كشف سفير إسرائيلي سابق في مصر عن وجود «سبب مختلف» لتعيين عبد الفتاح السيسي لنجله كملحق عسكري في روسيا، مبينا أن هذا المنصب لا يعد عقوبة أو إقصاء.
وقال السفير الإسرائيلي الأسبق بمصر «يتسحاق ليفانون» في مقال نشرته صحيفة «إسرائيل اليوم»، وترجمته «عربي21»، إن «سلوك السيسي يدخل الولايات المتحدة في نقاش داخلي حاد»، موضحا أن «وسائل الإعلام المصرية والعربية باتت منشغلة في تعيين ابن السيسي البكر محمود ملحقا عسكريا للجيش المصري بروسيا».
وتابع ليفانون: «رغم أن مواقع إخبارية معارضة للسيسي ذكرت أن هذا التعيين جاء عقب فشل السيسي الابن في عمله بجهاز المخابرات المصرية، فإن هذه الفرضية خاطئة، لأن منصب الملحق العسكري في دولة مهمة مثل روسيا، لا يعد عقوبة أو إقصاء، بل هو مهمة رفيعة المستوى وثقيلة العيار».
وأشار ليفانون الذي يعمل كباحث في معهد القدس لدراسات الدولة، إلى أن «تعيين السيسي الابن يمكن اعتباره مؤشرا على السلوك السياسي الأخير للسيسي تجاه القوى العظمى، بغرض تسهيل عقد المزيد من الصفقات التسلحية»، وفق تقديره.
وبيّن أنه «في هذه الحالة سيكون الملحق العسكري المصري الشاب على علاقة وثيقة مع المؤسسة العسكرية والاستخباراتية الروسية، وقريبا من أذن والده رئيس الدولة».
وأردف ليفانون قائلا إن «الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك عقب ثورة يناير 2011، بدعم وإسناد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، اعتبرت خذلانا أميركيا من قبل المؤسسة الاستخبارية الأمنية المصرية التي ينتمي إليها الرئيس الحالي، ولذلك تمثلت التغذية الراجعة من الجيش المصري، بالاعتماد على واشنطن، ولكن إلى أجل مسمى وبسقف محدود».
وأكد أن «مسؤولا مصريا رفيعا أبلغه آنذاك بأن أميركا لم تعد صديقتنا التي كانت منذ زمن، ومع صعود السيسي للحكم، فإنه بدأ سياسة تقاربية مع القوى العظمى، وأبرم سلسلة صفقات سلاح مع فرنسا والهند والصين، لكن تقاربه من روسيا كان الأبرز والأكثر إثارة، لأنها ساعدته ببناء أربع مفاعلات مدنية في منطقة الدبعة القريبة من الإسكندرية، ووافق على التعاون معها لبناء المشروع الاقتصادي الأضخم قرب قناة السويس، واشترى سلاحها».
وأضاف أنه «بعد المعارضة الأميركية لبيع مصر طائرات إف35، توجه السيسي إلى الروس لشراء الطائرات الروسية المتقدمة مثل السوخوي 35، مع العلم أن الموقف الروسي بعكس نظيره الأميركي ليس ملزما بالإبقاء على الفجوة العسكرية لصالح التفوق النوعي الإسرائيلي».
وأشار إلى أنه «رغم أن السيسي غير معني بالدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة، لكنها ترى في محاولاته شراء طائرات روسية تجاوزا لخط أحمر، ولم يتأخر ردها في الوصول، فقد حذر وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان بقوة من سلوك السيسي، وهدداه بأنه إن أبرم الصفقة مع موسكو، فإن المساعدات الأمريكية لمصر سيتم المس بها كثيرا، ولذلك فإن تواجد نجل السيسي ملحقا عسكريا في روسيا خطوة كفيلة بمساعدة والده».
وأوضح أن «الولايات المتحدة تعيش أزمة جادة، فهي ترى أن الرئيس التركي أردوغان العدو اللدود للسيسي يتجاهل تهديدات الرئيس ترامب، وفي حال نفذت مصر صفقتها مع روسيا، وتعمدت واشنطن المس بالمساعدات المقدمة لها، فإنها بهذه الطريقة تستخدم الحد الأقصى من الضغوط، رغم أن هذه المساعدات حافظت على اتفاق السلام مع إسرائيل».
وختم بالقول إنه «في حال خضعت الولايات المتحدة للسيسي، وباعت له طائرات إف35، بدلا من السوخوي الروسية، فإنها سوف تمس بقاعدة قديمة سارت وفقها جميع الإدارات الأميركية، وتتمثل بالمحافظة على التفوق النوعي لإسرائيل».