الأحزاب الليبرالية الذين يطالبون دائماً بحرية المرأة .


تنافس الأحزاب على مقاعد المرأة فى الانتخابات القادمة


وعن حزب الحرية والعدالة قالت عزة الجرف- عضو مجلس شعب المنحل- ان المرأة جزء رئيسي من المجتمع المصري، ولابد من احترم الدولة لها؛ فالمرأة المصرية جزء أصيل من ثورة يناير ومن يتخيل أن هدف التيار الإسلامي هو تهميش المرأة وإجلاسها في المنزل، وتراجع دورها في الحياة السياسية والاجتماعية فهو مخطىء، فالمرأة على مدى التاريخ وفي الإسلام لا يقدر أحد على إنكار دورها أو تهميشه فالإسلام عظم مكانة المرأة.

وأكدت "الجرف" إن دور المرأة في حزب الحرية والعدالة ومن قبله في الإخوان هو دور ليس بالجديد وأن المرأة لها دور لا يقل أهمية عن دور الرجال، مستشهدة بعدد السيدات التى دفع بهم حزب الحرية والعدالة بالانتخابات البرلمانية السابقة مقارنة بالاحزاب الليبرالية والتى تنادى بحرية المرأة
وأضافت : اننا نتطلع إلى ان تتبوأ المرأة المكانة التي تستحقها وأن يكون لها تمثيل أكبر في المناصب الداخلية بالحزب وبالانتخابات البرلمانية القادمة ، مشيرة إلى انه بالفعل لأول مرة ان تتقدم امرأة للترشح فى منصب قيادة الحزب بحزب الحرية والعدالة .

فيما قالت المهندسة نيفين الجندى – أمينة المرأة بحزب الحرية والعدالة بالإسكندرية  – ان الكثير من المتغيرات التى طرأت على ثقافة المرأة المصرية خلال الفترة الاخيرة خاصة بعد الثورة حيث اصبح لديها الكثير من الامكانيات التى تؤهلها ان تتواجد وبكثافة فى الساحة السياسية خلال الفترة القادمة.
واشارت الجندى إلى ان حزب الحرية والعدالة هو اول حزب يتقدم فيه امرأة لرئاسته،موحة ان الحزب هو الوحيد لديه امانة المرأة ويمتلك الكثير من الكوادر المؤهله.

وصرحت "الجندى" بأن الحزب يعمل على تكوين كوادر جديدة وتنقسم إلى نوعان هناك كوادر لدينا بالفطرة ولكن يضاف اليها بعض اللمسات الاخيرة وهناك كوادر اخرى تحتاج الى فترة اعداد وتمكين حتى تصل الى المستوى المطلوب واعتقد ان الجماعة عمرها 80 سنة لديها من الكوادر النسائية الكثير ،موضحه ان المرأة فى الوقت الحالى اصبح لديها اهتمامات غير ذى قبل فى كل مجالات المجتمع ،والفارق واضح جدا فى الفكر والثقافة والاسلوب والاهتمام بين قبل الثورة فهناك تطور سريع،فعندما نرصد المرأة منذ بداية الحزب والى الان سنجد اختلافًا كبيرًا حتى الاقبال على الصالونات السياسية والاهتمامات مختلفة

وتتوقع "الجندى" ان الانتخابات البرلمانية القادمة ستشهد تواجد أكبر للمرأة داخل المجلس من الفترة الماضية وسيكون لديها القدرة والوعى ما يجعلها فى مستوى افضل،مؤكدة ان هذة الكوادر لن تظهر الا بالتجربة العملية مستشهدة بتجربة الدكتور مرسي الذى لم يكن يعرفة الكثير من المصريين خارج حزب الحرية والعدالة ولا يعرفوا امكانياته ولكن عند ادارته للبلاد تفاجئنا بقدرته الهائلة على الادارة .

فيما قال طارق حسن – سكرتير حزب النور بالإسكندرية – " ان قانون الاحزاب يلزم كل حزب ان تحتوى قوائمة على امرأة   فبالتالى الحزب تبعا للقانون لابد من وجود امرأة على قوائمة "
وعن تأهيل المرأة فى الحزب وتطوير اداءها السياسي أكد"حسن" فى تصريح خاص لموقع رصد ان الحزب يقوم باعداد بعض الدورات التثقيفية لاعضاءة من ضمنهم المرأة ، واحدة منهم فى الفكر الاستراتيجي لبناء كوادر للحزب ، مؤكد ان الحزب فى طور اعداد كوادر نسائية للدفع بهم فى الانتخابات القادمة ، مؤكدا ان عدد كبير يتم تجهيزة الان يختار منهم لتجهيزهم فى الحزب لخضو الحياة السياسية .

وأكدت ماجدة حسن – عضو مجلس الشعب المنحل عن حزب الوفد الجديد – ان دور المرأة فى المجتمع كبير ولكن مازال هناك الكثير من المجالات مغلقه امامها ان هناك وعد من رئيس الحزب ان يكون اعداد  المرأة اكبر فى مجلس الشعب القادم حيث تم ضم اعداد نسائية كثيرة لاعداد كوادر تخوض العمل السياسيى والحزبي  فى المرحلة الماضية ، وسيكون هناك تمثيل جيد للمرأة فى الدورة البرلمانية القادمة.

واضافت "حسن" ان هناك دورات تدريبية يعدها الحزب منذ فترة كبيرة لتأهيلهم بشكل كافى والدفع بعدد اكبر فى الانتخابات القادمة.
وتابعت : ان هناك قيادات نسائية بارزة سواء كانت فى المحليات او فى النقابات او فى العمل السياسى الحزبي او فى مجلس الشعب والشورى السابقة  ،فالكثير من النساء لديها القدرة ولكن ثقافة المجتمع لم تتيح لهن الفرصة لذلك .

وناشدت "حسن" المرأة المصرية بأن يكون لها دور فى المجتمع وان تطالب بحقها كالرجل ،وتشارك بالعمل السياسي والحزبي والبرلمانى ان استطاعت ، فلن يطالب بحق المرأة سواها ، موضحه انه من الضرورى ايضا ان يحقق الدستور الجديد المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة ،لان الاسلام أعطي للمرأة كل حقوقها ولم يمنعها من التعليم أو العمل.
وعن المرأة البدوية والتى لها طبيعة خاصة  قالت فضية سالم – عضو مجلس الشعب المنحل عن حزب الاصلاح والتنمية-  "انها تستعد للمعركة الأنتخابية القادمة كما يستعد حزبها "الاصلاح والتنمية" للدفع بعدد اكبر للمرأة ، لأيمانها الشديد بمكانة المرأة ودورها ، موضحة انه تم الدفع بها على رأس القائمة فى الانتخابات السابقة"

وعن سبب تراجع دور المرأة فى المجتمع المصري اكدت فضية فى تصريح خاص ان استسلام المرأة للعادات والتقاليد والمجتمع الذكورى هو السبب فى تراجع دورها السياسى والاجتماعى فى مصر ، مستشهدة بمدى الصعوبة التى واجهتها عند خوضها للانتخابات موضحة وضعها كبأمرأة غير متزوجة فى مجتمع بدوى من الصعب ان يتقبل ان تكون تشارك امرأة فى العمل السياسي .
وتابعت : يجب ان يكون للمرأة عزيمة واصرار ان تخوض هذة التجربة التى تخدم بها المجتمع فنحن عندما نتحدث عن حقوق وواجبات المرأة فإننا نتحدث عن حقوق و واجبات نصف المجتمع ، باعتبار بأنها تقوم بالدور الرئيسي في تنشئة الأجيال القادرة على العمل والانتاج ودفع عملية التقدم
وعن نسبة المرأة قالت " ننتظر القوانين التى ستحدد النتخابات القادمة ، ونتمنى ان يكون هناك "كوتة " تضمن وجود عدد اكبر من لنساء فى البرلمان "


تراجع دور المرأة


 قالت هدى بدران – رئيس رابطة المرأة العربية  – ان مركز المرأة بالنسبة للمشاركة السياسية اضعف كثيرا مما سبق ، مؤكدة ان السبب فى تراجع دور المرأة هو نفسها وضعفها
وأضافت بدران "اننا فى مصر لدينا ثقافة مجتمعية ضد المرأة خاصة بعد حكم الاسلاميين  والتى افتى فيها البعض ان يكون مكان المر أة هو البيت ، فهذة الثقافة المجتمعية المتدنية تتصف بالنظرة الدونية للمرأة .
وتابعت فى تصريح خاص لموقع رصد : فمن اجل الحفاظ على حقوق المرأة السياسية فى الانتخابات تم تخصيص مقاعد"الكوتة" حتى تخصص مكاسب لها وفرص كافية لان فرصها فى القوائم اقل من فرص الرجل ،فقوائم الاحزاب تجبر الحزب على وجود امرأة فيضعوها فى نهاية القائمة ومرأة واحدة فقط ،مؤكدة أن «الكوته» وحدها بالرغم من أهميتها لا تكفى لتحقيق وجود فعال للمرأة داخل اللعبة السياسية، مشيرة إلى أن المؤتمر يتناول التحديات التى تعوق مشاركة المرأة وتضعف من تمثيلها فى المجالس النيابية، كما يتناول قضية الأحزاب ومسؤوليتها نحو المرأة، وكذا دور الجمعيات الأهلية وما يمكن أن تقدمه لكى تمارس حقها السياسى.

وأكدت "بدران" ان الاحزاب الليبرالية لاتختلف كثيرا فى حكمها على المرأة وتمثيلها فى الحياة السياسية فلم يتم تمثيل عدد كافى من هذة الاحزاب ليبيرالية كانت او اسلامية ، لان المرأة نفسها لم تتكون لديها الخبرة الكافية حتى تخوض الحياة السياسية فالمرأة لم تدخل الحياة السياسية الا منذ خمسين عاما فقط ولم تاخذ حقوقها الكافية .
وطالبت " بدران" بضرورة قيام حركة نسائية تناضل لوصول المرأة إلى حقوقها، ولا تنتظر القرارات الفوقية لحل مشكلاتها، مؤكدة ضرورة وجود لجنة خاصة للمرأة داخل كل حزب وليس لجنة تشكل من الجنسين.
وعن قلة تمثيل الاحزاب للمرأة علقت الباحثة أمانى الطويل ان الدور التى تعلبة المرأة المصرية لم ينتبه إلى قبل او بعد الثورة مشيرة إلى ان الأحزاب السياسية لم تعطى للمرأة ترتيبا متقدما فى قوائمها الأنتخابية .

وقالت "الطويل " ان الأمر لم يختلف كثيرا بين الاحزاب سواء الاسلامية او الليبرالية واليسارية حيث كان تمثيل المرأة فى جميع الأحزاب ضعيف .

وأشارت الطويل" إلى الاحزاب اليسارية والتى اعطت نسبة كبيرة للمرأة عن باقى الأحزاب واضعة برنامج تنموى لها بأليات بسيطة ، بينما كانت الأحزاب الليبرالية مثل حزب المصريين الأحرار والذى دعا لمساواة كاملة مع غياب اليات تفعيلها فى البرنامج ، فيما تحدث حزب الحرية والعدالة عن دور المرأة السياسي من منظور عا وأحقيتها فى المشاركة فى الأنتخابات البرلمانية ، ما عن حزب النور فرأت الطويل اتجاهه منحصر فى احقية المرأة فى الأنجاب وراعية الأسرة حيث اكتفى بوضع "وردة" فى دعايته الأنتخابية للنساء المرشحات.

وفى سياق أخر قالت "زهرة خليل" – أستاذة علم النفس السياسي في جامعة القاهرة "ان المرأة المصرية تعاني بدرجة كبيرة من الاضطهاد والاستبعاد على كل المستويات؛ فهي تعيش في مجتمع ذكوري ودائما ما ينظر لها على أنها اقل، ونتيجة لهذا الاستبعاد أصبح وضع المرأة مهينا، واتضح ذلك في الأحزاب السياسية التي لم تضع امرأة على رأس قائمة بل كانت تأتي في ذيل القوائم معللين ذلك بأن المجتمع نفسه ليس جاهزا لقبول امرأة في البرلمان!.

 وتوضح الدكتورة "زهرة" أن التيارات والأحزاب السياسية المختلفة في مصر لا يهمها الحياة الديمقراطية؛ ولا دور المرأة، فكل ما يهمهم الحصول على المقاعد في البرلمان بأي ثمن" وتؤكد على انه "كان يجب أن تكون في القائمة الواحدة أكثر من سيدة وفي موقع متقدم في الترتيب حتى يكون في البرلمان القادم نسبة منهن تسعى لتحقيق التوازن والديمقراطية، فالبرلمان بهذا الشكل سيكون غير متزن".
وطالبت الدكتورة "زهرة" في الختام بضرورة عودة الكوتة في صياغة الدستور الجديد بما يتناسب مع مكانة المرأة المصرية بعد الثورة".

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023